يتساءل الكثيرون الآن، وتحديدا في الأسواق الفلسطينية التي تتعامل مع الدولار والشيكل واليورو كعملات رئيسية، عن مسار الدولار الأمريكي مقابل الشيكل، وواحد من أكثر الأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان، هو حتى متى سيبقى الدولار قويا ؟ أو متى سينخفض سعر الدولار؟
وفيما يلي ملخص لكل المسارات المتوقعة حتى هذه اللحظة وصولا لبداية الشهر القادم:
تحدث كبير الاقتصاديين عن قوة الدولار وضعف الشيكل، وربطها بمسألة حجم الفائدة على الدولار الأمريكي التي ستحدد اليوم للمرة الثالثة.
حيث قال إن الفائدة على الدولار، إذا ما استمرت في الارتفاع بشكل كبير، فإن ذلك سيكون جذابا للأسواق للإقبال على العملة الأمريكية وبالتالي ارتفاعها.
بينما وفي حال بدأ بنك إسرائيل في رفع الفوائد على الشيكل بوتيرة أسرع الشهر القادم، فإن الشيكل سيعود إلى انتعاشه بشكل نسب، وذلك بالاعتماد على الفجوة بين الفائدتين على الدولار والشيكل..
فمثلا ستصل الفائدة اليوم إلى مستويات 1.5% وقد ترتفع أيضا إلى 1.75% وفقا لقرار الفيدرالي الساعة التاسعة.
بينما تقف الفائدة على الشيكل عند 0.75%، ويُرجح أن ترتفع في الثالث من الشهر القادم إلى 1% بسبب احتمالية ارتفاع التضخم لدى الكيان.
وهذا يعني أن الفجوة بين الفائدتين على الدولار والشيكل تساوي ما بين 50-75 نقطة أساس لصالح الدولار.
وذلك بطرح الفائدة على الدولار 1.5-1.75% من الفائدة على الشيكل المتوقعة القادمة 1%= 0.5-0.75%.
ولكن وفي حالة قيام الاسرائيلي بمفاجأة الأسواق ورفعها الفائدة على الشيكل بمقدار 40 نقطة كما فعل المرة الماضية لتصل إلى 1.15%، فإن الشيكل سيعاود ارتفاعه.
وذلك بسبب أن الفجوة ستتقلص بين الفائدتين (1.5-1.75% مطروحا من 1.15=0.35-0.6% لصالح الدولار) ولكن بوتيرة أقل من سيناريو 1% على الشيكل.
الشيكل العملة الأقوى لماذا؟
لقد انخفض سعر صرف الشيكل مقابل الدولار منذ بداية العام الحالي بنسبة 8.5%، إلا أنه ما زال أقوى بنسبة 12% مقابل الدولار خلال العقد (العشرة سنوات) الماضي، ليكون أحد العملات العالمية القليلة التي ارتفعت قيمتها مقابل العملة الأمريكية خلال تلك الفترة.
وقد انخفض سعر صرف الشيكل وتحديدا مع نهاية الربع الأول من العام الجاري، لسببين رئيسيين هما:
-
قيام الفيدرالي برفع اسعار الفائدة منذ شهر آذار بربع نقطة مئوية لمواجهة التضخم.
-
إلى جانب انخفاض اسواق الأسهم بسبب ارتفاع حالة عدم اليقين الاقتصادي بسبب ارتفاع التضخم بصورة مستمرة.
-
ناهيك عن ما تسببت به الحرب الروسية من أزمات، دفعت المستثمرين نحو الدولار بصفته ملاذا آمنا.
أما عن سبب قوة الشيكل، فيتحدث كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي طفحوت رونين مناحيم:
“حظيت العملة الاسرائيلية بدعم قوي منذ أن بدأت اسرائيل بنجاح كبير في الخروج من أزمات عام 2008”.
حيث يشير مناحيم إلى أن الكيان ركز على:
-
تعزيز قطاع التكنولوجيا الذي جذب رؤوس الأموال الأجنبية بكميات كبيرة.
-
رفع القدرة الاقتصادية.
-
رسم السياسات الاقتصادية الصحيحة، للحفاظ على تضخم منخفض، وتناقص في الدين العام، وتقليص في العجز المالي.
كما أشار إلى أن هذا انعكس على تصنيف الكيان لدى وكالات تصنيف الديون بشكل إيجابي.
بينما أكد على إشادة العديد من المنظمات العالمية بأداء الاقتصاد الاسرائيلي وتحديدا صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
أما عن العامل الآخر الذي أشار إليه مناحي ، فقد تعلق بسوق الغاز الطبيعي في الخارج، الذي ساهم في تعزيز العملة الاجنبية الداخلة.
أما على المدى القريب، فتتعلق الإجابة عن سؤال ” متى سيبقى الدولار قويا ” بمسار الأسواق الأمريكية، وتحديدا مسار ناسداك.
حيث أن الشيكل يضعف كلما ضعفت الأسواق المالية الأمريكية بسبب تحوط المستثمرين المؤسساتيين بشراء الدولار في هذه الحالة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية