رويترز: انتعشت اسواق الوول ستريت بشكل ملحوظ جدا يوم الخميس رغم النتائج المخيبة للآمال لبعض الشركات الكبرى، إلا أن الأسواق المالية ستواجه الفيدرالي هذا الاسبوع بشكل إما أنه قد يدفعها للأمام مرة أخرى، أو أنه سيمحو أرباحها.
وقبل الدخول في التفاصيل، فإنه وحتى موعد خروج جيروم باول بتصريحه بعد رفع الفائدة يوم الاربعاء من الاسبوع الجاري الساعة 9.30 بتوقيت القدس، فإن كل ما سيجري سيكون تحت مظلة الآمال والتوقعات والأخبار من هنا وهناك.
الأسواق المالية ستواجه الفيدرالي : ما بين ارتفاع كبير أو تحطيم للآمال!
يواجه انتعاش الأسهم الأمريكية الذي يتحدى وابلًا من خيبات الأمل في الأرباح الكبرى اختبارًا رئيسيًا في الأسبوع الجاري وتحديدا يوم الاربعاء.
حيث قد يسلط الاجتماع المقبل للفيدرالي الأمريكي الضوء على المدة التي سيظل فيها محافظا على الأداء القوي للسياسات النقدية التي تسببت في إلحاق الألم للأسواق المالية في العام 2022.
وقد كان الرهان حتى الآن على أن الاحتياطي الفيدرالي سيصبح أقل تشددا في سياسته حتى لا يلحق بالاقتصاد ركودا مؤلما.
حيث انتعشت الأسهم مرارا وتكرارا من أدنى مستوياتها على خلفية توقعات ما يسمى بمحور بنك الاحتياطي الفيدرالي.
إلا أن قراءات التضخم المرتفعة لطالما وقفت للأسواق المالية بالمرصاد، بحيث كانت دافعا للفيدرالي للحفاظ على وتيرة رفع الفوائد.
ولكن قراءة التضخم يوم الجمعة والتي جاء أحدها ضمن التوقعات والآخر جاء هادءاً أعطى بعض الآمال في تخفيف وتيرة رفع الفوائد.
كما كانت هناك بعض الإشارات على أن بعض البنوك المركزية حول العالم قد تكون على وشك الانتهاء من دورات رفع أسعار الفائدة.
في غضون ذلك ، قال المشاركون في السوق:
“إن المستثمرين الذين لديهم حجم سيولة كبيرة خائفون من خسارة ارتفاع مستمر بحيث هم من ساهموا يوم الجمعة في الحركة الصعودية”.
حيث قال كيث ليرنر ، كبير مسؤولي الاستثمار في Truist Advisory Services:
“بدأ السوق في الاعتقاد بأن هناك نهاية تلوح في الأفق لدورة تشديد السياسة النقدية العالمية الضخمة هذه”.
بل إن الآمال التي يعقدها السوق تجاهلت تقارير سيئة لبعض الشركات الكبرى العالمية، مثل أمازون ومايكروسوفت، وألفابيت وميتا.
حيث أضافت الزيادة الأقل من المتوقع في معدل الفائدة من قبل بنك كندا إلى الآمال في بلوغ ذروة تشدد البنك المركزي العالمي.
كما فعلت تعليقات عضو مجلس إدارة بنك المكسيك التي حذر فيها من زيادة السياسة النقدية إلى مستويات تقييدية مفرطة.
بينما أخذ المستثمرون في الحسبان على نطاق واسع رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس يوم الأربعاء في نهاية اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين.
حيث سيبحث الكثيرون عن تلميحات بشأن تحركات السياسة المستقبلية في المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الإدارة جيروم باول.
فعلى سبيل المثال ، ارتفعت الأسهم قبل مؤتمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول، وايومنغ، في آب الماضي.
لتتراجع السوق من جديد بعد أن حذر باول من التداعيات الاقتصادية لجهود الاحتياطي الفيدرالي لمحاربة التضخم.
وبذلك فإن اسواق الأسهم العالمية ستكون في اختبار مهم هذا الاسبوع، على صعيدين:
-
الأول وهو اجتماع الفيدرالي الأهم.
-
والثاني اخبار بعض الشركات المدرجة.
حيث إنه من المقرر أن تعلن أكثر من 150 شركة على مؤشر S&P 500 عن نتائج ربع سنوية الأسبوع المقبل.
كما سيراقب المستثمرون عن كثب تقرير الوظائف الشهري يوم الجمعة المقبل.
وذلك بحثًا عن إشارات عما إذا كانت إجراءات الفيدرالي قد خففت من حدة سوق العمل.
حيث يعتقد الكثير من المستثمرين أنه من السابق لأوانه الأمل في تباطؤ رفع أسعار الفائدة.
وقد قال المحللون في UBS Global Wealth Management :
“إن الفيدرالي لم ير حتى الآن دليلًا على تباطؤ التضخم وظروف سوق العمل وإنهم يواصلون الاعتقاد بأنه من السابق لأوانه توقع أن يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى موقف أكثر تشاؤمًا”.
كما قال محللو يو بي إس في مذكرة:
“شروط الوصول إلى نهاية انخفاضات السوق، بما في ذلك تخفيضات أسعار الفائدة وتدهور اقتصادي في الأفق ، لم تتحقق بعد”.
حيث أصدر ليرنر من تروست يوم الجمعة تقريرا لتقييم الاسهم، خفض يه من جاذبيتها، وقال:
“إنه بينما أصبحت الأسهم أرخص على أساس مطلق هذا العام، إلا أنها أصبحت في الواقع أكثر تكلفة مقارنة بالسندات في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة”.
بينما قالت كريستينا هوبر ، كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في شركة Invesco:
“السوق يفكر في أشياء جيدة”. “جاي باول إما سيؤكد ذلك أو يبدد ذلك الأسبوع المقبل.”
وما بين ذلك وذاك، فإن الفيدرالي سيكون أمام امتحانات صعبة.
هل سيعلن عن موعد تخفيض رفع الفوائد، في الوقت الذي لا يعطي فيه التضخم دليلا على الانخفاض.
أم أنه سيعلن عن هذا الموعد، وهو يرى أن البنوك العالمية الكبرى ستمضي قدما في رفع الفوائد مثل بنك انجلترا والبنك المركزي الاوروبي؟
هذه الأسئلة سيتم الإجابة عنها بشكل حقيقي فقط في مساء يوم الاربعاء من الاسبوع الجاري ان شاء الله.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية