تسعى الصين إلى تخفيض أسعار خام الحديد حرصا منها على استقرار الاقتصاد لديها، وتعزيز استهلاك الصلب، باعتبارها أكبر منتج ومستهلك للصلب في العالم.
حيث قالت السلطات الصينية بأنها ستدفع الحديد إلى مستويات منضبطة بعوامل العرض والطلب.
وأكدت صحيفة تشاينا ديلي الحكومية بأن السلطات الصينية ستقوم بكل ما أوتيت من قوة للحد من تأثير المضاربين على أسعار خام الحديد.
وقد تراجعت أسعار الحديد عن أعلى مستوياتها التي وصلت إليها قبل ايام بمعدل ثمانية دولارات.
ليصل سعر الطن المتري من الحديد الخام 142.23 دولارا بعد أن تجاوز مستويات 150 دولار في العاشر من الشهر الجاري.
ويعبر هذا التحرك الصيني الحكومي، عن تخوف المسؤولين من عودة المستويات السعرية المرتفعة التي سجلها منتصف العام الماضي حينما وصل الطن إلى 220 دولارا.
حيث قال مايك هنري الرئيس التنفيذي لشركة BHP المورد العالمي رقم 3 لخام الحديد:
“تسعى السلطات إلى منع حدوث نوبة تضخم مدمرة، خاصة مع ارتفاع الطلب على خام الحديد”.
كما قال هنري في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج، ردا على سؤال حول جهود بكين لتهدئة الأسعار:
“في نهاية اليوم ، سيتم تحديد سعر خام الحديد حسب العرض والطلب، إلا أن ذلك قد يدفع الحديد للارتفاع”.
وقد أدى وصول الحديد إلى 150 دولارا إلى اتخاذ اجراءات أولية من قبل المنظمين، أهمها:
-
فحص الموانئ.
-
رفع رسوم تداول العقود الآجلة للحد من المراهانات على الارتفاعات السعرية.
-
التحذير من المعلومات المضللة.
وقد استدعت الحكومة الصينية بعض شركات تجارة خام الحديد الصينية إلى اجتماع لمناقشة الأسعار غير العادية، وقامت بتحذيرهم من التكهنات.
ويتساءل بعض المحللين عما إذا كانت الجهود المبذولة لكبح الأسعار يمكن أن يكون لها تأثير دائم.
ولكن هناك من تحدث عن عدم قدرة الصين على التأثير بشكل كبير على أسعار خام الحديد .
حيث قال أتيلا ويدنيل ، المدير الإداري في Navigate Commodities:
“ستتأثر أسعار الحديد بعدة عوامل أهمها انخفاض الإمدادات من أستراليا والبرازيل، إلى جانب زيادة إنتاج الصلب”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية