يبدو أن تصرفات الملياردير الفقير إيلون ماسك قد يعرض Tesla والأسواق المالية للانهيار الكبير والذي قد يصل عند مرحلة من المراحل إلى شفير الإنهيار العالمي.
إن هذه الكلمات السابقة بحاجة إلى الكثير من التأمل والتفكير، خاصة بعد التصرفات الغريبة التي تؤكد على أن الملياردير إيلون ماسك يقوم ببيع ممتلكاته وأخذ قروض كبيرة لافتقاره للنقد سائل.
وقد أعلن الملياردير إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة Tesla إعلانا مفاجئا في مايو الماضي حينما غرد عبر حسابه على تويتر:
“أبيع حاليا جميع ممتلكاتي المادية تقريبًا، قريبا لن أمتلك منزلا”
ومنذ ذلك الوقت قام إيلون ماسك بإدراج ثلاثة قصور من قصوره للبيع بسعر إجمالي يبلغ 75 مليون دولار.
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى أن ماسك يخطط إلى عرض أربعة منازل في حي بيل إير في لوس أنجلوس، وهو ما يعرضه للبقاء دون منزل، بل إنه أشار في رسالته إلى استعداده لاستئجار مكانٍ صغير للسكن بعد عملية البيع.
هذه التصريحات عملت على إثارة الشكوك حول الأموال النقدية التي يملكها إيلون ماسك ومدى حاجته للسيولة بشكل دائم ومربك ماليا.
وتزداد الحيرة حول نقص السيولة لدى ماسك وهو المدير التنفيذي لشركة Tesla التي تبلغ قيمتها السوقية مئات المليارات من الدولارات.
سلوك الملياردير الفقير إيلون ماسك قد يعرض Tesla والأسواق المالية للانهيار الكبير
إن سلوك إيلون ماسك يبدو غريبا بشكل مريب، خاصة وأنه يقوم بالاقتراض للإنفاق على أسلوب حياته المميز واستثماراته التجارية.
إلى جانب عادته في بيع أسهم شركته للحصول على نقد سائل، بل ووضعه جزءا من أسهمه كضمان لقروض شخصية وصلت إلى 548 مليون دولار أمريكي وهو ما حدث فعلا في شهر أبريل الماضي من خلال بنوك مثل: bank of America و goldman sachs و morgan Stanley.
إن بيعه للأسهم أو تجميدها كضمان لقروض شخصية يعرض سيطرته للخطر؛ حيث أن سيطرته بحاجة لامتلاك 20% من اسهم الشركة.
هذا النقص الحاد في السيولة لدى إيلون ماسك يكاد يكون غريبا، خاصة وأنه يرفض الحصول على راتب شهري.
ويكتفي بامتلاك حزمة تعويضات جيدة على شكل أسهم بقيمة تتخطى قيمتها عشرات المليارات من الدولارات.
أثر سلوك إيلون ماسك على الأسواق المالية:
إن المستثمرين يهتمون بشكل كبير بالموارد المالية الشخصية لإيلون ماسك وذلك للمخاطر التي قد تصل إلى أصول الشركة.
وذلك لأن أي ضرر مادي سيعرض أسهم الشركة إلى الانخفاض بشكل هائلا قد يُربك الاسواق المالية ومؤشراتها بشكل كبير، وذلك وفقا لما أشار إليه تشارلز إلسون ، الأستاذ بجامعة ديلاوير والخبير في حوكمة الشركات.
هذه التصرفات الخاصة بماسك تهدد شركة السيارات الكهربائية التي ارتفع سهمها بأكثر من 591%، والتي يجد الكثيرون بأن قيمتها مبالغ فيها.
والتحذير الذي أود الإشارة إليه اليوم يتمثل في الأمر التالي:
إن الفقاعات والانهيارات غالبا ما تبدأ من خلال شركة رائدة وذات اختصاص في مجالات التكنولوجيا والحداثة.
وأود تذكيركم بما حصلة بفقاعة الانترنت التي بدأت من خلال موقع pets.com وكانت ممهدا للأزمة المالية العالمية فيما بعد.
وهنا فإن الوضع المُربك لإيلون ماسك والذي قد ينعكس سلبا على أداء شركة Tesla قد يؤدي إلى حدوث أمور سيئة للغاية.
خاصة في حالة عدم قدرة ماسك على بيع أسهم الشركة لمقابلة التزاماته وتحديدا الخاصة بالبنوك المذكورة سابقا.
الأمر الذي سيعرض أسهم الشركة للبيع من خلال مؤسسة مالية ستكون في الغالب ممن أقرض ماسك قروضه الشخصية.
وهذا السيناريو سيكون كفيلا بتذكيرنا بما حصل في بداية الألفية الحالية من انهيارات للأسواق المالية.
ثم بِدء انهيار الثقة الحقيقية في الاسواق المالية بشكل كبير، خاصة واننا نعيش مخاوف الركود العالمي.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية