يعيش المستثمرون اضطراب الاسواق المالية والنقدية على خلفية الاضطرابات السياسية إثر زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بوليسي لتايوان، وهو ما يلقي بظلاله على مشاعر الخوف من قبل المستثمرين وتوجههم نحو الملاذات الآمنة.
وقبل الدخول في تفاصيل اضطراب الاسواق المالية والنقدية على خلفية الأحداث السياسية الحالية، فإنه تجدر الإشارة إلى أن ما يجري هو عبارة عن ردات فعل ستتضح معالمها مع تطور الأحداث.
تفاصيل اضطراب الاسواق المالية والنقدية :
تراجعت الأسهم يوم الثلاثاء وسط مخاوف من أن تؤدي زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان إلى الإضرار بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وقد سعى المستثمرون إلى الحصول على أصول أكثر أمانا بعد أن هددت الصين بالتداعيات إذا زارت بيلوسي الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وهي الجزيرة التي تدعي الصين أنها جزء من أراضيها.
كما انخفضت عوائد السندات في منطقة اليورو بسبب هذه الاضطرابات التي تزامن مع حدوث ركود اقتصادي وشيك.
أما مؤشر الأسهم العالمية MSCI، الذي يتتبع الأسهم في 47 دولة، فقد انخفض أيضا بنسبة 0.5% قبل أن يعاود الارتفاع إلى 0.77%.
وانخفض مؤشر Euro STOXX 600 الواسع بنسبة 1٪ ، مما أدى إلى تعميق الخسائر خلال التعاملات الصباحية.
وأظهرت مقاييس العقود الآجلة أن أسهم وول ستريت تتجه للهبوط بنحو 0.8٪.
بينما ينخفض مؤشر الداو جونز في تعاملات الثلاثاء بنسبة 0.42% بنزيف نقاط وصل إلى 161 نقطة.
وقال مصدر لرويترز:
“إنه من المتوقع أن تصل بيلوسي إلى تايبيه في وقت لاحق يوم الثلاثاء مع تحليق عدة طائرات حربية صينية بالقرب من الخط الفاصل بين مضيق تايوان”.
وقد حذرت الصين مرارا من ذهاب بيلوسي (ثالث أعلى منصب في الولايات المتحدة الأمريكية) إلى تايوان.
فيما قالت واشنطن يوم الاثنين إن الصين لن تخيفها.
بينما قال روبرت ألستر ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Close Brothers Asset Management:
“الأمر كله يتعلق بالتهديد التايواني، حيث لا توجد طريقة يمكنك من خلالها أن تقول إنه لم يتم رفعه على جدول الأعمال الجيوسياسي”.
وزادت قضية تايوان من الشعور بعدم الارتياح الذي أثارته الصين وأوروبا والولايات المتحدة يوم الاثنين.
حيث أبلغت الصين وأوروبا والولايات المتحدة يوم الاثنين عن ضعف نشاط المصان، مع تباطؤ النشاط في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ أغسطس 2020.
وتشهد أسواق العملات الآن الكثير من الاضطرابات، حيث ارتفع مؤشر العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات بنسبة تتراوح عند 0.34%.
بنما اتجه الين الياباني في طريقه نحو تحقيق مكاسب لليوم الخامس على التوالي مقابل الدولار.
كما انخفضت أيضًا العملات المشفرة ، وهي مقياس للرغبة في المخاطرة ، مع انخفاض عملة البيتكوين بنسبة 1.78% إلى 23 ألف دولارا امريكيا.
بينما ارتفعت اسعار الذهب إلى 1780 دولارا أمريكيا في اللحظات الاولى من الاضطراب قبل أن تنخفض إلى 1776 دولار حتى كتابة التقرير
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية