هل سألت نفسك يوماً كيف يتم تسليم مقاليد حكم البيت الأبيض إلى الرئيس المنتخب الجديد، و كيف ستتم عملية نقل السلطة بين ترامب و بايدن ؟
تُعرف عملية تسليم السلطات في أمريكا من قبل الرئيس القديم للرئيس المنتخب الجديد بعملية الانتقال الرئاسي.
وهي الفترة بين نتيجة الانتخابات الحاسمة وبدء الولاية الرئاسية بتأدية الرئيس الجديد اليمين الدستورية في واشنطن.
ويبدأ الاستعداد لعملية الانتقال الرئاسي في أي وقت قبل الانتخابات الرئاسية؛
وذلك حينما يجتمع فريق كل من المرشحين للتخطيط لعملية الانتقال الرئاسي بشكل سلمي وآمن ومنظم بعد ظهور النتيجة.
لقد تم نقل موعد الانتقال الرئاسي من تاريخ 4 آذار إلى 20 كانون ثاني عبر التعديل العشرين للدستور عام 1933.
ويطلق على الفترة ما بين نتائج الانتخابات إلى حين تسليم الرئيس القديم السلطات للرئيس الجديد بفترة البطة العرجاء.
وقد صدر قانون الانتقال الرئاسي لعام 1963 وتمت إجراء العديد من التعديلات عليه منذ العام 1998 وحتى وقتنا الحالي.
وتتضمن عملية الانتقال الرئاسي بعض التخطيط السابق للانتخابات وتخصيص الموارد المالية والدعم اللوجستي للمرشحين وفرقهم.
كما تنطوي على مراعاة الموظفين الرئيسيين من موظفي الرؤساء المنتهية ولايتها والقادمة.
بحيث يتم مقابلة أعضاء الإدارة الجديدة الذين يرشحهم الرئيس الجديد وفحصهم والتأكد من لياقتهم عبر لجان متخصصة.
إن هذا الانتقال الرئاسي لم يكن رسميا ومعروفا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أنه كان يجري دون تخطيط مسبق.
ولكن الرئيس هاري ترومان تبنى هذا النهج الانتقالي بشكله الرسمي حينما قام باستقبال الرئيس الجديد أيزنهاور عام 1952 وأمر بتسهيل عملية انتقال السلطات إليه.
إن هذا الانتقال الرئاسي يمنح الرئيس الجديد شهرين فقط للتخطيط لإدارة جديدة والبدء في نقل الأسرة الأولى إلى البيت الأبيض.
ويقوم الرئيس الجديد بأداء اليمين الدستوري كرئيس جديد، ثم يشكر مسؤولي حفل التنصيب.
وبعد هذا الحفل يُترك الرئيس الجديد للاستمتاع مع العائلة والأصدقاء دون تدخل من وسائل الإعلام.
أما بالنسبة لطاقم العاملين في البيت الأبيض فإنهم يقومون بإلقاء تحية وداع للعائلة المنتهية ولايتها قبل ساعات من الترحيب بالسكّان الجدد.
عملية نقل السلطة بين ترامب و بايدن : عملية خطيرة للغاية
تعتبر فترة الانتقال الرئاسي من أخطر الملفات هذه المرة؛ وذلك لأن إدارة الرئيسين ستناقشان الملفات الساخنة على صعيد الأسلحة النووية والكوارث الطبيعية والمفاوضات الدولية – ناهيك عن الوباء والركود الاقتصادي الناتج، وهذه الأمور تتطلب انتقالا سلسا.
وهذا الانتقال السلس الذي يرغب فيه السياسيون الأمريكيون بات مهددا بشكل كبير في ظل تعنت ترامب واتهاماته المتكررة للانتخابات بالتزوير.
إن المسألة الآن تتعلق بتعنت الرئيس ترامب، وإصداره لقرارات تزيد من صعوبة الأمر على الإدارة الجديدة لبايدن.
وهو ما لم يجري في ولاية الرئيس باراك أوباما حينما سهل الأمور عام 2016 باتخاذ قرارات اقتصادية أكثر حكمة عام 2008.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية