يرى الاقتصاديون بأن التباطؤ الحاد في نمو الوظائف في الولايات المتحدة يستبعد احتمال إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خططه لهذا الشهر للبدء في تقليص برامج التحفيز؛ وذلك في الوقت الذي يعكر فيه انتشار حالات الإصابة بمتغير دلتا جو التوقعات الاقتصادية الجيدة وفقا للفاينانشال تايمز، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على توقع سعر صرف الدولار الأمريكي.
حيث كان الفيدرالي الأمريكي قد أعلن عن استعداه لخفض برنامج شراء الأصول البالغة 120 مليار دولار شهريا هذا العام، وذلك بعد التقارير الجيدة للرواتب في شهري يونيو ويوليو.
كما كان الفيدرالي متفائلا بمسألة تحقيق أهدافه، سواء على صعيد تحقيق أرقام طيبة فيما يتعلق بالعمالة أو فيما يتعلق بمتوسط التضخم.
ولكن تقرير الوظائف الضعيف والمثير للصدمة عن شهر آب قلب الطاولة على جميع المتفائلين.
حيث أظهر التقرير إضافة 235 ألف وظيفة مقارنة ب 1.1 مليون تم تسجيلها في الشهر الذي سبقه.
وهذا يعني أن الجدول الزمني الخاص بسحب الحكومة لبرامج التحفيز سيكون أطول مما كان متوقعا، وذلك حتى صدور بيانات إيجابية.
وقد قال “جوزيف سونج” كبير الاقتصاديين الأمريكيين في بنك أوف أمريكا:
“بعد هذا التقرير نسبتعد بدء تخفيض مشتريات الأصول، في الوقت الذي نتساؤل فيه عن إمكانية استمرار هذا التباطؤ في التوظيف”.
وقد وجه متغير دلتا ضربة كبيرة لعدد من القطاعات المهمة التي بدأت أخيرا في التعافي على الرغم من حملة التطعيم الوطنية.
وقد تحدث “جيروم باول” رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نهاية شهر يونيو عن أثر المتغير بلهجة متفائلة، قائلا:
“إن الموجة الحالية قد يكون لها تأثير اقتصادي أكثر صمتا من المتغيرات السابقة”.
ولكن تقرير الوظائف الذي يعكس انتكاسة في سوق العمل على عكس التفاؤل السابق الذي تحدث عنه باول.
حيث قالت “إيلين جاسك” كبيرة الاقتصاديين في PGIM Fixed Income:
“لم تغير البنوك المركزية العالمية مسار سياساتها بسبب انتشار متغير دلتا حتى الآن”.
وأضافت قائلة:
“البيانات الضعيفة والبيانات الأبطأ في التوظيف بدأت في الظهور، وهو ما سيعني أن يقوم الفيدرالي بالتوقف والتفكير بمسار سياته”.
بينما أشار بعض الاقتصاديين والمستثمرين برأي معاكس تماما، حيث أشاروا إلى إمكانية أعلان الفيدرالي عن تخفيض دعمه في وقت ما في هذا العام”.
حيث اعتمدوا على ما جاء به باول في ندوة جاكسون هول حينما قال بأن البيانات الجيدة للتضخم تدفعنا إلى ابطاء عمليات شراء السندات.
نأتي الآن إلى نتيجة التساؤل العام حول أثر تقرير الوظائف الأمريكي على سياسة الفيدرالي وتوقع سعر صرف الدولار !!!
يبدو أننا سنكون أمام عدة حقائق ستثبتها الأيام القادمة، وفيما يلي أهم هذه الحقائق:
أولا. يبدو أننا سنكون أمام احتمالية بقاء سعر صرف ضعيف للدولار الأمريكي بعد هذه البيانات الضعيفة.
ثانيا. نتوقع الآن حدوث انقسامات أكثر حدة عبر الاحتياطي الفيدرالي حول التوقعات الاقتصادية القادمة.
ثالثا. سيكون الفيدرالي الأمريكي أمام امتحان كبير في أي إعلان، سواء في خفض التحفيز أو الإبقاء عليه، وذلك تبعا لنتائج السيطرة على انتشار الفايروس.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية