يبدو أن الصين تنافس أمريكا عبر خطة الاكتفاء الذاتي تكنولوجيا والذي يُعتقد بأنه سيكون على رأس أولويات جدول أعمال الحزب الشيوعي الصيني يوم غد الإثنين.
حيث نوهت صحيفة الفايننشال تايمز اليوم إلى اجتماع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، والذي سيصوغ الخطة الاقتصادية الخمسية الرابعة عشرة الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى جهود الصين المكثفة في قطاع صناعة الرقائق محليا منذ ثلاثين عاما وحتى يومنا الحالي.
حيث أكد المتابعون على أن قضية الاكتفاء الذاتي على صعيد هذه الصناعة ستكون على رأس أولويات الحزب، خاصة بعد تشديد الخناق من قبل أمريكا.
وذلك حينما منعت واشنطن الشركات في جميع أنحاء العالم من تصنيع الرقائق لشركة Huawei .
وهو ما اعتبره الكثيرون بأنه بمثابة حكمٍ بالإعدام على أكبر شركة صينية مصنعة للشرائح وهي شركة HiSilicon التابعة لشركة هواوي.
أضف إلى ذلك قيام أمريكا بفرض قيود إضافية على الشركات الأمريكية تحول دون إمداد الصين بالمواد اللازمة لتصنيع أشباه الموصلات.
أنصحك بالاطلاع على مقالة بعنوان “ضربة أمريكية كبرى للصين” لمعرفة تفاصيل حرب أمريكا على الصين من بوابة صناعة الرقائق.
ويعتقد الخبراء والمسؤولون التنفيذيون – بحسب الفاينانشال تايمز- بأن الصين ستواجه صعوبة في تطوير قطاع الرقائق محليا، على الرغم من نيتها في ضخ 1.4 تريليون دولار في قطاع التكنولوجيا حتى عام 2025.
ومن جهته فقد قال راندي أبرامز، رئيس أبحاث التكنولوجيا الآسيوية في Credit Suisse :
“إن جهود الصين لتطوير قطاع أشباه الموصلات سابقا مهم جدا لصناعة الرقائق، إلا أنهم الآن بحاجة لتقليل الاعتماد على أمريكا”.
الصين تنافس أمريكا عبر خطة الاكتفاء الذاتي تكنولوجيا :
إن أولويات الصين الآن تشمل تعزيز براعتها التكنولوجية في أتمتة التصميم الإلكتروني EDA، وهو البرنامج المستخدم في تصميم الشرائح.
وفي هذا المجال فإن شركتي Cadence و Synopsys في الولايات المتحدة تتمتعان بقبضة شديدة على السوق العالمية للرقائق المتقدمة.
فيما تهيمن أبلايد ماتيريالز و Lam Research و KLA Tencor على قطاعات مهمة من معدات تصنيع الرقائق المتطورة وهما أيضا شركات عاملة في أمريكا.
إن هذا التوجه الصيني نحو تطوير اكتفائها الذاتي والمحلي في صناعة الرقائق، يمكن أن يثير القلق الأمريكي، إلا ان الصين تدرك تماما نقاط ضعفها وتحديدا بسبب العوامل التالية:
– تدرك الصين في الوقت الحالي أن المسألة لا تتعلق بكمية الإنفاق، بل تتعلق بالوقت الكافي لتطوير الخبرة والموهبة.
– الصين تدرك بأنها لا تمتلك سوى 10% من الآلات المستخدمة لصناعة الرقائق والمُصنعة محليا.
– الصين تدرك بأن هناك عشرات المحاولات المحلية والتي باءت بالفشل بعد دخول العديد من الشركات في هذا المجال .
وعلى الرغم من نقاط الضعف السابقة، إلا أن الأمر الإيجابي بالنسبة للصين، يتمثل في:
في الشهور التسعة الأولى من عام 2020 ، تم تسجيل أكثر من 13 ألف شركة صينية كشركات شرائح ذات خبرة مبتدئة إلى متوسطة.
– هناك اتجاه عام في الصين من قبل أشخاص مغامرين يحاولون الدخول إلى هذا القطاع الواعد.
– الاستفادة من التمويل الحكومي الكبير في قطاع الرقائق لجذب المستثمرين المحليين والأجانب إلى هذا القطاع والعمل على تطويره.
فهل تتجه الصين إلى الاكتفاء الذاتي على صعيد قطاع صناعة الرقائق، وهي الصناعة التي تستخدمها أمريكا في تهديد الصين بشكل كبير؟
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية