حينما اجتمع لاري بيج طالب الدراسات العليا مع الطالب سيرجي بيرن الطالب في السنة الثانية في جامعة ستانفورد عام 1995، اختلف كل واحدٍ منهما تقريبا في كل شيء ناقشاه، إلّا أن العام التالي حمل لهما شراكة مميزة، بل يمكن القول بأنها الشراكة الأعظم في التاريخ التكنولوجي الحديث، إلا أن هناك معلومات قد تسمعها لأول مرة عن نشأة شركة جوجل العملاقة، والتي يعتبر محرك بحثها هو سر نجاحها، وقبلة المواقع الالكترونية بأكملها.
وقد احتار لاري بيج طالب الدراسات العليا أثناء اختياره لموضوع أطروحة الدكتوراة الخاصة به، إلا أنه آمن بأن الشبكة العنكبوتية ستكون موضوعا على درجة كبيرة من الأهمية، ومن خلال دورة دراسية لاحظ أمراً بالغا في الأهمية، وهو أن روابط الانترنت يمكن أن ترتبط ببعضها البعض، وذلك بالاعتماد على فكرة الاقتباسات في الأبحاث العلمية، حيث أن البحث يتضمن معلومات واقتباسات من كتب أخرى يتم الإشارة إليها في البحث نفسه، وهو ما يعطي للكتاب الأصلي قوة وموثوقية.
وقد ساعدت شراكة لاري مع سيرجي بيرن والمتخصص في علوم الرياضيات، وهو ابن عالم رياضيات أيضا، كما أن لاري هو ابن عالم في هندسة الحاسوب، فتعاونا على إيجاد آلية لإنشاء محرك يعمل على مساعدة الباحثين للوصول إلى مواقع مهمة بالنسبة لهم، وذلك بناء على معادلة تسمى Page Rank after Page، والتي تقوم بترتيب المواقع وفق أهميتها، ثم تم تطوير هذه المعادلة من قبلهما، لترتيب المواقع حسب الأهمية والصلة، وقد قاما بتأسيس هذا المحرك باسم Backrub، والذي تغير اسمه إلى google بعد فترة قصيرة، حيث يعبر هذا الاسم عن الرقم واحد متبوعا بمئة صفر، ولم يحتاج هذا المحرك سوى عامين أو أقل ليلفت انتباه المجتمع الأكاديمي وشركات تكنولوجيا المعلومات في وادي السيليكون عام 1998.
وقد قامت شركة Sun Andy Bechtolsheim بتحرير شيك بمئة ألف دولار أمريكي لإنشاء شركة google inc، وتم نقل مكتب لاري وسيرجي من غرفة نوم إلى مقرهم الأول، وهو عبارة عن مرآب في ضواحي كاليفورونيا في ضواحي مينلو بارك، واللافت بالأمر أن الشركة انتهجت منذ البداية أن تكون البيئة الخاصة بالمكاتب ذات طبيعة ملونة، لتجعل المكان مريحا أثناء ممارسة العمل، وهو ما بقي سياسة لدى الشركة حتى يومنا الحالي.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية