أعلن البنك المركزي الاسرائيلي، بأن عملة الشيكل، تعيش الآن، في أقوى وضع لها منذ وقت طويل، وذلك مقابل سلة من العملات الرئيسية للبلدان التي تعتبر الشريكة التجارية الرئيسية، وذلك وفقا لما أفادت به صحيفة غلوبس يوم الخميس الماضي، وهنا يبرز التساؤل الأكثر انتشارا في أوساط المتعاملين بعملة الشيكل سواء في السوق الفلسطيني أو لدى سوق الكيان، وهو: هل سيرتفع الدولار مقابل الشيكل ؟ وما هو السبب وراء الرغبة في إضعاف الشيكل؟
الشيكل في أقوى وضع له منذ سنوات!!
على الرغم من تحديد سعر الصرف التمثيلي للشيكل عند مستويات 3.185 شيكل للدولار، و3.695 شيكل لليورو خلال الاسبوع الماضي، إلا أن الأسعار انحدرت عند مستويات أقل من ذلك.
حيث وصل الشيكل إلى مستويات هي الأقوى مقابل اليورو منذ عام 2001.
بينما وصل الشيكل إلى مستويات هي الأعلى منذ عام 2008 بالنسبة للشيكل.
علما أن الدولار قد وصل إلى أدنى مستوياته عام 1993 عند أدنى 2.79 شيكل للدولار.
هل سيرتفع الدولار مقابل الشيكل ؟ نصف الإجابة يكمن في قطاع التكنولوجيا!!
لا تعتبر قوة الشيكل أمراً جيدا بالنسبة لاقتصاد الكيان نفسه قبل غيره؛ فالمصدرّون الاسرائيليون يرتجفون الآن بشكل كبير لهذا الأمر.
حيث ارتفعت قيمة عملتهم أمام العملات الرئيسية للدول التي تقوم باستيراد سلعهم، فباتت سلعهم مرتفعة السعر.
وقد قال “يوسي فرايمان” الرئيس التنفيذي لشركة بريكو لإدارة المخاطر والاستثمارات:
“قوة الشيكل ليست أخبار جيدة بالنسبة للمصدرين، و الذين يعملون اساسا بهوامش أرباح بسيطة منذ فترة”.
كما أكد على أن واحدة من أهم اسباب ارتفاع قيمة الشيكل تتمثل في فائض المعروض من العملات الأجنبية.
حيث قامت العديد من الشركات الاسرائيلية بإقامة عروض عامة في الأسواق الخارجية مع هيئات الاستثمار الأجنبية، وخاصة في سوق السندات.
وهو ما أدى إلى زيادة في معروض العملات الاجنبية بشكل دفع عملة الشيكل للارتفاع.
أما عن الضرر الآخر الذي يتعرض له المصدرون، هو حاجتهم إلى الشيكل القوي، والذي يقومون بشراؤه عند مستويات مرتفعة، وذلك بهدف تسديد رواتب موظفيهم.
كما أضاف فرايمان قائلا:
“إن قوة الشيكل الآن تشجع على الاستيراد من أوروبا والصين واليابان، وهذا يمثل إشكالية كبيرة؛ حيث تشكل الواردات الأوروبية 27٪ من الواردات الإسرائيلية بعملة الدولار بنسبة 20٪”.
أما ماريان كوهين رئيسة جمعية التكنولوجيا الفائقة التابعة لاتحاد المصنعين، فإنها تقول:
“إن ارتفاع الشيكل باستمرار مقابل الدولار واليورو سيضر بصناعة التكنولوجيا الفائقة لدينا”.
حيث أكدت ماريان على أن صناعة التكنولوجيا، ليست أمرا مبنيا على عدد بسيط من الشركات الناشئة، بل إنها تتكون من شركات ذات دور مهم في توفير سوق العمل.
وقد تحدثت عن أن هناك 370 ألف أسرة لدى الكيان يعتاشون على هذا القطاع الحيوي والمهم.
بل إن صناعة التكنولوجيا تمثل أكثر من نصف صادرات الكيان، وبذلك فإن الصناعيون سيمثلون الشريحة الأولى لمتلقي الضربة من هذا الارتفاع.
النصف الآخر للإجابة عن موعد ارتفاع الدولار:
إن الأمور السابقة تجيب بشكل جزئي عن سؤال هل سيرتفع الدولار مقابل الشيكل ، إلا أن الشق الآخر من الإجابة تكمن في الأمور التالية:
– رفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي:
حيث قد يبدأ الحديث عن رفع سعر الفائدة في شهر 12 القادم، لتدخل حيز التنفيذ منتصف العام القادم؛ وهو ما سيعطي قوة للدولار أمام مختلف العملات.
– سعر الفائدة لدى الكيان:
وقد تم الحديث عن احتمالية كبيرة لرفع سعر الفوائد من قبل المركزي الاسرائيلي منتصف العام القادم، بغض النظر عن أداء سعر الفائدة الأمريكية.
– التدخل الحكومي في إضعاف الشيكل:
حيث تم تأجيل التدخل الحكومي بشكل كبير ومؤثر، باستثناء شراء مليارات العملات الاجنبية، وذلك لسبب معقول جدا.
وهذا السبب يكمن في أن قوة الشيكل الآن تحمي الاقتصاد من التضخم المفرط، ويمكنك الاستزادة في هذا الموضوع من خلال الضغط هنا.
– القدرة على انهاء حالة التخبط التجاري:
حيث أدى التخبط التجاري الآن إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، والتي يُتوقع أيضا أن تبدأ علامتها في منتصف العام القادم.
إذن فنتيجة إجابة ” متى سيرتفع الدولار مقابل الشيكل “
يبدو أن الإجابة، وتبعا للعوامل السابقة، ستمتد حتى منتصف العام القادم، بشرط عدم الدخول في مشاكل اقتصادية جديدة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية