يشرح رونين مناحيم لموقع انجليش جلوبس ، كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي طفحوت، العوامل التي تسببت في تراجع سعر صرف الشيكل ؛ ويشير إلى أنه يتوقع استمرار الانخفاض في قيمة العملة.
حيث قال مناحيم:
“يسود الهدوء سوق الأسهم خلال عطلة عيد الفصح، لكن سوق العملات الأجنبية عاصف، مع ضعف الشيكل بشكل حاد في التعاملات بين البنوك”.
حيث تراجع سعر صرف الشيكل مقابل الدولار عند 3.24 شيكل للدولار، و 3.498 شيكل لليورو الواحد.
ليتراجع سعر صرف الشيكل منذ بداية العام الجاري بنسبة 3.6% أمام الدولار، رغم أنها ما زالت اقوى بنسبة 2.2% عما كانت عليه قبل عام.
خمسة عوامل لضعف الشيكل وفقا لمناحيم:
قال رونين مناحيم كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي طفحوت إن ضعف الشيكل ربما يرجع إلى خمسة عوامل.
السبب الأول: مؤشر اسعار المستهلكين أقل وهو ما سيجعل المركزي مضطربا في قراراته القادمة!
حيث قال:
“قد يكون ذلك استجابة لمؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس، والذي كان أقل بقليل من التوقعات ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعديل رفع أسعار الفائدة المخطط له من قبل بنك إسرائيل”.
وقد وضع بنك إسرائيل سعر الفائدة بنسبة 0.35٪ ويمكن أن تكون الزيادة التالية أقل مما هو مخطط له.
فعلى سبيل المثال يمكن أن ترتفع بنسبة 0.15٪ ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الشيكل أيضا.
وقد أفاد المكتب المركزي للإحصاء يوم الجمعة أن مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مارس ارتفع بنسبة 0.6٪.
بينما توقع المحللون ارتفاعًا بنسبة 0.8٪ وهو ما جاء بسبب ارتفاعات الأسعار بشكل عام.
كما ويرتبط السبب الأول في ضعف الشيكل ايضا بالتضخم الذي ما زال عند 3.5%، فيما عدل بنك اسرائيل توقعاته للتضخم لهذا العام صعودا من 2% غلى 3.6%.
ثانيا. ارتفاع الدولار في الأسواق العالمية!
بحسب مناحم فإن ارتفاع الدولار في الأسواق العالمية ساهم في ضعف وتراجع اداء الشيكل.
وذلك لأن الدولار يعتبر واحدا من الملاذات الآمنة التي سيرتفع الاقبال عليها وسط هذه المشاكل السياسية والعسكرية المتعاقبة.
ثالثا. العطلات!
السبب الثالث لضعف الشيكل الذي قدمه مناحم هو أن التجربة السابقة أظهرت أنه خلال العطلات، عندما تكون مستويات التداول منخفضة نسبيًا، تكون التقلبات أعلى ويمكن أن ينعكس ذلك في تقلب الشيكل.
رابعا. التوترات الأمنية في الأسابيع القليلة الماضية!
عامل إضافي تسبب في انخفاض قيمة الشيكل ، بحسب مناحيم ، هو التوترات الأمنية في الأسابيع القليلة الماضية ، بما في ذلك أعمال الشغب الحالية في الحرم القدسي الشريف والحوادث في أجزاء أخرى من البلاد.
حيث قال:
“إنه وقت متوتر وخلال هذه الفترات يميل الشيكل لفترات قصيرة إلى الاستجابة بالضعف، وهذا ما نشهده حاليا”.
خامسا. الغموض السياسي:
إلى جانب التوترات الأمنية ، فإن الغموض السياسي في إسرائيل هو السبب الخامس والأخير، بحسب مناحم.
حيث قامت القائمة العربية الموحدة ، القائمة العربية ، بتعليق مشاركتها في الائتلاف الحكومي ، بسبب التوترات الأمنية ، مما أثار مخاوف من أنه بعد عطلة عيد الفصح، سيصوت الكنيست على التفريق وستكون هناك انتخابات جديدة.
ويقول مناحم:
“إن هذا ليس خبرا جيدا لسوق المال الذي يفضل الاستقرار والاستمرارية”.
بينما أكد على أن وكالة موديز قامت الأسبوع الماضي فقط بترقية توقعات التصنيف لإسرائيل إلى “إيجابية”، وذلك بفضل الأداء المالي القوي لإسرائيل وقوة اقتصادها، لكن شروط بقاء التصنيف دون تغيير هي الاستقرار المالي والاستثمارات المستمرة في البنى التحتية.
ووضح مناحيم مشاكل الغموض السياسي وتأثير العودة إلى الانتخابات قائلا:
“حالما تكون هناك مخاوف من أن هذا سينتهي وسنعود مرة أخرى إلى الانتخابات وما يترتب عليها من إنفاق وميزانيات، وإنهاء الحكومة وعدم القدرة على تنفيذ الخطط الحكومية التي يهتم بها السوق والتي تعمل على حساب الشيكل والاقتصاد”.
وهذا، بحسب مناحيم، يمكن أن يضر بالاستعداد المستقبلي لوكالات التصنيف لمواصلة التوصية بالاقتصاد، وهو ما سيؤدي إلى إضعاف الشيكل.
واختتم مناحم بالقول:
“هذه التفسيرات تشهد على استمرار انخفاض قيمة الشيكل في المستقبل القريب ، طالما استمرت كل هذه الظروف أو بعضها على الأقل”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية