الصين تحاول انقاذ سلسلة التوريد العالمية من خلال تكثيف انتاج الحاويات : أرقام صادمة

يقوم المصنعون الصينيون بضخ كميات قياسية من حاويات الشحن، وذلك بعد أن طلب الشاحنون أكوامًا ضخمة من الصناديق الفولاذية في محاولة لتخفيف الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية .

إلا أن المديرين التنفيذيين في مجال الشحن يحذرون من أنها لن تفعل الكثير لتخفيف مشاكل الشحن والإمداد عبر المحيطات العالمية، رغم حجم الانتاج المتزايد.

حيث استمرت محدودية توافر الحاويات بعد زيادة التسوق عبر الإنترنت خلال الفترات الماضية.

كما تكافح أكبر الشركات المصنعة للصناديق في العالم لتلبية الطلب المتزايد على الحاويات من خلال زيادة الإنتاج وتمديد ساعات.

ومن أبرز هذه الشركات:

  • الصين الدولية للحاويات البحرية (CIMC).

  • شركة حاويات Dongfang الدولية.

حيث قال بريان سوندي، الرئيس التنفيذي لشركة تريتون إنترناشونال ، أكبر شركة لتأجير الحاويات في العالم:

“قدرة المصانع تنفد بشدة”.

وتكمن المشكلة الكبيرة في نقل الحاويات العالقة في الأماكن الخطأ بسرعة كافية، حيث تسد اختناقات سلسلة التوريد العالمية .

بينما قال جون فوسي، المحلل في شركة Drewry الاستشارية:

“إن عدد الصناديق المتداولة عالميًا كافٍ لاستيعاب أحجام التجارة بحدود معينة”.

وأضاف قائلا:

“إنها مشكلة لوجستية أكثر من كونها مشكلة توريد”، في إشارة منه إلى الازدحام في سلسلة التوريد.

سلسلة التوريد العالمية : الشركات تكافح في زيادة الانتاج
سلسلة التوريد العالمية : الشركات تكافح في زيادة الانتاج

الجهود الصينية في تأمين الحاويات:

تقدر Hapag-Lloyd وهي إحدى أكبر مجموعات شحن الحاويات، أن 20% من الحاويات مقيدة في الشحنات أكثر مما كانت عليه قبل الأزمة.

حيث قال نيكلاس أولينج، الذي يدير أسطولًا من الحاويات لشركة النقل الألمانية:

“إن هناك القليل من الدلائل على أن الحاويات التي تحمل كل شيء كانت تصل إلى الوجهات بشكل أسرع على الرغم من الإمدادات الإضافية”.

ومن المقرر أن تضخ المجموعات الصينية الكبرى الثلاث -التي تصنع حوالي 80% من الحاويات في العالم- 5.2 مليون وحدة مكافئة عشرين قدماً هذا العام.

وهو ما يعني زيادة عن ما تم انتاجه وضخه في التجارة البحرية العالمية بنسبة الثلثين عن عام 2020.

وهو انتاج لم يسبق له مثيل في عام واحد من قبل وفقا لما قالته شركة CIMC الصينية وهي الأكبر في هذا المجال.

مما يعني تحقيق شركات صناعة الحاويات أرباح هائلة، مثلما حدث مع الشركة السابقة، التي ارتفعت أرباحها من 37 مليون دولار العام الماضي إلى 680 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الحالي.

وتأتي هذه الزيادة في الإنتاج مع زيادة أسعار الحاويات بأكثر من الضعف إلى 3645 دولارًا لكل صندوق 20 قدمًا في منتصف هذا العام منذ نهاية عام 2019.

وهو ما قاد شركات تأجير الحاويات إلى زيادة نشاطها؛ حيث أنفقت شركة Triton ومقرها نيويورك 3.4 مليار دولار لتوسيع أصولها بنسبة 25% هذا العام.

تقطعت السبل بسفن الحاويات في البحر لأن أزمة الشحن وسلسلة التوريد العالمية تؤخر عمليات التسليم
تقطعت السبل بسفن الحاويات في البحر لأن أزمة الشحن وسلسلة التوريد العالمية تؤخر عمليات التسليم

المخاوف من الهيمنة الصينية في هذا المجال:

أدى التوفر المحدود للحاويات إلى زيادة المخاوف بشأن هيمنة المنتجين الصينيين.

حيث بدأت اللجنة البحرية الفيدرالية الأمريكية إجراء تحقيقات بشكل غير رسمي، وفقًا لمصادر ft.

بينما اتجهت المخاوف نحو مسألة جودة الحاويات الصينية بعدما تم تمديد ساعات العمل وأيام العمل.

يُذكر ان الصين هي المهيمنة على قطاع الحاويات منذ تحوله من دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية قبل ثلاثة عقود.

فيما تبقى فرص المنافسة المحتملة مع الصين في صناعة الحاويات مستقبلا مع الهند وتركيا وروسيا.


ننصحك بالاطلاع على الأرباح التي تحققها شركات الشحن العالمية من خلال ارتفاع مشاكل سلسلة التوريد العالمية بالضغط هنا.

تعمل خطوط الإنتاج في الصين بشكل كامل لتصنيع حاويات الشحن
تعمل خطوط الإنتاج في الصين بشكل كامل لتصنيع حاويات الشحن

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية