سنكون سبّاقين ونناقش مسألة انخفاض الفائدة على الدولار في حال حدثت لأول مرة في وقت ما خلال الشهور المتبقية من عام 2024، وعلى الرغم من أننا تطرقنا إلى هذه المسألة مرارا وتكرارا عبر فيديوهات القناة ومقالات الموقع وإلى غير ذلك من وسائل، إلا أن هذه المقالة ستكون جامعة لكل ما تحدثنا به بشكل مجزأ سابقا.
ماذا سيحدث في حال انخفاض الفائدة على الدولار ؟
خرج رئيس الفيدرالي في اجتماعه الأخير، وقال علانية:
“نتوقع تخفيضا بربع نقطة مئوية واحدة فقط خلال هذا العام”.
كما قال أيضا عن قراءة التخضم الأخيرة التي جاءت منخفضة للمرة الثانية على التوالي:
“إنها مجرد قراءة جيدة واحدة”
وبناء على هذه التصريحات، فإن القراءة القادمة للتضخم والتي ستصدر في تاريخ 11/7/2024، ستكون مؤشرا مهما للأسواق للتنبؤ بحركة الفيدرالي القادمة وتحديدا للقرار المحتمل اتخاذه في شهر سبتمبر أيلول المقبل.
حيث إنه وإذا جاءت قراءة التضخم منخفضة بشكل لافت، فإن تلك عملية تخفيض الفوائد الأولى منذ أربع سنوات ستحدث في سبتمبر القادم بالتأكيد.
وهنا تكمن القصة والرواية، ماذا سيحدث بعد إجراء أول تخفيض للفوائد؟
للإجابة على هذا التساؤل، لابد لنا من تذكر ما حدث بعد أول عملية رفع للفوائد بتاريخ 16/3/2022.
إذ أن الدولار وبعد ذلك التاريخ، ارتفع بمؤشره فوق 100 نقطة ولم ينخفض عنها منذ ذلك التاريخ أبدا.
ولكنه كان يتخبط وينخفض لسببين اثنين يجب على الجميع تذكرهما:
الأول عدم تصديق الأسواق لحديث الفيدرالي بأنه سيرفع الفوائد لمستويات تتخطى حاجز 2.5%.
بينما تمثل السبب الآخر في قراءات التضخم التي كانت قد انخفضت بعد تاريخ يوليو من عام 2022،وهو الأمر الداعم للسبب الأول.
ولكن إصرار الفيدرالي على رفع الفوائد حتى وإن انخفض التضخم، كان يعيد الدولار لمسار الارتفاع حتى وصل أعلى مستوياته قبل شهر اكتوبر من عام 2023.
حيث كان الدولار يرتفع بعد هذا التاريخ بشكل ملحوظ على خلفية الحرب في غزة وتوترات الشرق الأوسط.
إذا وصلت معي إلى هذه النقطة، فركز جيدا؛
فالأسواق قد تدفع الدولار للانخفاض بشكل حذر بعد انخفاض الفائدة لأول مرة.
ثم لينخفض بشكل أكبر مع قراءات التضخم الأخرى التي ستصدر حتى نهاية عام 2024.
فإذا استمر التضخم بالانخفاض، فإن الدولار سيتعرض لتراجعات ملحوظة آنذاك، حتى وإن لم يقم الفيدرالي بتخفيض الفائدة بعد سبتمبر.
كما سيبدأ الذهب بالتألق التدريجي مع كل قراءة منخفضة للتضخم ايضا.
أما وفي حال قام الفيدرالي بتخفيض الفائدة، ثم انتكست قراءات التضخم وعاد للارتفاع، فإن ذلك سيكون كفيلا بإعادة البريق للدولار وانتكاسة الذهب.
ولكن ماذا بالنسبة للفضة والنحاس واسواق الأسهم؟
هذه الأصول وإلى جانب انخفاض الفوائد، ستكون مرتبطة بشكل كبير بنشاط الاقتصاديات الرئيسية الأخرى، وتحديدا الصين.
حيث إنه وفي حال ثبتت عودة نشاط الاقتصاد الصيني، فإن ذلك سيكون دافعا للنحاس والفضة وأسواق الأسهم على حد سواء.
بل إنه ومع انخفاض التضخم والفوائد، فإن ذلك سيعني أن الجميع وبعد انطلاق عام 2025، سيكون أمام حركة صاعدة لهذه الأصول الثلاثة.
بينما سيبدأ الذهب بالتراجع لصالح (الفضة والنحاس والأسهم)، فيما سيكون الدولار عند أسعار منخفضة ولكنها معتدلة إلى حد كبير، وذلك أن الفائدة ستكون أعلى من المتوسط التاريخي القريب المتمثل بنسبة 2.5%.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية