يترك الدولار الأمريكي بصماته في كل ركن من أركان الاقتصاد العالمي؛ حيث يمثل عملة الشراء العالمية، والملاذ الآمن الذي يلجأ إليه المستثمرون في أوقات المشاكل ، وفيما يلي عشرة أسباب تدفع للاهتمام بمراقبة الدولار الامريكي القوي استنادا لما ورد على صفحات وكالة رويترز.
وصل الدولار الآن إلى أعلى مستوى خلال 20 عاماً مقابل العملات العالمية الأخرى، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى رفع الفائدة على الدولار بأسرع من البنوك المركزية الأخرى.
وفيما يلي 10 أسباب تدفعك للانتباه إلى قوة الدولار، بغض النظر عن إعجابك بأدائه أو ثقتك بها.
أولا. الدولار الأمريكي القوي في السياحة نعمة خارج بلده:
إذا كنت سائحا في أي بلد فإن الدولار القوي سيكون رائعا لك في تلك البلد، وذلك أنه سيجعل تكاليف الإقامة والضيافة أرخص بالمقارنة بالعملة المحلية لتلك البلد.
بينما سيكون الدولار الأمريكي القوي سيئا بالنسبة للمسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه سيكون بحاجة إلى بذل نقود أكثر للدفع مقارنة بالعملة الأمريكية.
ثانيا. الدولار القوي المساوي لليورو راحة في العمليات الحسابية:
قد يكون هذا السبب مريحا بالنسبة للشركات والأفراد الذين يستخدمون الدولار (عملة دولة واحدة) واليورو (عملة 19 بلدا أوروبيا).
حيث سيسهل عليهم التحويل من خلال عمليات حسابية ذهنية للتحويل بين هاتين العملتين اللتان تساويان القيمة نفسها.
ثالثا. الدولار القوي يدفع الباعة إلى تعويض المشترين عن ارتفاع الأسعار.
هذا السبب وعلى غرابة طرحه، إلا أنه الآن يحدث بالفعل، حيث أنه يشير إلى أن المنتجين والباعة سيقومون بتقديم مزايا إلى المشترين للتعويض أو التخفيف من عبء ارتفاع العملة بالنسبة للمشترين.
حيث قالت بعض الشركات الامريكية بأنها على استعداد لتحمل بعض التكاليف لتخفيف قوة الدولار على المشترين.
ومن أبرز هذه الشركات:
-
شركة Mattel التي تصنع دمية باربي وسيارات Hot Wheels .
-
عملاق السلع الاستهلاكية P&G التي تصنيع منتجات مثل Ariel و Pampers.
السبب الرابع. الدولار القوي نقمة على الدول الناشئة:
يعد هذا السبب كارثيا بالنسبة للدول الناشئة والشركات التي تقوم باصدار السندات الدولارية لتمويل نفسها.
حيث ارتفعت قيمة المبالغ المستحقة عليهم الآن عند قياسه بعملات بلدانهم المحلية.
كما يعد السبب الجزئي الذي يقف وراء ارتفاع الدولار، والمتمثل بارتفاع الفوائد، عبئا على من يريد الحصول على المزيد من الائتمان.
السبب الخامس. الدولار الامريكي القوي نقمة التسعير العالمي:
ونستمر مع الأسباب غير المرغوبة لمتابعة الدولار الأمريكي القوي، حيث ننتقل إلى السلع المسعرة بالدولار (باعتباره عملة القبول التجارية).
حيث يتم تسعير النفط مثلا بالدولار (ليطلق عليه مصطلح البترودولار)، وتسعير القمح والذهب إلى غير ذلك من السلع المهمة.
وهذا يعني أن الدولار الامريكي القوي يعني ارتفاع قيمة اسعار هذه السلع حتى لو تم انتاجها بالكميات الكافية لمقابلة الطلب عند مستويات معينة.
السبب السادس. الدولار الامريكي القوي نعمة العاملين في الخارج:
نعود إلى الأسباب السعيدة التي تجعل الاهتمام بالدولار القوي أمرا مفرحا، وتحديدا لأولئك الذين يعيشون في دول فقيرة ويستلمون أموالا من أقاربهم في الخارج.
وعلى الرغم من تلقي هذه الشريحة من العاملين لضربة كبيرة إثر الجائحة، إلا أن الوتيرة عادت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين.
السبب السابع. الدولار الامريكي القوي وبالُ التضخم لدى الدول دون تفرقة:
حتى بالنسبة للدول الغنية مثل ألمانيا، فإن الدولار القوي سيتسبب في حدوث مشكلات بسبب أن يغذي التضخم المرتفع.
بل إنه وحتى ومع استجابة البنوك المركزية لرفع الفائدة على غرار ما قام به الفيدرالي، فيبدو أن سرعتهم ستكون أبطأ في ذلك.
السبب الثامن. الدولار القوي معضلة روسيا الجيدة والسيئة:
قد يكون من الخطأ أن تجتمع صفتان متناقضتان في أمر واحد، ولكن الدولار القوي بالنسبة للاقتصاد الروسي، سيكون جيدا وسيئا.
فمن جانب ما زالت روسيا تتلقى مدفوعات الطاقة من الغرب بشعرات المليارات من الدولارات شهريا، وهو ما يعني زيادة في الايرادات.
بينما ومن جانب آخر فإن جزءا كبيرا من الروس فقدوا قدرتهم على سحب مدخراتهم من العملات الاجنبية، وهو ما يجعلهم عاجزين عن الاستفادة من هذه القوة.
السبب التاسع. الدولار القوي أمر مفرح لمعارضي فكرة العملات المشفرة:
تم تسويق البيتكوين على أنها الدرع النهائي ضد التضخم، باعتبارها أكبر عملة رقمية في العالم.
ولكنها سرعان ما انهارت بأكثر من النصف هذا العام، لتتخلى جحافل المستثمرين الأفراد عن هذه العملة، وعلى رأسهم شركة تسلا.
كما توجه الكثيرون إلى الدولار الامريكي باعتباره عملة ملاذ آمن، وعملة مدرة للعوائد التي بدأت بالارتفاع بشكل قياسي.
السبب العاشر. الدولار القوي ومؤشر بيج ماك التابع لمجلة ايكونوميست:
تحدثنا في مقالة سابقة عن مؤشر بيج ماك، والذي يقارن سعر البرغر المنتشر في كل مكان حول العالم.
فإذا كانت العملة الامريكية مرتفعة مقابل العملات الاخرى، فإن بيج ماك سيكون الخيار الأفضل للمسافرين.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية