ارتفعت أسعار النفط عالميا إلى مستويات قياسية هي الأعلى منذ سبع سنوات، وتحديدا منذ منتصف العام 2014، وفيما يلي سنورد الأسباب الثلاثة التي تقف وراء ارتفاع مستويات أسعار النفط في الوقت الحالي، والاسباب التي ستؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في المستقبل.
ثلاثة أسباب وراء ارتفاع مستويات أسعار النفط :
لقد تجاوزت أسعار النفط اليوم مستويات 88 دولار أمريكي، مرتفعة بذلك عن مستوى السبعينات التي كان برميل النفط قد حققها في النصف الثاني من عام 2021،.
وهذه الارتفاعات نابعة بشكل كبير ورئيسي، من ثلاثة أسباب هي:
السبب الأول. السبب السياسي:
لقد دفعت التوترات السياسية في الشرق الأوسط، وتحديدا الهجوم الذي تعرضت له بعض المناطق النفطية الإماراتية، إلى زيادة القلق حول مستقبل أسعار النفط.
حيث تمثل الإمارات واحدة من أكبر ست دول عالمية على مستوى مخزونات النفط والغاز الطبيعي.
كما يصل انتاجها اليومي إلى 1.2 مليون برميل نفط يوميا.
بينما يتمثل الشق الثاني من السبب السياسي، بالتوترات الجيوسياسية على الصعيد الروسي الأوكراني.
حيث دفعت التوترات إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مما كان سببا وراء ارتفاع في أسعار النفط بشكل مباشر أيضا.
السبب الثاني. السبب الاقتصادي:
على الرغم من عمليات الاغلاق الصحي لدى العديد من الدول، إلا أن زيادة نشاط العملية الانتاجية أدى إلى زيادة الطلب على النفط، مما أدى إلى ارتفاعات متوالية على الأسعار.
السبب الثالث. السبب المُناخي:
تغلف الظروف المناخية مسألة القدرة على الامدادات النفطية؛ حيث توقفت العديد من الآبار النفطية عن العمل بسبب ظروف البرد القارس.
وهو ما يؤثر سلباً على جانب العرض، والذي يعاني أساسا بسبب قيود العملية الانتاجية التي تفرضها منظمة أوبك للأعضاء المنتجين للنفط.
الأسباب التي قد تؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في المستقبل:
لا يبدو بأن أسعار النفط ستقف عند هذه المستويات، وتبدو هذه التوقعات جليّة في العديد من التصريحات والتقارير الاقتصادية.
حيث قال نائب رئيس الوزراء العراقي في مساء يوم الثلاثاء:
” يبدو بأن مستويات أسعار برميل النفط ستتجه نحو 120 دولار خلال العام الحالي”.
بينما أصدر بنك جولدمان ساكس تقارير اقتصادية، يشير فيها إلى احتمالية ارتفاع أسعار البرميل الى 100 دولار خلال العام الحالي أيضا.
ويمكننا التأكيد على واقعية التصريحات السابقة، من خلال العودة تاريخيا لحركة أسعار النفط، ومعرفة آراء وأوضاع الدول المنتجة للنفط.
حيث ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات 120 دولار أمريكيا بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وتحديدا بعد عودة النشاط الاقتصادي.
وهذا يعني علاقة إيجابية بين النشاط الاقتصادي الذي يحدث بعد أية أزمة، وأسعار النفط، وهو ما يمكن أن يحدث الآن ونحن نعيش في ظل جهوزية عالية نحو تنشيط الاقتصاد.
أما عن آراء الدول المنتجة للنفط، ومنظمة أوبك العالمية، فيمكننا ملاحظة الحرص على مستويات سعرية مرتفعة.
حيث القيود التي يتم وضعها على الانتاج، لدعم مزيد من الارتفاعات السعرية.
ويمكن تفسير هذا الحرص، من خلال حاجة الدول الرئيسية المنتجة للنفط لتعويض حجم الخسائر التي تكبدتها بسبب انخفاض اسعار النفط خلال الأعوام الماضية.
في النتيجة؛
فإن اسعار النفط ارتفعت نتيجة لثلاثة:
-
أسباب سياسية (الهجوم على الامارات، والتوترات الروسية الأوكرانية).
-
واقتصادية (ارتفاع الطلب على النفط بسبب زيادة الانتاج ونشاطه).
-
مناخية (التأخير سلبا على الإمدادات والمعروض النفطي).
بينما تشير المعطيات والتصريحات والدراسة التاريخية لأداء النفط بعد أية أزمات إلى حدوث مزيد من الارتفاعات السعرية خلال العام الحالي والأعوام القليلة القادمة أيضا، وتحديدا مستويات 100-120 دولار تقريبا، وهو ما يتفق مع آراء العديد من التحليلات السابقة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية