ما المقصود بسندات الخزينة الأمريكية؟
هو قيام الولايات المتحدة الامريكية بالاستدانة لتمويل نفقاتها وسد عجزها في الميزانية، وذلك عن طريق إصدار السند (أداة الدين) وبيعها للجمهور لفترات زمنية مختلفة تصل إلى 30 عاما بفوائد وعوائد مختلفة.
متى ظهرت هذه الأداة؟
ظهرت أداة الدين الأمريكية لأول مرة في الحرب العالمية الأولى لتمويل نفقات دخولها للحرب.
كم تبلغ قيمة سندات الخزينة الأمريكية؟
تبعا لموقع وزارة الخزينة الأمريكية فإن قيمة السندات الإجمالي يصل حتى شباط الماضي إلى 6.8 تريليون دولار
من هي أكثر الدول امتلاكا لسندات الدين الأمريكي؟
وفقا لأحدث البيانات فإن اليابان هي أكثر الدول امتلاكا لسندات الدين الأمريكية بواقع 1.2 تريليون دولار، ثم الصين بقيمة 1.07 تريليون ثم بريطانيا، ثم البرازيل ثم إيرلندا.
ماذا يعني السؤال السابق؟
يعني أن الصين خفضت من حيازتها تدريجيا لتنتقل من المركز الأول إلى الثاني، ويعني أن الصين واليابان فقط تمتلك ثُلث السندات الأمريكية، ولكن ذلك لا يعني التحكم بالديون الأمريكية، فقيام الصين مثلا تسييل سندات أمريكا يعني دخول تريليون دولار للصين بشكل مفاجئ وإحداث تضخم مُرعب.
ماذا بشأن الدول العربية؟
السعودية تأتي كأكبر دولة عربية امتلاكا لسندات الدين الأمركية بواقع 182.9 مليار دولار، ثم الكويت بواقع 41.9 مليار دولار، ثم الإمارات، ثم العراق.
ماذا أستفيد من شراء السندات؟
الإجابة باختصار وبساطة هو أنني أقوم باستثمار أموالي لفترة زمنية مُحددة على أن استردها بالإضافة إلى عائد مالي معين.
هل أنت مُتأكد من الإجابة؟
نعم.
راجع نفسك؟
لماذا؟
لأن هناك سندات بعوائد سالبة؟
نعم، صحيح فإن الدول تستخدم هذه الأداة في أوقات معينة مثل الكساد، فتقوم بفرض عوائد سالبة على السندات لتحفز المستثمرين للتوجه إلى أدوات أُخرى مُجدية ماليا بشكل أفضل، كما أنها تعتبر طريقة جيدة لتحصل الحكومة فيها على أموال رخيصة التكلفة لدعم القطاعات الاقتصادية المتضررة أو المنكمشة، وأول من قام بذلك هي اليابان.
ولماذا أقوم باستثمار مالي على أن أسترده بقيمة أقل؟
الإجابة معقدة، ولكني سأبسطها قدر الإمكان؛ فمدير محفظة السندات لا ينظر إلى العوائد فقط، وإنما ينظر إلى إمكانية الاستفادة من تحسن سعر الصرف مستقبلا، وينظر إلى تغير قيمة العوائد وإمكانية بيع السند مستقبلا بعائد أكبر، وهناك أسباب أخرى أيضا.
إذن أمريكا تسير على الطريق السليم؟
التوجه لسندات بعوائد سالبة يعني تفضيلها على غيرها من الأدوات الاستثمارية بسبب الضمانة ودرجة الأمان التي تتمتع بها الجهة المُصدرة لهذه السندات، ولكن الوضع الأمريكي ينُمُ عن الدخول في فترات كساد واضطراب مالي، وما قامت به أمريكا من عوائد سالبة على سندات الشهر والثلاثة شهور إلى جانب الدفعات التحفيزية والوعود بشراء الأصول لتنشيط الأسواق، يعني أن أمريكا تطرق كافة الأبواب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأسواق المالية.
هل هناك أمور أخرى؟
نعم فإن الأيام القادمة تحمل الإجابة عن جدوى الفوائد السالبة على السندات، بل والإجابة عن جدوى ما تقوم به أمريكا من خطوات تحفيزية للأسواق والاقتصاد بشكل عام، علما أن المؤشرات ما زالت تُنذر بمستقبل اقتصادي مضطرب.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية