ها هي الذكرى الثانية لحادثة الاحتيال التي هزّت عالم المؤسسات المالية، وذلك حينما كشف رئيس قسم الشؤون القانونية في الشركة ألكسندر ترومبر أن هناك مشكلة خطيرة في شركة المدفوعات Wirecard الألمانية، لتتكشف بعد ذلك فضيحة وايركارد المتعلقة بأموال مفقودة بقيمة 2 مليار يورو في ميزانية الشركة.
فضيحة وايركارد : بداية القصة!
اكتشف ترومبر أن الرئيس التنفيذي للشركة ماركوس براون، إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين كانوا يقومون بأمور مشكوك في صحتها، وتحديدا منح قرض بقيمة 100 مليون يورو لشريك تجاري صغير بشروط مشكوك فيها.
وعلى الرغم من تحذير ترومبير، إلا أن ذلك لم يحل دون وقوع الكارثة المالية التي قدرت بقيمة 2 مليار يورو بعد عامين من التحذير.
وهو الأمر الذي تسبب في معاناة البنوك، وصناديق الاستثمار، والمنظمين، ومدققي الحسابات.
وقد اتهم المدّعون براون بالاحتيال وخيانة الأمانة وتزوير الحسابات والتلاعب بالسوق.
وهي جرائم قد تصل عقوبتها إلى 15 عامًا بموجب القانون الألماني.
إلا أن محامي براون أكدو على أنه بريء من الاتهامات وأن موكلهم غير مذنب، ولكن ذلك يبدو بأنه لن يجدي نفعا.
حيث تحولت حياة هذا الرجل المعتاد على الطائرات الخاصة والقصور الفارهة، إلى:
-
العيش في زنزانة مساحتها تسعة أمتار مربعة.
-
الاعتقال لأكثر من مرة رغم خروجه بكفالة مالية.
-
اعتباره خطرا على الطيران.
-
السماح له بساعتين من المكالمات الهاتفية شهريا.
وقد يبدو أمر هذا الرجل منطقيا، خاصة وأنه تسبب في إفلاس عملاق المدفوعات المالية التي كانت تبلغ 24 مليار يورو.

من هو ماركوس براون؟
انضم براون إلى Wirecard عام 2002 قادما من شركة التدقيق العالمية KPMG وترقى ليصبح رئيسا تنفيذيا وأكبر مساهم منفرد فيها.
ويقول البعض بأن تدرجه في المناصب كان بسبب خداع المراجعين بوثائق مزورة على مدى سنوات.

التهم الموجهة ضد براون أكبر من مسألة أموال ضائعة؟
إن التهم الموجهة ضد براون لا تتعلق مباشرة بسبب انهيار المجموعة الألمانية والمتعلق بضياع 1.9 مليار يورو من الميزانية.
فبعد جهود 20 مدعيا وشرطيا خلال 21 على مدار شهرا في التحقيق بتفاصيل القضية والتي تورط فيها العشرات من 25 دولة، بما تخللها من مداهمات وتحقيقات، تبين أن هناك لائحة سرية مرفوعة ضد براون بحجم 474 صفحة.
وقد قال ديرك ميتز، مستشار العلاقات العامة لدى شركة المحاماة التي تدافع عن براون:
“إن موكلي كان ضحية الاحتيال وليس الجاني في هذه القضية”.
كما يظهر التحقيق مدى صعوبة توجيه قضية جنائية محددة المعالم بناء على عملية احتيال معقدة وطويلة المدة.
ومن المرجح أن تبدأ محاكمة براون في فصل الخريف في ألمانيا، وهي المحاكمة التي قد تمتد لعدة سنوات، وفقا لأحد المطلعين على القضية.
