تستعد الاسواق المالية والنقدية هذا الاسبوع إلى حدثين مهمين وأهمها قراءة التضخم الأمريكي يوم الخميس التي ستلقي بظلالها على الأصول والعملات.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإن هذه المقالة تشير إلى أن الدولار الأمريكي يتلقى أخبارا غير جيدة على صعيد البيانات الاقتصادية الاخيرة، والأخبار المتعلقة بالصين.
ولكن هذه الاخبار والبيانات السابقة، وقراءة التضخم الأمريكي القادمة، ستمثل العامل الأول المهم بالنسبة للدولار والاسواق.
فيما سيتمثل العامل الثاني والأهم بحديث رئيس الفيدرالي عشية قرار رفع الفائدة القادم بداية شهر شباط القادم.
التفاصيل: الدولار يتأرجح والاسواق متفائلة قبل أيام من قراءة التضخم الأمريكي !
تحدثت كريستينا رومر، استاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا، ورئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض من عام 2009-2010 أمام تجمع وطني للاقتصاديين، وقالت إن الفيدرالي يستعد لمعركة صعبة جدا لهذا العام، ما بين ضرورة للتمسك بالفوائد المرتفعة، وما بين استعداد لدفع ثمن هذه السياسة وتحديدا على صعيد حدوث ركود اقتصادي.
ويبدأ الفيدرالي هذا العام مع تضخم أقل مما بدأه العام الماضي، مع إشارات جيدة حتى الآن على أنه قد يتجه نحو الانخفاض.
ولكن ذلك الانخفاض لا يعني أن الفيدرالي سيقوم بالتراخي إما في رفع الفوائد لمستويات أعلى من 5% كما وعد في آخر اجتماع، أو الإبقاء عليها مرتفعة لفترة قد تمتد حتى العام المقبل.
وقد قالت رومر:
“سيواجه صانعو السياسة قرارًا صعبًا للغاية بشأن موعد إيقاف زيادات أسعار الفائدة أو عكس مسارها”.
لتؤكد على صعوبة مسألة وقف رفع الفوائد، بل والصعوبة الاكبر في عملية بدء تخفيض الفوائد.
حيث أقر مسؤولو الفيدرالي بمدى صعوبة الحكم على مدى ارتفاع أسعار الفائدة ومدة رفعها.
ولكنهم وفي نفس السياق، أقروا أنهم سيكونون حذرين أثناء رفع الفوائد حتى لا يتم الوقوع في ركود اقتصادي عميق.
وقد وجدت رومر أن الفيدرالي ومسؤوليه يعلمون تماما الآثار المحتملة، بل وأكدوا مرارا وتكرارا على احتمالية الوقوع في الركود الناعم.
وما زالت بيانات يوم الجمعة تلقي بظلالها على الدولار والأسواق المالية.
حيث اشار أحد البيانات إلى أن الأجور قد تباطأت، وهو الأمر الذي يهدف إليه الفيدرالي في أحد أجزاء خطته لمحاربة التضخم.
بينما كانت هناك علامات أخرى على تباطؤ الاقتصاد ، مع انكماش نشاط صناعة الخدمات لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف في ديسمبر.
وقد قال موه سيونج سيم ، محلل العملات في بنك سنغافورة :
“أعطت بيانات يوم الجمعة بعض الأمل في أن الولايات المتحدة ربما تتباطأ وأن الاحتياطي الفيدرالي لا يحتاج إلى المزيد”.
ولكن البعض من المحللين ما زالوا متمسكين بفكرة أن سوق العمل ما زال قادرا على امتصاص الفوائد، مما يعطي للفيدرالي أملا في الاستمرار في تشديد سياسته.
كما يتلقى الدولار الأمريكي أيضا ضغوطات جديدة من بوابة الصين التي تفكك اجزاءا كبيرة من سياسة اغلاقها لمكافحة الفايروس.
وبذلك فإن هذا الاسبوع سيشهد حدثان مهمان؛
-
الأول يتمثل في قراءة التضخم يوم الخميس بتاريخ 2023/1/12 الساعة 3.30 عصرا بتوقيت القدس.
-
بينما يتمثل الآخر بخطاب رئيس الفيدرالي في احد اجتماعات البنوك الاوروبية، والتي قد يشر خلالها إلى بعض الأمور.
وما بين التوقعات والآمال والانتظار، يبقى أن نذكر بأن الأسواق تتعامل مع البيانات من جانبها المتفائل.
بينما سيتعامل الفيدرالي مع البيانات من خلال نظرة استراتيجية ومستقبلية أكثر اعتمادا.
ففي حال انخفاض التضخم يوم الخميس، وهو الأمر الذي لا يمكن الحزم به، فإن الاسواق قد تتعامل مع ذلك بتفاؤل مفرط.
ولكن الفيدرالي وحتى تاريخ 2023/2/1، سيكون له الرأي الحاسم بالنسبة لنظرته للفوائد، إما برفعها، او التمسك بها.
المصادر التي تم الاعتماد عليها في إعداد المقالة:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية