نشر موقع ياهو فايينانس نقلا عن رويترز مقالة بعنوان: هل ننتظر قيعاناً جديدة في سوق الأسهم في المستقبل؟ كل ما يحتاجه المستثمرون لمعرفته في ظل اليقين الحالي بأن الفيدرالي قد أعطى إشارات بأن الفوائد ستكون أعلى لفترة اطول.
الخلاصة:
قبل الدخول في تفاصيل مقالة سوق الأسهم الأمريكية ومدى قدرتها على الارتفاع وتجاهل رفع الفائدة، فإن النتيجة تشير إلى أن:
تقلبات الاسواق المالية قد تستمر خلال الأيام القادمة، وتحديدا مع الاقتراب من موعد الانتخابات النصفية التي تميل الاسهم فيها إلى الارتفاع.
كما أن المؤشرات والبيانات الاقتصادية القادمة ستعطي اشارات واضحة لمسار الأسهم.
ففي حال انخفاض التضخم الأمريكي يوم الخميس القادم بشكل كبير عن مستويات 8.2% فإن ذلك سيعطي للأسواق إشارات قوية لمواصلة ارتفاعها وتحدي الدولار ذي العائد المرتفع، وتحدي توقعات رفع الفائدة التي ستذكر هذه المقالة أحدث توقعاتها.
بينما وفي حال أن التضخم جاء ضمن المعدل المتوقع انخفاضه بنسبة 8% أو أقل بقليل سيعطي اشارات سلبية لأسواق الأسهم وقوية للدولار الأمريكي الذي سيكون ملاذا آمنا قويا في حال حدث الركود بغض النظر عن مستواه إذا ما كان قويا أو ناعما.
هل ستواصل سوق الأسهم الأمريكية ارتفاعاتها وتتجاهل الفوائد وتخفض الدولار؟
انتعشت اسواق الأسهم الأمريكية يوم الجمعة على الرغم من تأكيدات رئيس الفيدرالي جيروم باول على أن أسعار الفائدة سترتفع وستبقى لفترة أطول مما كان يظن البعض.
وقد تحدث العديد من المحللين عن أن اسواق الأسهم ستحاول جاهدة العمل على البقاء عند مستويات جيدة، مما قد يؤثر على مسار الدولار القوي بشكل أو بآخر.
حيث قالت فيكتوريا فرناندير كبيرة استراتيجي السوق في Crossmark Global Investments:
“إذا لم نشهد بداية انخفاض التضخم فإن الاسواق لن تصل إلى نهاية الآلام”
وقالت أيضا:
“لا تصل السوق عادة إلى القاع في سوق هابطة حتى يصبح معدل الفوائد أعلى من معدل التضخم.”
وقد تحسنت الاسواق المالية يوم الجمعة، بعد ارتفاع الآمال في أن الفوائد القادمة ستكون بمقدار أقل رغم تصريحات باول بأن الفوائد لن يكون لها سقف معين.
حيث يقوم السوق الآن بتسعير أكثر من 66% فرصة لزيادة معدل الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية فقط في اجتماع الفيدرالي في 14 ديسمبر ، وفقًا لأداة CME FedWatch.
وهو ما من شأنه أن يترك معدل الأموال الفيدرالية في نطاق من 4.25% إلى 4.5%.
بينما قال الخبراء الاستراتيجيون:
“إن الأمر عادة ما يستغرق من ستة إلى 18 شهرًا حتى يتم رفع أسعار الفائدة”.
حيث أعلن الفيدرالي عن أول زيادة ربع نقطة أساس في مارس ، مما يعني أن الاقتصاد يجب أن يبدأ في الشعور ببعض الآثار الكاملة لذلك بحلول نهاية هذا العام، وأن التأثير الذي ستمارسه نقطة مئوية كاملة على المعدل 4.5% القادمة ستحتاج إلى شهر آب من العام القادم.
بينما جادل بعض المحللين ومراقبي بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن صانعي السياسة يفضلون أن تظل الأسهم ضعيفة كجزء من جهودهم لزيادة تشديد الأوضاع المالية.
وهنا قد يتساءل المستثمرون عن قدر كبير من تدمير الثروة الذي قد يتحمله بنك الاحتياطي الفيدرالي لتدمير الطلب وسحق التضخم.
بينما قال فرنانديز من MarketWatch يوم الخميس:
“من الواضح أن الاحتياطي الفيدرالي لا يريد رؤية أسواق الأسهم تنهار تمامًا، ولكن ذلك لا يعني أن الأسواق ستكون بخير إذا بقي التضخم مرتفعا”.
وقال ميكسين أيضا:
“إن أسواق الأسهم ما زالت تراهن على ان الركود لم يحدث حتى الآن، وأن الركود القادم سيكون ناعما”.
بينما يناقش المستثمرون ما إذا كان بإمكان الأسهم تحقيق مكاسب بعد معركة متقاربة للسيطرة على الكونجرس ، حيث تشير سابقة تاريخية إلى ميل الأسهم إلى الارتفاع بعد توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع.
بينما قال أنتوني ساجليمبين ، كبير استراتيجيي السوق في Ameriprise Financial :
“إن الأسواق قد تشهد ارتفاعًا في تقلبات الأسهم من 20 إلى 25 يوما القادمة”.
وفيما يلي أحد التوقعات لمقدار الفائدة القادمة على الدولار من قبل الفيدرالي:
أولا. متداولو العقود الآجلة:
قام متداولو العقود الآجلة منذ وقت متأخر من يوم الأربعاء برفع التوقعات بشكل طفيف بشأن ما يسمى سعر الفائدة النهائي للاحتياطي الفيدرالي، عند 5.14% في منتصف عام 2023.
وذلك بعدما كانت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى سعر نهائي بنسبة 5.02% في شهر مايو تقريبا قبل يوم الاربعاء الماضي.
حيث أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضا إلى أن الزيادات المستقبلية في تكاليف الاقتراض يمكن أن تتم بخطوات أصغر ولكنها ستبقى مستمرة.
وعلى الرغم من أن رفع الفائدة جاء كما كان متوقعا، إلا أن التصريح الصحفي لجيروم باول هز الأسواق بشكل عنيف بعدما كانت التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي سيخفف من لهجة سياسته النقدية.
حيث قال باول للصحفيين في المؤتمر:
“من السابق لأوانه التفكير في التوقف عن رف الفوائد”.
ثانيا. توقعات TD Securities:
ومن بين أحدث التوقعات من الشركات ، رفعت TD Securities توقعاتها لسعر الفائدة النهائية من نطاق 4.75٪ -5.00٪ إلى 5.25٪ -5.50٪.
وقالت الشركة:
“نتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم بتاريخ 13-14 ديسمبر القادم”.
ثالثا. توقعات مجموعة نومورا المصرفية:
رفع الاقتصاديون في نومورا توقعاتهم لسعر الفائدة النهائي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.50٪ -5.75٪.
حيث توقع المحللون الاستراتيجيون في هذا البنك العريق ارتفاع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر القادم.\
رابعا. توقعات بنك بي إن بي باريبا:
قال المحللون الاستراتيجيون في بنك بي إن بي باريبا:
“نتوقع زيادة أخرى بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل بالنظر إلى أن التضخم يجب أن يظل حارًا حتى نهاية هذا العام”.
كما قالوا أيضا:
“نعتقد أن سياسة “التحول الهبوطي” قد تأتي بين ديسمبر وفبراير من العام القادم”.
وكتبوا:
“لدينا ثقة أكبر في توقعاتنا لمستوى أعلى من الفوائد، مع وصول الأموال الفيدرالية إلى 5.25٪ بحلول الربع الأول من العام المقبل والحفاظ على هذا المستوى حتى عام 2023”.
خامسا. بنك باركليز:
كما كتب المحللون الاستراتيجيون في بنك باركليز:
“إن باول أشار إلى ارتفاع سعر الفائدة النهائي” في تعليقاته يوم الأربعاء”.
كما أضافوا أيضا:
“نتوقع الآن دورة مشي أطول إلى حد ما ، ولكن بنفس معدل الذروة، حيث إن النطاق المستهدف الأعلى لسعر الفائدة هو 5.00-5.25%”.
سادسا. بنك أوف أميركا:
أما الخبراء الإستراتيجيون في بنك أوف أميركا فقد قالوا:
“نتوقع ارتفاعًا بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر”.
بينما يرون معدل الفائدة النهائي في نطاق 4.75٪ -5.00٪ مطلع العام المقبل ، وفقًا لمذكرة بحثية.
وكتبوا:
“إن التوقعات يمكن أن تتغير إذا احتفظت أسواق العمل بزخم كبير وقد يتطلب تقليص هذا الزخم سياسة نقدية أكثر صرامة مما نتوقعه حاليًا”.
في النتيجة؛
فإن التوقعات السابقة، قد تكون توقعات مخففة لمقدار الفائدة الذي قال في حقها باول إنه لا يوجد سقف محدد للفوائد القادمة.
وبذلك فإن اسواق الأسهم قد تقاوم ارتفاع الفائدة القادمة لمدة معينة، ولكن الرهان سيبقى على حجم قدرتها في هذه المقاومة.
خاصة وأن هناك ثلاثة أمور يجب على الاسواق المالية مواجهتها:
-
مقدار الفوائد التي سترتفع على الدولار والمدة التي ستبقى فيها الفوائد مرتفعة.
-
الركود الاقتصادي الذي ترتفع احتمالية حدوثه في أمريكا من جانب وفي العالم من جانب آخر.
-
نتائج الشركات التي ستصدر بعد انتهاء هذه السنة التي لم يتبق عليها سوى اقل من شهرين فقط.
المقالات التي تم الاستناد إليها في إعداد هذه المقالة:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية