قبل أربعة أعوام من الآن فاز دونالد ترامب بكرسي الرئاسة بعد منافسة غير عادلة مع مرشحة الديموقراطيين آنذاك هيلاري كلينتون، وها هو اليوم يدخل السباق الانتخابي مع مرشح قوي، وتذهب الترجيحات إلى كفة بايدن بشكل طفيف ليفوز بكرسي الرئاسة، وفي هذه الحالة تتبادر إلى الاذهان مسألة ما الذي ينتظره العالم في حال فوز جون بايدن .
وأجد أن بايدن حاول الإجابة عن هذا السؤال منذ أبريل من العام الماضي، وذلك من خلال برنامج الاقتصادي والسياسي.
وقبل الدخول إلى برنامج جو بايدن فإن الإجابة قد تتعلق بسلوك ترامب نفسه خلال الأعوام الأربعة الماضية.
حيث بدأ ترامب مشواره الرئاسي بالخروج من العديد من المنظمات مثل منظمة المناخ، واتفاقية المحيط الهادي.
ثم ليشعل فتيل الحرب التجارية مع الصين وفرض التعريفات الجمركية، ثم الهجوم على تكنولوجيا وشركاتها.
وقد امتدت الحروب التجارية التي خاضها ترامب مع الهند في مسألة الألمنيوم، لتمتد هذه الحرب على الاتحاد الأوروبي.
وخلال ولاية ترامب توترت العلاقات البريطانية مع الاتحاد الأوروبي؛ حيث اختارت بريطانيا التودد لأمريكا للفوز بأمور اقتصادية واعدة –على حد قولها-.
وهو الأمر الذي دفع بريطانيا للوقوف إلى جانب أمريكا في حربها على التكنولوجيا الصينية وعلى رأسها شركة هواوي.
وعلى الرغم من الارتفاعات القياسية للأسواق المالية، إلا أنها لم تسلم أيضا بدورها من المشاكل الاقتصادية بسبب مزاجيته في التعاطي مع الإعلام وتغريداته التي توصف بعشوائية تأثيرها على الأسواق المالية.
ولكن هذه المشاكل الاقتصادية لم تمثل الكثير لدى بعض الأثرياء وشركات التكنولوجيا؛ حيث ارتفعت الثروات والقيم السوقية للعديد من شركات التكنولوجيا بشكل تاريخي.
إلا أن المستثمرين في العديد من الشركات الأخرى غير التكنولوجية تكبدت الكثير من الخسائر بسبب تغريدة لترامب هنا وهناك.
أما عن العلاقات السياسية فقد توترت العلاقات الأمريكية الخارجية بشكل لافت وذلك بعدما تبنى ترامب فكرة أمريكا أولا.
حيث تأذى الملف الفلسطيني بشكل لافت ومسبوق، وذلك بعدما وقع ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل، ونقله للسفارة الأمريكية إلى القدس الشريف.
ثم توترت العلاقات السياسية الأمريكية مع إيران وتحديدا بعد تعهده بتمزيق الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه أوباما.
إذن هذه كانت أبرز محطات ترامب الاقتصادية والسياسية بعيدا عن الأحداث المآساوية التي دارت خلال 2020.
إذن ماذا الذي ينتظره العالم في حال فوز جون بايدن ؟
يتضح من خلال المقدمة السابقة أن أمام بايدن مشواراً كبيرا لتصحيح الكثير من العلاقات الاقتصادية والسياسية ذات الملفات المتوترة.
فلدى بايدن مشوار مهم في ترسيخ سياسة وسطية في العلاقات الخارجية الأمريكية، وإعادة روح التعاون الاقتصادي مع الصين على وجه التحديد.
وعلى الرغم من تعهده برفع الضرائب على الشركات، إلا أن الشركات رحبت قبل شهرين به كمرشح رئاسي.
وتذرعت الشركات آنذاك بأنه سئمت من مزاجية ترامب وتأثيره السلبي على الأسواق المالية بسبب مقولة أو تغريدة ما.
كما أن بايدن سيكون أمام ملفٍ شائك يتعلق بالمهاجرين والذين تكبدوا الكثير من المشاكل في عصر ترامب.
ناهيك عن الملف الصحي وتحديدا بعد هجوم ترامب المتكرر على برنامج أوباما كير الصحي.
أما بالنسبة للعملة الأمريكية؛ والتي ينظر لها الكثير من المستثمرين والمضاربين بعين الاهتمام.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية