ما هي شركة تنسنت الصينية Tencent؟
شركة تنسنت الصينية، تأسست عام 1998، مختصة في مجال الإنترنت والألعاب، تقع في شينزين، وتقوم بتطوير ونشر ألعاب الفيديو.
وتعتبر من أكبر شركات الألعاب في العالم، وخاصة في مجال ألعاب الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة.
قد تكون هي المرة الأولى التي تنتبه إليها كشركة ألعاب، ولكنها شركة استمرت في مجال الإنترنت لسنوات طويلة.
وذلك عبر موقعها الشهير في السوق الصيني تحت اسم QQ.COM وتطبيق التراسل الفوري QQ.
وقد وصل عدد مستخدمي الألعاب الخاصة بالشركة بشكل مباشر في العام 2019 إلى عشرة ملايين مستخدم في الصين فقط.
ما الذي ساعد شركة تسنت في الصين؟
استغلت الشركة أمراً بالغاً في الأهمية، وهو أن الصين تسيطر على حجم كبير من سوق الألعاب.
حيث قُدر حجم الألعاب الصيني عام 2017 بحوالي 27.5 مليار دولار، من أصل حجم سوق الألعاب الكلي والبالغ 109 مليار دولار.
فقامت شركة تنسنت الصينية باستغلال موضوع القيود المفروضة على تنظيم السوق الصينية الضخم.
حيث تقضي بمرور كل لعبة إلكترونية بإجراءات ترخيص حكومية قبل طرحها في السوق الصيني.
وهو ما دفع الشركات الدولية إلى الاستعانة بشريك صيني محلي للدخول إلى هذه السوق الكبيرة.
وقد استحوذت هذه الشركة على حصص في شركات شهيرة منها Epic games، وشركة Ubisoft وشركة activision الشهيرة ذات الألعاب الأكثر شهرة مثل call of duty وشركة Riot games، الأمر الذي مكّنها في أن تصبح اليوم على قمة شركات الألعاب.
قصة صاحب شركة تنسنت (أغنى رجل في الصين):
صاحب الشركة هو “بوني ما” وهو أغنى أغنياء الصين في يومنا الحالي، إلا أنه نادرا ما يتم الحديث عنه.
وهو الأمر الذي سيختلف كثيرا في يومنا الحالي، وخاصة بعدما أصبح أغنى رجل في الصين، بعدما ارتفع سهم الشركة إلى 500 دولار للسهم الواحد.
صاحب شركة تنسنت اليوم كما أشرت هو أغنى أغنياء الصين، وهو “بوني ما”، مهندس حواسيب تخرج عام 1993.
عمل في شركة اتصالات كمهندس براتب بسيط جدا، وقام خلال عمله بالاشتراك مع مجموعة من المهندسين، والذي عملوا على تأسيس شركة خاصة بالبرمجيات.
وقد استفاد من فكرة أن الصينيين يقومون باستنساخ الأفكار والصناعات وتقليدها، فقام بنسخ فكرة لدى شركة اسرائيلية.
والتي كانت قد أنشأت منصة للمحادثة تحت اسم icq، فقام مهندسوا شركة تنسنت بإنشاء منصة مشابهة للمحادثة وأسموها oicq، وقد تمكّنوا من جمع أكثر من ثلاثين مليون دولار أمريكي عبر مستثمرين مختلفين.
وهو ما أدى إلى مقاضاتهم من خلال الشركة الاسرائيلية، التي اتهمتهم بسرقة الحقوق الفكرية الخاصة بها، إلا أن القضية لم تستمر بسبب أزمة فقاعة دوت كوم في بداية الألفية الجديدة.
كيف عادت شركة تنسنت بعد أزمة دوت كوم؟
بعد أزمة فقاعة الدوت كوم والتي حصلت في بداية الألفية الثالثة، قامت الشركة بإدراج نفسها في البورصة بهدف جمع المال.
فتمكّنت من جمع أكثر من 180 مليون دولار أمريكي، واستمرت في الصعود حتى العام 2011، ثم قامت بخطوتها الأهم وهي إطلاق التطبيق الذي سيصبح أشهر تطبيق في الصين، وهو تطبيق wechat.
وقد كان أكثر من كونه تطبيق للمحادثة؛ حيث جمع في داخله عدة تطبيقات وصلت إلى فكرة المدفوعات الالكترونية.
وقد استغلت الشركة حظر الصين لمواقع التواصل الاجتماعي وجميع منتجات شركة جوجل، فأصبح تطبيق wechat هو التطبيق الأشهر والأفضل للصينيين.
وفي العام 2014 تم ربط هذا التطبيق بالحسابات البنكية.
ثم تطور التطبيق حتى أصبحت أغلب عمليات الشراء تتم من خلال هذا التطبيق، ومع الوقت حل هذا التطبيق مكان بطاقات الدفع الالكترونية.
وشيئا فشيئا تطور هذا التطبيق ليطال جميع مناحي الحياة في الصين.
وقد دخلت شركة تنسنت سوق الألعاب الالكترونية الخاصة بالهواتف الذكية، فأصبح التطبيق المفضل لدى أكثر من مليار مستخدم في الصين،
صراع شركة تنسنت الصينية وشركة علي بابا:
تتنافس الشركتان على السيطرة على السوق الصيني، وخاصة عبر تطبيق alipay التابع لشركة alibaba.
إلا أن تطبيق شركة علي بابا alipay جاء في المركز الثاني بعد wechat، فيما ذهب المركز الثالث لشركة paypal، وهو ما يؤكد على قوة شركة تنسنت.
وقد تفوق شركة تنسنت من خلال العديد من الأمور، بحيث لم تقتصر على وسائل الدفع الالكترونية.
فدخلت إلى سوق الألعاب الالكترونية المباشرة عبر الانترنت، فسيطرت وأزاحت شركات متقدمة مثل شركة sony وشركة Microsoft وشركة apple، فوصلت إيراداتها إلى 20 مليار دولار أمريكي عام 2018.
أرباح شركة تنسنت الصينية الخيالية:
أرباح الشركة ونجاحها، لم يكن فقط من فكرة الاستثمارات المتعددة، وخوض المجالات المختلفة.
بل جاءت أيضا من رؤيتها المستقبلية لفكرة الألعاب، ومدى ميل الأجيال القادمة للألعاب، فقامت في العام 2012 بالاستحواذ على شركة Epic games بإجمالي حصة 40% وبقيمة وصلت إلى 330 مليون دولار.
وهي الشركة التي قامت بإنتاج اللعبة الأشهر عالميا في وقتنا الحالي وهي لعبة fortnite.
وقد عاد هذا الاستحواذ على شركة تنسنت بعوائد ضخمة، وخاصة أن شركة epic game وصلت إلى قيمة سوقية تقدر ب15 مليار دولار.
في الوقت الذي كانت تقدر فيه ب800 مليون دولار أمريكي أثناء استحواذ شركة تنسنت عليها.
وفي أيامنا الحالية ارتفعت القيمة السوقية لشركة تسنت لتصل إلى 40 مليار دولار أمريكي.
وخاصة بعدما ارتفعت مبيعات الألعاب الالكترونية في ظل جائحة كورونا، وليصبح مالك هذه الشركة هو أغنى رجل في الصين.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية