رويترز: قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ، جيروم باول ، يوم الأربعاء، إن الوقت قد حان لإبطاء وتيرة الزيادات المقبلة في أسعار الفائدة، فيما أكد على ان الفوائد ستبقى مرتفعة في عالم يتراجع فيه التضخم ببطء شديد، وفيما يلي سنشير إلى تفاصيل كلمة باول، وإلى النقطة المحورية التي ستمثل منعطفا لاتجاه و مسار الدولار الأمريكي .
وقبل الدخول في تفاصيل كلمة باول التي مثلت ضربة للدولار الأمريكي، فإنه تجدر الملاحظة إلى الأمر الآتي؛
حيث إن البيانات والمؤشرات الاقتصادية الأمريكية والتي ستصدر تباعا منذ اليوم، فإنها تصب في غير مصلحة الدولار، وهذا ما اشرنا إليه في مقالة منفصلة اضغط هنا لمطالعتها.
ولكن الكلمة الفصل في مسيرة الدولار الأمريكي ستتمثل في قراءة التضخم الأمريكي في تاريخ 2022/12/13 الساعة 3:30 عصرا بتوقيت القدس.
بحيث إن قراءة منخفضة لمؤشر التضخم ولو بنسبة بسيطة عن 7.7% ستمثل ضربة للدولار الأمريكي ولو على المدى القصير.
حيث ستفهم الاسواق أن التضخم بدأ في الانخفاض للمرة الثانية تواليا، وهذا سيدفع الفيدرالي إلى بدء ايقاف رفع الفوائد.
ولكن ارتفاع التضخم أو بقائه عند نفس المستويات سيمثل صدمة للاسواق المالية وانفراجة حقيقية للدولار الأمريكي، وإن كانت التوقعات الرسمية للتضخم القادم لم تصدر حتى الآن.
إلا انه وبحسب ما سيرد في التفاصيل أدناه، فإن رئيس الفيدرالي يعتقد أن التضخم يتباطئ وإن كان بشكل بطيء جدا.
في النتيجة؛
فإنه وحتى موعد قراءة التضخم القادمة، فإن الدولار، ووفقا للتحليل الأساسي، سيتعرض للتأرجح عند ضغوط سعرية منخفضة نسبيا، ولن تتضح الرؤية إلا بعد صدور قراءة التضخم الأمريكي بالتاريخ والتوقيت المشار إليهما أعلاه.
التفاصيل: الدولار يتراجع، والنقطة المحورية القادمة التي سترسم مسار الدولار الأمريكي
تحدث رئيس الفيدرالي في جلسة استغرقت ساعة من الأسئلة والملاحظات في معهد بروكينغز للأبحاث، قبل أن يصمت جميع مسؤولي الفيدرالي حتى اسبوعين من الآن حينما سيخرج الفيدرالي بآخر قرار لهذا العام بالنسبة للفوائد بتاريخ 14/12/2022 الساعة 8:30 مساء بتوقيت القدس.
وقد أعطى باول رسالة قصيرة أنعشت الاسواق المالية ودفعت الدولار إلى الانخفاض بعدما كان قد انتعش ليومين فقط.
حيث رأت الاسواق في كلام باول إشارة تأكيد جيدة على ان الارتفاعات القادمة في الفوائد لن تكون بمقدار 75 نقطة كما حدث في المرات الاربع الماضية.
وأن معدل الفائدة القادم سيكون بمقدار 50 نقطة اساس لتصل الفوائد بذلك إلى 4.5%.
ويبدو أن الاسواق قد تجاهلت بعض الرسائل الواضحة من قبل باول، وذلك حينما اشار إلى:
-
أن اسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة طويلة.
-
الاستجابة البطيئة للتضخم تجاه ما يقوم به الفيدرالي من سياسة نقدية تشديدية رفعت الفوائد لمستويات 4% حتى الآن.
-
اشارة باول إلى عدم معرفته المدى الذي سيحتاجه إلى رفع الفوائد للسيطرة على التضخم.
-
عدم معرفته للفترة الزمني التي سيحتاجها إلى الابقاء على السياسة النقدية المتشددة لمحاربة التضخم.
-
حديثه وترجيحه إلى أن الفائدة ستكون أعلى إلى حد ما من نسبة 4.6% التي كان قد توقعها في اجتماع سبتمبر الماضي.
ولكن باول أكد على أن الاقتصاد الأمريكي لن ينجرف نحو الركود الاقتصادي، وأن ما سيحدث سيكون هبوطا ناعما، وهو أمر قوبل بشكل جيد من قبل اسواق الأسهم.
ومن العبارات التي تلقتها اسواق الأسهم بطريقة سارة جدا أيضا، هي حينما قال باول:
“نأمل عدم التشديد المفرط في السياسة النقدية”.
كما تلقت الاسواق اشارة جيدة من كلام باول، وذلك حينما قال:
“إن خفض اسعار الفائدة ليس شيئا نريد القيام به قريبا، ولذلك نحن نتباطئ حتى نجد طريقا إلى محاربة التضخم”.
وتحدث باول عن سوق العمل والبطالة وظروف العمل والتقاعد وأمور من هذا القبيل.
ولكن باول تحدث أيضا بعبارات تلقتها الاسواق المالية أيضا برحابة صدر، وذلك حينما قال:
“إن المخاوف التي كان الفيدرالي يواجهها في بداية الجائحة بدأت بالتحسن”.
حيث تم خفف من حجم مشاكل سلاسل التوريد، وإن ما زالت مستمرة، ولكنها أقل بكثير عما كان عليه الوضع في الوباء، وهو أمر جيد لمحاربة التضخم.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية