سجل ايلون ماسك انجازا عالميا في صناعة السياحة الفضائية يوم السبت من خلال شركته SpaceX؛ وذلك بعدما أعاد أربعة مواطنين عاديين من رحلتهم الفضائية كما ذكرت صحيفة FT.
حيث استغرقت الرحلة ثلاثة أيام، لتكون الأولى التي تنقل طاقمًا مؤلفًا بالكامل من سائحين إلى المدار.
وقد أقلعت هذه الرحلة يوم الأربعاء الماضي من مركز كينيدي للفضاء، لتحلق في مدار أرضي منخفض بشكل كامل دون أي خلل.
لماذا تفوق ايلون ماسك على أغنياء العالم، إذا لم تكن رحلته هي الأولى؟
لم تكن رحلة إيلون ماسك هي الأولى؛ حيث سبقه أغنى رجل في العالم “جيف بيزوس” عبر شركته Blue Origin للفضاء.
وذلك حينما كان بيزوس بنفسه على رأس طاقم من المدنيين في شهر يوليو الماضي، فيما عرف بأول إطلاق لسفر فضائي مدني.
إلا أن “ماسك” تفوق على بيزوس من خلال هذه الرحلة القصيرة، من خلال
حيث قام بنقل أربعة أفراد بوقت قياسي استغرق 10 دقائق فقط.
كما استطاعت مركبته -والتي تُعرف بإسم Inspiration4- الدوران حول الأرض بارتفاع أقصى يبلغ 367 ميلاً.
أي أكثر من خمسة أضعاف ارتفاع مركبة بيزوس، ومنحت ركابها تجربة ممتدة للعيش في الجاذبية الصغرى.
كما أبرزت المهمة حجم الريادة التي حققتها شركة ماسك SpaceX على منافسيها في صناعة الفضاء الخاصة.
حيث تم تطوير مركبتها الفضائية Crew Dragon لنقل رواد فضاء ناسا إلى محطة الفضاء الدولية – وهو إنجاز حققته لأول مرة العام الماضي.
بينما استطاعت التحليق في الفضاء، في الوقت الذي تتعرض فيه مشاريع المنافسين (مثل مشاريع بوينغ) إلى التأخير.
الأمر الأكثر تميزا في رحلة ماسك!!
أما عن الأمر الآخر الذي تميزت به رحلة ماسك، فيتعلق بأن ثلاثة من أصل أربعة ركاب لم يضطروا لدفع ثمن مقاعدهم.
حيث أنه وفي الوقت الذي قام “جاريد إيزاكمان” مؤسس مؤسس Shift4Payments بدفع حوالي 200 مليون دولار للرحلة، فإن الثلاثة الآخرين لم يدفعوا لقاء سفرهم هذا.
فقد تم اختيار هؤلاء الأشخاص وهم:
هايلي أرسينو: مساعدة الطبيب والناجية من مرض السرطان في طفولتها.
كريس سيمبروسكي مهندس بيانات.
سيان بروكتور: عالمة الجيولوجيا وأستاذة كلية المجتمع.
كما حققت الشركة لقب أول امرأة سوداء يتم تعيينها في منصب طيار المركبة الفضائية المدنية.
وقد تم اجراء بعض التجارب الطبية البسيطة على الركاب حول تأثيرات العيش على ارتفاعات عالية نسبيًا.
تفاصيل هذه الرحلة القصيرة:
لقد أمضى الركاب الأربعة معظم وقتهم في التحديق في الأرض من خلال قبة زجاجية كبيرة تمت إضافتها إلى أنف المركبة بدلاً من آلية الإرساء المعتادة، وأداء الشقلبة الخلفية وتجربة التسلية الشخصية مثل الرسم ولعب القيثارة.
حيث أعاد مشهد المواطنين العاديين الذين يختبرون السفر إلى الفضاء إحياء أحد أحلام برنامج مكوك الفضاء التابع لناسا.
وذلك حينما كانت الوكالة تأمل استخدام مركباتها لغير رواد الفضاء لزيادة الاهتمام والمساعدة في توصيل تجربة الفضاء.
إلا أن الوكالة اصطدمت بكارثة عام 1986 حينما توفي أول الركاب في حادثة تشالنجر، وكانت آنذاك المعلمة كريستا ماكولويف.
كما قال مدير عمليات سبيس إكس ، كريس يونغ ، مخاطبًا طاقم Inspiration4 بعد هبوطه:
“لقد أظهرتم للعالم أن الفضاء مخصص لنا جميعًا، وأن بإمكان الأشخاص العاديين إحداث تأثيرات غير عادية في العالم من حولنا”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية