قامت شركة فولكس فاجن الألمانية بإيقاف المدير التنفيذي هربرت ديس عن العمل، وذلك بطلب من شركة بورش التي لا تزال أكبر مساهمي فولكس فاجن، وفيما يلي سنتحدث عن الأسباب التي قادت إلى التخلي عن هذا الرجل، كما ورد على صفحات صحيفة الفاينانشال تايمز.
وقبل الدخول في أسباب إقالة شركة فولكس فاجن الالمانية لهذا الرجل، فلابد من الإشارة بأن هربرت ديس البالغ 63 عاما جاء قادما إلى الشركة عام 2015 من قيادة شركة BMW.
ليكون طرح أول سيارات كهربائية أحد أهم انجازات ديس بالنسبة لشركة فاجن كجزء من برنامج تكنولوجي قيمته 52 مليار دولار.
أما عن الأسباب الواضحة حتى الآن، فتتعلق بأداء ديس مع منافسيه من جانب وتصريحاته الغريبة على مدار أعوامه الأربعة التي قضاها في الشركة من جانب آخر.
أولا. المنافسة مع شركة تسلا:
عندما أوقف إيلون ماسك، أقوى منافس رئيس فولكس فاجن، سياراته الكهربائية في حديقة المجموعة الألمانية من خلال بناء مصنع على بعد 200 كيلومتر فقط من مقرها التاريخي في فولفسبورج ، كانت استجابة المدير التنفيذي البافاري أكثر هدوءًا مما توقعه الكثيرون.
كما كان ديس مسرفا في مدح منافسته تسلا، حيث كان يخبر أي شخص بأن تسلا “تمهد الطريق” و “جيدة للصناعة”.
بينما دعا ديس إيلون ماسك لإلقاء محاضرة في قاعة مليئة بمديري فولكس فاجن، وذلك محاولة لتقليد استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي.
فيما قال ديس مازحا:
“إنه تمنى أن يكون Musk قد نقل مصنعه على بعد 100 كيلومتر من منزل شركة فولكس فاجن ، حتى يتمكن العمال من رؤية الشركة”.
بينما أشار العام الماضي إلى قوة تسلا، حينما قال:
“استغرق إنتاج سيارة كهربائية ما يقرب من 30 ساعة في فولكس فاجن، فإن موظفي تسلا تمكنوا من نفس الشيء في 10 ساعات فقط.
ثانيا. التصريحات الغريبة والمستهجنة:
يمتلك ديس تاريخا لا بأس به من التصريحات الغريبة والمستهجنة، رغم محاولاته الجادة والقوية في تحويل فلوكس فاجن من شركة مبتلاة بفضيحة انبعاثات الديزل إلى شركة رائدة في مجال الكهرباء.
حيث اشتهر ديس بسلسلة من الاخطاء العامة في تصريحاته، والتي كان أبرزها:
– تصريح لقناة BBC في عام 2019، حينما قال:
“إنني لست على علم بمعسكرات الاعتقال في منطقة شينجيانغ الصينية، مدفاعا عن تواجد الشركة في تلك المنطقة.
– إجباره على الاعتذار عن عبارة EBIT macht frei وهي عبارة استخدمت في الحقبة النازية كشعار ما.
-تصريح أثار غضب الأوكران حينما قال:
“أقترح أن تسعى أوروبا إلى التفاوض مع روسيا”.
ورغم أنها عبارة ليست غريبة على الشركات الألمانية، ولكنها نادرا ما يتم التصريح بها على المسرح الدولي.
– مناوشاته مع مجلس الأعمال القوي لشركة فولكس فاجن، الذي يشمل 60 ألف موظف أساسي و230 ألف موظف إضافي.
– إشارته التي أغضبت العمال حينما قال بأن هناك 30 ألف موظف فائض في البلاد.
وبذلك فإن حقبة ديس التي استمرت اربع سنوات تكون قد وصلت إلى نهايتها بعد سنوات اربع من الانجازات والصدامات.
رغم أنه قد تم اعفائه من دوره كرئيس لأعمال الشركة في الصين العام الماضي.
من هو الرئيس التنفيذي الجديد؟
أما عن الرجل القادم لاستلام منصبه فيعتقد بأنه سيكون الرئيس التنفيذي الحالي لشركة بورش “اوليفر بلوم” البالغ من العمر 54 عاما، والذي قضى حياته المهنتية في فلوكس فاجن.
يذكر أن هربرت ديس يعتبر رابع رئيس لشركة فولكس فاجن تم انهاء خدماته بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للشركة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية