سيطر ارتفاع أسعار النفط على الأوساط الاقتصادية، إلا أن سعر سلعة أخرى مهمة أخذت حيزا من اهتمام العالم بشكل عام والمستهلكين بشتى أشكالهم وأحجامهم، حيث شهدت الأسواق العالمية ارتفاع اسعار الزيوت النباتية عالميا لسببين اثنين رئيسيين، وسنناقش في المقالة التالية هذه المشكلة ونوضح أسبابها والموعد المقترح لانتهائها بشكل نسبي.
وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ارتفعت اسعار الزيوت النباتية عالميا بنسبة 4.2% خلال شهر يناير.
حيث ارتفع زيت النخيل الماليزي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بسعر 1900 دولار أمركي للطن الواحد في أوائل شهر آذار من عام 2022.
وإذا تحدثنا عن الزيوت بشكل عام، فإننا لا نتحدث عن زيوت الطهي فحسب، بل إننا نتحدث عن زيوت نباتية تستخدم في مستحضرات التجميل أيضا.
أسباب ارتفاع اسعار الزيوت النباتية عالميا :
السبب الأول. المناخ:
بدأت أسعار الزيوت النباتية بالارتفاع بشكل أساسي منذ بداية هذا العام، أي قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
“ارتفاع الأسعار يعود إلى أحداث الطقس العالمية التي أثرت على إمدادات فول الصويا وزيت النخيل”.
كما قال جلوبر:
“كانت المشكلة الكبرى بالنسبة لفول الصويا هي الجفاف، على مدى الأشهر الستة الماضية، وتحديدا في الأرجنتين والبرازيل”.
حيث تمثل البرازيل حوالي نصف صادرات فول الصويا العالمية، بينما تنتج إندونيسيا وماليزيا الكثير من زيت النخيل في العالم.
أما عن ماليزيا فقد تعرضت بدورها أيضا إلى إعصار شديد بالفعل وشهدت الكثير من الفيضانات، وهو ما رفع أسعار زيت النخيل.
بينما يكمن الشق الثاني من المشكلة هنا، في عدم انخفاض الطلب لدى سوق الزيت على صعيد منتجات مختلفة.
وأشار جلوبر إلى أن جزءا كبيرا من الزيت يستخدم في علف الحيوانات أيضا، إلى جانب الاستخدامات الصناعية، وهو ما يزيد من وتيرة الطلب دونما توقف.
وبحسب تصريحات جلوبر، فإن أسعار الزيوت النباتية هي أعلى بنسبة 30% عما كانت عليه قبل عام تقريبا.
السبب الثاني. الحرب الروسية وتبعاتها:
أما عن السبب الثاني لارتفاع أسعار هذا النوع من الزيوت، فيعود إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التي دفعت كل الأسعار للارتفاع.
وذلك بعدما ارتفعت وتيرة المخاوف من تأثير الحرب على منطقة البحر الأسود الذي يمثل أمرين مهمين هما:
يمثل 60% من انتاج العالم من زيت الشمس، والذي يعتبر مصدرا من مصادر الزيوت النباتية أيضا.
بينما يمثل 76% من صادرات هذا النوع من الزيت.
ومع ارتفاع وتيرة الحرب، والتهديدات بالنقص العالمي من الإمدادات الغذائية، وتحديدا من أوكرانيا، فقد سارعت العديد من الدول إلى منع صادراتها من السلع الأساسية للحفاظ على الأمن الغذائي الداخلي لديها.
كما تعرضت الكثير من الأسواق الرئيسية المنتجة لفول الصويا لضربة كبيرة تتعلق بارتفاع أسعار الأسمدة وهو ما رفع من تكاليف الانتاج.
الموعد المقترح لانخفاض أسعار الزيوت النباتية:
قبل الحديث عن موعد انخفاض أسعار الزيوت النباتية، فإنه يجب الاعتراف بأن مستويات الاسعار قد يكون من الصعب أن تعود إلى سابق عهدها.
حيث قال جلوبر:
“إن الأسعار لن تنخفض إلى مستويات كبيرة، وذلك بسبب ظروف العمالة والطاقة والنقل”
وبغض النظر عن الظروف الحالية، فإن انخفاض أسعار السلع بشكل عام سيكون مرتبطا بثلاثة أمور، ما إن تحققت فإن مستويات الأسعار سينخفض.
أما عن الشروط الثلاثة فهي:
هدوء التوترات في أوكرانيا، مما سيدفع سلعا أساسية وسيطة إلى التحسن في عملية الانتاج وعلى رأسها النفط والوقود.
تحسن الظروف المناخية بشكل نسبي، مع استثناء ظروف الجفاف التي يمكن أن تحدث، وهو الشرط الوحيد الذي قد يعمل على تهدئة الأسعار والحد من ارتفاعاتها بشكل كبير.
تحسن الظروف الصحية وانخفاض معدلات الاصابة بالفايروس الذي أدى إلى تعطل سلاسل التوريد بشكل كبير.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية