يبدو أن الاقتصاد العالمي في خطر قريب، وفقا لما قاله المستثمر المخضرم جيريمي جرانثام مساء الأربعاء، حينما أكد على أن الأسواق المالية ينبغي أن تستعد لمزيد من الآلام، مع وصول صحة الاقتصاد العالمي إلى أكثر مستوياته خطورة منذ سنوات ، بسبب التضخم العنيد والبنوك المركزية المتشددة والتوترات الجيوسياسية.
حيث قال جرانثام ، الشريك المؤسس وكبير الاستراتيجيين لمدير الأصول GMO ، لمنتدى رويترز للأسواق العالمية (GMF):
“هذه لحظة أكثر خطورة في الاقتصاد العالمي من حتى جنون فقاعة الإسكان لعام 2007″”.
كما قال أيضا:
“إن جيوب الأصول عالية القيمة أو المبالغ في قيمتها، والتي أطلق عليها جرانثام اسم “الفقاعات الفائقة”، بلغت ذروتها في وقت سابق من العام الماضي”.
وأكد على ان الأسواق سيتعين عليها التعامل مع تقييمات بعض اسهم الشركات المتضخمة بشكل مفرط.
فيما رأى أن هناك تدهورا في الاساسيات على اساس عالمي، وذلك للعديد من الاسباب التي يبدو ان أبرزها وضوحا سيتمثل في:
-
التضخم.
-
الاضطراب المحتمل في أسواق الإسكان العالمية، حيث يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى الضغط على مالكي المنازل.
-
تغير المناخ الذي سيزيد من الضغوط التضخمية.
-
الاضطرابات الاقتصادية التي قد تقود إلى تقلص القوى العاملة العالمية وموارد السلع المحدودة.
وقد تراجعت الأسهم العالمية بنسبة 20% منذ بداية العام، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب ذو النمو الثقيل بنسبة 24%.
وقال جراتام:
“إن الاضطرابات الاقتصادية والسوقية ستختبر على الأرجح عزم البنوك المركزية العالمية على مكافحة التضخم من خلال تشديد السياسة النقدية
واستنادا إلى خط الاتجاه الحالي يعتقد أن جرانثام ان مؤشر S&P500 يمكن أن يتداول بحوالي 3000 نقطة بشكل أقل مما هو عليه الآن.
وأكد على ان البنوك المركزية ستصاب بالمزيد من الفزع، وأنها ستقوم بكل ما في وسعها لحل الإشكاليات المختلفة المباشرة وغير المباشرة ذات الصلة بعملها.
أما الاسواق النقدية والمالية اليوم، فستكون أمام يوم تداول مضطرب وذلك لسببين اثنين هما:
أولا. اجتماع المركزي الأوروبي الساعة 3:15 بتوقيت القدس:
سيتحدث المركزي الاوروبي خلال هذا الاجتماع عن رفع الفائدة على اليورو بنسبة 75 نقطة اساس وفقا للعديد من التوقعات.
إلا أن الأهم من رفع الفائدة أن تتحدث كريسيتين لاغارد عن مدى تشددها النقدي وإجراءاتها المستقبلية لمواجهة التضخم.
ثانيا. حديث جيروم باول الساعة 4:10 بتوقيت القدس
على الرغم من ان الاسواق المالية تجاهلت كل تصريحات رؤوساء الفيدرالي المتشددة والتي طالبت برفع الفائدة.
حيث كانت من هذه التصريحات، تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين حينما قال:
“إن البنك المركزي الأمريكي يجب أن يرفع أسعار الفائدة إلى مستوى يقيد النشاط الاقتصادي لمكافحة التضخم”.
ولكن الأسواق تنتظر حديث باول، والذي سيصب في مصلحة الدولار في حال قام بتشديد لهجته بشكل أكبر مما كانت في جاكسون هول أو مماثلة له.
في النتيجة؛
فإن الأسواق المالية والنقدية ستكون في حالة من التقلبات والاضطرابات حتى يتم دراسة كل اجتماع على حدة.
وإن ما يجري من هبوط على الدولار بشكل عام، وفي السوق الفلسطيني بشكل خاص، سيكون ناجم عن عمليات جني الارباح، أو تخبط الأسواق واضطرابها بناء على ما سبق ذكره.
علما أن المعطيات وتصريحات المحللين ما زالت تشير إلى أن الدولار ما زال في حالة من الانتعاش في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية