تمر أسواق المال العالمية وتحديدا مؤشر ناسداك في منطقة الوول ستريت، في الانخفاض منذ الأسبوع الماضي، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل هل نحن أمام أزمة مالية عالمية تشبه أزمة الدوت كوم ، وهو التساؤل الذي حاولت بلومبيرغ الإجابة عنه، أو تسليط الضوء عليه رغم صعوبته الآن.
لقد انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة تزيد عن 1% في كل جلسة من الأسبوع الماضي، وهو أمر لم يحدث منذ انفجار فقاعة الدوت كوم.
وقد ربط جورج بيركس، الخبير الاستراتيجي في Bespoke Investment Group بين ما يحدث الآن، وبين أحداث تاريخية تذكر في أزمة مالية عالمية هي أزمة فقاعة الدوت كوم التي حدثت في بداية الألفية الحالية.
أسباب الانخفاضات الحالية لمؤشر ناسداك:
أما عن أسباب الانخفاضات الأخيرة التي حدثت في مؤشر ناسداك 100، وهو مؤشر للأسهم التكنولوجية، فأهمها:
-
عمليات البيع المكثفة التي انتقلت من حيز المضاربة إلى بقية السوق.
-
النتائج المخيبة للآمال للشركات التي انتعشت في زمن الوباء، مثل Neflix Inc.
-
قلق المستثمرين من أنه مع تعافي الاقتصاد، تختفي ميزة نمو التكنولوجيا.
الانخفاض الأول منذ عام 2008:
لقد انخفض مؤشر ناسداك منذ بداية العام بنسبة 12%، ليسجل أسوأ شهر له منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
وإذا قمنا باستثناء يوم الاثنين، وهو يوم الإجازة، فإنه سيكون الخط الهابط الأول منذ عام 2018.
وقد قال كريس مورفي، الرئيس المشارك لاستراتيجية المشتقات في Susquehanna International Group:
“إن عمليات البيع في الساعة الأخيرة والبيع المستمر تدفع السوق نحو الانخفاض”.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه يجب الاعتراف بأنه من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه هي بداية عملية الوصول إلى قاع أو شيء أسوء.
حيث أظهر أحدث استطلاع أجرته شركة Bank of America Corp لمديري الصناديق العالمية، نتيجة مريبة للانتباه.
حيث أظهر انخفاضا في صافي المخصصات لقطاع التكنولوجيا إلى أدنى مستوى منذ عام 2008.
وقد قال Pearkes من Bespoke:
“إذا كان هذا نوع من التصفية التجارية للمراكز المالية، فإنه يجب التساؤل عن مدى سقوط المزيد من الأشياء”.
كما أضاف قائلا:
“من ناحية أخرى، هذا النوع من السلبية والبيع المنتشر هو ما يبحث عنه المعارضون كعلامة على أن المشاعر قد انتقلت إلى الجانب السلبي”.
في النتيجة؛
يجب الانتباه إلى ان الأسواق المالية بدأت تعطي إشارات مشابهة لما كان قد حدث عام 2000 (أزمة الدوت كوم).
كما يجب الانتباه إلى الانخفاضات المتوالية على قطاع التكنولوجيا تؤكد على وجود مشاعر سلبية ومحبطة للأداء السعري لأسهم التكنولوجيا بعد انتهاء الوباء.
إلا أنه وعلى الرغم من هذه التصريحات، فيبدو بأن الحكم ما زال سابقا لأوانه، وأن الحذر والمراقبة يجب أن يرتفع مستواهما عند المستثمرين.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية