تتحول أنظار المستثمرين نحو انتخابات التجديد النصفي اليوم الثلاثاء والتي ستحدد السيطرة على الكونغرس الأمريكي، بحيث يصوت الناخبون على 35 مقعدا من أصل 100 مقعد داخل مجلس الشيوخ وعلى كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا.
ما هي انتخابات التجديد النصفي الأمريكية ؟
يذكر موقع الجزيرة هذه الانتخابات ويقول:
“هي انتخابات تُجرى بعد سنتين من انتخاب الرئيس، وتسمح بتجديد جميع مقاعد مجلس النواب، بالإضافة إلى ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وقد تؤثر نتائجها بشكل مباشر على برنامج عمل ساكن البيت الأبيض في بقية عهدته الرئاسية.”
ويضيف الموقع أيضا:
“يصوت الناخبون في الانتخابات النصفية على 35 مقعدا من أصل 100 مقعد داخل مجلس الشيوخ وعلى كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا، كما يصوتون على اختيار حكام 36 ولاية من أصل 50”
وفي حال فاز الجمهوريون الذين ما زالوا متقدمين في استطلاعات الرأي وأسواق المراهنات، فإن ذلك سيؤدي إلى انقسام الحكومة مع الرئاسة في ظل الرئيس الديموقراطي الحالي.
وقد جاء أفضل أداء لسوق الأسهم عندما شغل الجمهوريون مجلس النواب أو مجلس الشيوخ أو كليهما.
فوفقا لبيانات RBC Capital Markets فقد حيث كان متوسط عائدات S&P500 السنوية على النحو الآتي:
-
خلال الكونغرس المنقسم 14%.
-
بينما جاء بنسبة 13% في الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون تحت رئاسة ديموقراطية.
-
10% عندما كان الديموقراطيين يسيطرون على الرئاسة والكونغرس.
وقد تمثل الحكومة المنقسمة الآن، أمورا جيدة لأسواق الاسهم وذلك بعدما انخفض مؤشر S&P500 بنسبة 21% تقريبا هذا العام.
كما يسارع العديد من الاستراتيجيين أيضا إلى الاستشهاد بسجل الإنجاز المثالي لسوق الأسهم بعد منتصف المدة.
حيث سجل مؤشر S&P 500 مكاسب في كل فترة 12 شهرا بعد تصويت منتصف المدة الـ 19 التي حدثت منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لدوتشيه بنك.
بينما ووفقا لأوكسفورد ايكونوميكس فقد ارتفع المؤشر بمتوسط 15% في العام الذي أعقب انتخابات التجديد ال18 الماضية.
ويقدم المستثمرون عددًا من الأسباب المحتملة للرياح الخلفية لما بعد منتصف المدة.
-
حيث يقول البعض إن التصويت يميل إلى تقديم رؤية أوضح للسياسة.
-
بينما قال البعض بأنه قلق من أداء الأسواق هذه المرة نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية واتجاه الاقتصاد بشكل عام نحو الركود.
-
فيما يميل المستثمرون إلى تفضيل الجمود السياسي حتى لا تزيد الأمور تعقيدا عما هي عليه الآن.
حيث قد تكون إحدى تداعيات الحكومة المنقسمة معركة ضارية حول رفع سقف الديون الأمريكية التي يمكن أن تثير المخاوف بشأن التخلف عن السداد في الولايات المتحدة وهو ما يمكن أن يزيد من تقلبات السوق.
فقد قالت BTIG في مذكرة حديثة:
“نعتقد أن سيناريو الحكومة المنقسمة الذي يمثل حالتنا الأساسية سيؤدي إلى معارك مالية مماثلة لتلك التي رأيناها في فترة 2011 التي جاءت بحكومة منقسمة تحت ظل الرئيس اوباما.
ولكن الاستراتيجيون في مورجان ستانلي بمن فيهم مايك ويلسون، كتب قائلا:
“إن فوز الديمقراطيين قد يؤدي إلى ارتفاع عائدات الخزانة وتعزيز الدولار، مما يعزز وجهة النظر القائلة بأن الإنفاق المالي المرتفع قد يؤدي إلى تفاقم التضخم ويجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة أعلى من المتوقع”.
ولكن ومع اتضاح الرؤية الخاصة بنتيجة الانتخابات، فإن الحكومة الأمريكية والفيدرالي الأمريكي يعيان بشكل كبير أهمية المعركة الضارية مع التضخم.
وسينتقل تركيز الاسواق بكافة أنواعها نحو يوم الخميس وقراءة التضخم القادمة عن شهر اكتوبر.
وهذا يعني ان أي تذبذب في اداء الأسهم أو الدولار سيكونان مع موعد اختبار آخر يوم الخميس وما بعده.
المقالات التي تم الاعتماد عليها في كتابة المقالة:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية