يبدو أن أسهم إيلون ماسك بدأت تتخذ وتيرة عالمية متسارعة وملحوظة، الأمر الذي دفع المحللين والمتابعين إلى التساؤل عن قدرة إيلون ماسك في السيطرة على اقتصاد العالم والفضاء والإنترنت بسبب حجم تأثيره مؤخرا.
حيث استطاع هذا الريادي الانتقال من المرتبة العشرين عام 2016 إلى المرتبة الأولى على صعيد أثرياء العالم حاليا.
وذلك بعد انتزاع المركز الأول من جيف بيزوس رئيس شركة أمازون الأمريكية بثروة تزيد عن 184 مليار دولار.
وهي الثروة التي جاءت بعد الكثير من الأمور التي قام بها إيلون ماسك عبر شركاته ومدى تأثيره العالمي.
حيث قدمت شركته “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية أداءا مميزا، وتحديدا خلال عام الجائحة.
وتحديدا بعدما أعلن في الشهر السابع من عام 2020 عن البطارية الكهربائية ذات الأداء الخارق.
ثم ليعلن مؤخرا عن رفع حصة “تسلا” السوقية في الصين، لتصل إلى 20% مقارنة بـ 10% قبل عام تقريبا.
ثم لينتقل هذا الرجل إلى نادي المحافظين على بيئة كوكب الأرض من خلال المبادرة الخلاقة التي قام بها.
حيث أعلن بداية عام 2021 عن جائزة بقيمة 100 مليون دولار لمن يقدم تقنية لالتقاط الكربون وتخفيف الإنبعاثات الكربونية.
كما بات إيلون ماسك أحد أبرز العلامات الفارقة في عالم التأثير على سير الاقتصاد لمجرد تغريدة ليس إلّا.
ففي بداية عام 2021 قام بالتغريد لصالح سهم شركة GameStop، ليشهد سهم الشركة ارتفاعا أدى إلى خضة في الأسواق ما زالت قائمة حتى وقت كتابة هذا التقرير.
ثم ليعاود تلاعبه مرة أخرى في ما يغرده على حسابه الرسمي على تويتر حينما أضاف عملة البيتكوين لسيرته الذاتية.
ومن ثم ليعلن بأن شركة تسلا قامت بشراء مليون ونصف مليار دولار من البيتكوين، بهدف البدء في قبول البيتكوين كطريقة لدفع منتجاتها.
وهو الأمر الذي دفع عملة البيتكوين إلى الارتفاع بشكل جنوني سيقترب من الخمسين ألفا وقت كتابة هذا التقرير.
إلا أن إيلون ماسك لم يتوقف عند هذا القدر من النجاح اقتصاديا على مستوى مشاريعه الخاصة، بل ذهب مُسرعا إلى المستقبل وكأنه يستشرفه من على مقعده الملكي.
حيث تحدث ماسك مؤخرا بأن شركته الأخرى SpaceX قامت بتوسيع نطاق الاختبار التجريبي العام لخدمة الانترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink.
“يمكن لمستخدمي Starlink المحتملين إدخال عنوان خدمة على موقع الشركة على الويب، مع توفر الطلبات المسبقة مقابل 99 دولارًا.”
مع العلم بأن هذه الخدمة سيتم تقديمها أولا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وهو لا يعتبر أمرا غريبا على هذه الشركة، والتي أعلنت عن انها ستقوم بإرسال أول رحلة بشرية إلى المريخ في أوائل عام 2024.
حيث سيتمثل الهدف النهائي من هذه الرحلة بإنشاء مدينة مكتفية ذاتيا على سطح المريخ في أقرب وقت ممكن.
وبعد طرح ما سبق عن ماسك وقدرته خلال الفترة الأخيرة من إحداث التأثير في مختلف المجالات، يبقى سؤال المقالة مطروحا أمام الجميع:
” هل سيسيطر إيلون ماسك على اقتصاد العالم والفضاء ؟”
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية