بلومبيرغ: استقر النفط بعد جلسة متقلبة حيث كان المستثمرون يتلاعبون بآفاق الإمدادات الغامضة والمخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين المتضررة بالفايروس، وخاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس إلى مستويات قياسية رغم قيود اغلاق البلاد، وفيما يلي سنتحدث عن توقعات ارتفاع اسعار النفط خلال الفترات القريبة القادمة.
النتيجة والخلاصة:
قبل الدخول في التفاصيل الخاصة بتوقعات ارتفاع اسعار النفط، فإنه تجد الإشارة إلى النتيجة والخلاصة؛
حيث إن سيناريو ارتفاع اسعار النفط بسبب عدم زيادة الانتاج من قبل منظمة أوبك+ الشهر القادم، وانقطاع اوروبا عن الطاقة الروسية، سيؤدي إلى تغذية العوامل التضخمية.
والمقصود بتغذية العوامل التضخمية، هو ارتفاع اسعار النفط التي تؤدي بالتالي إلى ارتفاع مستويات الاسعار بشكل عام.
وهو الأمر الذي سيمثل ضربة للجهود الأمريكية في تخفيض اسعار النفط، ومحاربة عامل من عوامل ارتفاع التضخم.
وفي هذه الحالة، وأمام سناريو ارتفاع اسعار النفط، فإن الفيدرالي سيكون أمام حل استمرار رفعه للفوائد على الدولار.
وبالتالي سيمثل ارتفاع اسعار النفط من جانب، عاملا مساندا للدولار الأمريكي بصفته أصلا ذا عائد.
التفاصيل: توقعات ارتفاع اسعار النفط وأثر ذلك على مسار الفيدرالي والدولار الأمريكي
واصلت أسعار النفط مستوياتها المنخفضة في أعقاب تقرير يشير إلى أن منظمة أوبك+ تدرس زيادة الإنتاج.
لتعود هذه الاسعار للتعافي بعد أن تحدثت السعودية عن رفض التعليق على مسألة زيادة الانتاج.
ولا تزال أحجام استهلاك النفط من قبل الجانب الصيني في بؤرة دائرة الضوء بالنسبة لأسواق النفط.
حيث ترى الأسواق النفطية أن استمرار الصين في فرض القيود سيكون عاملا ضاغطا على اسعار النفط دون القدرة على الارتفاع.
فيما يرون أيضا أن هذا الإغلاق سيكون عاملا جوهريا في تحديد نظرة منظمة أوبك+ في اتخاذها لقرار زيادة الانتاج في اجتماعها القادم بتاريخ 2022/12/4.
وعلى الرغم من أن الصين كانت قد أعلنت قبل اسبوعين تقريبا عن نيتها تخفيف القيود، إلا أن معدل الاصابات المرتفع دعاها إلى تغيير موقفها.
حيث تم تسجيل 27307 حالة يوم الاثنين، وهو ما يقارب الذروة التي شوهدت في أبريل.
ولكن اسعار النفط قد تكون على موعد خطير جدا الشهر القادم، وذلك حينما تكون أمام حدثين:
يتمثل الأول باجتماع منظمة أوبك + التي ستعلن عن قرار زيادة الانتاج وحجم هذه الزيادة بعد تخفيض تاريخي الاجتماع الماضي.
بينما يتمثل الثاني بالعد التنازلي لفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على التدفقات البحرية الروسية ومجموعة تكميلية من الاتحاد الأوروبي.
كما سيقترب الاتحاد الأوروبي من مسألة الانقطاع عن الطاقة الروسية بشكل كامل بعد أيام من اجتماع اوبك+ الذي سينعقد بتاريخ 2022/12/04.
وهذه الأحداث مجتمعة ستكون بمثابة دافع رئيسي لارتفاع اسعار النفط بشكل جوهري.
بل إن انقطاع روسيا عن الدول التي تطبق القيود السعرية التي فرضتها مجموعة الدول السبع على النفط الروسي، سيزيد من احتمالية ارتفاع أسعار النفط الخام.
وإذا نظرنا إلى هذه الاحتمالية الخاصة بارتفاع اسعار النفط، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون أمام خطر تضخمي لطالما سعت إلى تلافيه، وهو الخطر المتمثل بانخفاض الانتاج النفطي من جانب، وارتفاع اسعاره من جانب آخر، وهو ما سيمثل عاملا ضاغطا وسيئا على معدل التضخم الأمريكي التي انخفض الشهر الماضي إلى مستويات 7.7%.
وقد قال ستيفن إينيس الشريك الإداري لشركة SPI Asset Management:
“كلما اتجهت الاسواق الأوروبية نحو الانقطاع عن النفط والآمال في ضرر روسيا، ستكون اسواق النفط صاعدة”.
وأضاف قائلا:
“سيتمثل الخطر القادم بأن يكون رد روسيا انتقاميا من أوروبا ومن جميع الخصوم، بتعميق ارتفاعات سعر النفط.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية