كان سوق العملات المشفرة في حالة تأهب صباح يوم الإثنين حيث يخشى المستثمرون من أن العدوى من المشاكل التي يعاني منها كبار لاعبي العملات المشفرة قد تؤدي إلى هزة كبيرة إذا لم يتم احتواؤها.
ويتحدث المحللون إلى ان هذه التراجعات والهزات العنيفة تعود في الأصل إلى التراجع المفاجئ والكبير في العملة المشفرة المستقرة TerraUSD.
وقد فقدت عملة البيتكوين 57% من قيمتها منذ بداية العام، بحيث كان الجزء الأكبر من هذا التراجع قد تم خلال هذا الشهر الذي لم ينتهي بعد.
وانخفضت البيتكوين بصفتها أشهر العملات المشفرة إلى اقل من 20 ألف دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع للمرة الأولى من 2020.
ويأتي انخفاض السعر في أعقاب الصعوبات التي يواجهها العديد من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة.
في حين أن المزيد من الانخفاضات قد تدفع المستثمرين في هذه العملات لبيع ممتلكاتهم لتلبية طلبات الهامش أو لتغطية الخسائر.
وقد أشارت الوول ستريت جورنال يوم الجمعة إلى أن صندوق التحوط Crypto Three Arrows Capital يعمل على فحص خياراته، بما في ذلك بيع الأصول وإنقاذ شركة أخرى.
كما قال مقرض العملة المشفرة بابل فاينانس الذي يتواجد في آسيا إنه سيعلق الانسحابات حتى لا يحدث الانهيار الكبير.
بينما قال المقرض الأمريكي Celsius Network في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيعلق عمليات السحب بدوره أيضا.
وبدوره فقد قال آدم فارثينج رئيس مكتب المخاطر لليابان لتزويد السيولة للأصول المشفرة:
“إنه إذا لم يتم احتواء ما يجري الآن فإن هناك عاصفة قادمة ولا يمكن احتواؤها في هذه الصناعة”.
كما قال في تصريحه الخطير وفقا لرويترز:
“إن الأمر يبدو شبيهاً بعام 2008 وما يسمى بتأثير الدومينو، فما إن يفلس أصل ما ستفلس بعده أصول عدة”.
وتأتي هذه المخاوف بالتزامن مع تراجع اسواق الأسهم الأمريكية التي عانت من أكبر انخفاض اسبوعي منذ عامين.
إلى جانب المخاوف من حدوث ركود اقتصادي محتمل سواء عالمي أو أمريكي.
كما وتعرضت العملات المشفرة الأصغر لضرر أكبر من العملات الرمزية الرئيسية حيث سعى المستثمرون إلى الأمان المقارن لعملة البيتكوين والعملات المستقرة التي ترتبط قيمها بأصول الأصول التقليدية ، وغالبًا ما يكون الدولار الأمريكي.
وتبلغ قيمة سوق العملات المشفرة المتداولة حوالي 870 مليار دولار ، وفقًا لموقع الأسعار Coinmarketcap .
منخفضة بذلك عن ذروتها السوقية حينما وصلت في نوفمبر الماضي 2.9 تريليون دولار أمريكي.
كما تشير هذه الانخفاضات الكبيرة إلى انسحابات جماعية من قبل المستثمرين من هذا القطاع ككل.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية