خبراء عالميون: رفع أسعار الفائدة الامريكية بهذا المقدار لانقاذ الاقتصاد والدولار

قال أحد ابرز المستثمرين العالميين، وهو الملياردير بيل أكمان بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يفوز بمعركته التي يخوضها ضد ارتفاع معدلات التضخم، وأشار إلى ضرورة رفع أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 50 نقطة أساس في آذار القادم، لاستعادة مصداقيته وجدية مساعيه في السيطرة على التضخم.

وقد قال أكمان في سلسلة تغريدات، نشرتها وكالة بلومبيرغ:

“إن التحرك الأولي بمقدار 50 نقطة أساس سيكون له تأثير لتقليل توقعات التضخم، وهو ما سيخفف الحاجة إلى خطوات أكثر عدوانية ومؤلمة اقتصاديا في المستقبل”.

وتأتي هذه التغريدة تحديدا، بالتزامن مع ضغوطات رسمية وجماهيرية على الفيدرالي الأمريكي، ليقوم بأية إجراءات ممكنة لتخفيض معدلات التضخم التي ضربت مستويات هي الأعلى منذ ثمانينات القرن الماضي.

بل إن هناك بعض المسؤولين الذين ذهبوا إلى ضرورة رفع أسعار الفوائد أكثر من ثلاثة مرات، لتصل توقعاتهم إلى أربع أو خمس مرات خلال 2022.

بينما توقع محافظو البنوك الفيدرالية الأمريكية رفع سعر الفائدة ثلاثة مرات، إلى جانب تقليص مشتريات الأصول، بدءا من شهر آذار القادم.

ولكن المحللين لم يتوقعوا رفع أسعار الفائدة بأكثر من 25 نقطة أساس حتى منتصف العام الحالي.

حيث لم يرفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بأكثر من 25 نقطة أساس في وقت واحد منذ أيار 2000.

كما قال أكمان:

“إن لم يقم الفيدرالي بحل مشكلة التضخم، فإنه سيفقد مصداقيته لصانع للسياسات النقدية”.

وأكد قائلا بأن رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة كاملة (50 نقطة أساس)، سيثبت للجميع نية الفيدرالي على محاربة التضخم.

بينما قال هنري كوفمان، كبير الاقتصاديين في شركة Salomon Brothers:

“إذا كنت سأنصح رئيس الفيدرالي الأمريكي، فإنني أنصحه بأن يبدأ بزيادة فورية بمقدار 50 نقطة أساس في الأسعار قصيرة الأجل”.

أما الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان تشيس وشركاه جيمي ديمون فقد قال:

“أعتقد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع سعر الفائدة القياسي سبع مرات لمحاربة ارتفاع التضخم”.

بينما لم يحدد موعد أو سرعة عملية رفع أسعار الفائدة، سواء كانت خلال العام الحالي أم خلال العامين القادمين.

أثر هذه المستويات القياسية الممكنة لأسعار الفائدة:

أما عن أثر هذه التوقعات، فيُلاحظ بأن المتداولين يقومون بحماية أنفسهم من المخاطر التي قد تتعرض لها الأسواق المالية نتيجة هذه العملية.

حيث أن رفع أسعار الفوائد يعمل، في الغالب، على دفع شهية المستثمرين نحو العوائد على الودائع التي سترتفع في كل مرة سترتفع فيها أسعار الفوائد.

ويعتمد المتدالون في توقعاتهم لارتفاع اسعار الفوائد بشكل كبير، على العديد من الامور، أهمها:

  • البيانات الاقتصادية التي تؤكد على ارتفاع معدلات التضخم.

  • تعهد رئيس الفيدرالي الأمريكي على القيام بكل أمر ممكن لمحاربة التضخم.

في النتيجة؛

فإن تسارع عملية رفع أسعار الفائدة الامريكية ، ستدفع إلى:

زيادة شهية الإيداع بعملة الدولار، وبالتالي تخفيض المعروض النقدي، مما قد ينعكس إيجابا على سعر الدولار الأمريكي.

كما قد تتأثر الأسواق المالية سلبا بهذه العمليات المتعاقبة لرفع أسعار الفوائد وفق ما هو متوقع أعلاه.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية