لابد وأنك لاحظت تمثال الثور أثناء الحديث عن أسواق المال، أو أنك أنك قد سمعت عن مصطلح سوق الدببة أيضا! فيما يلي سنتكلم عن مفهوم سوق الدببة والثيران في الأسواق المالية، ولماذا يُستخدم ومن قام باختراعه أساسا.
مفهوم سوق الدببة والثيران في الأسواق المالية:
يشير الاعتقاد الشائع أن أصل هذه المصطلحات قد استوحي أساسا من الطريقة التي تهاجم بها الحيوانات خصومها.
أولا. سوق الثيران للتعبير عن السوق الصاعدة:
إذا تحدثنا عن سوق الثيران فإننا أمام الحديث عن السوق الصاعدة، وهي الحالة التي تكون فيها الأسعار في الأسواق المالية مرتفعة، أو من المتوقع أن ترتفع لفترات مستمرة.
وهناك من وضع نسبا معينة للارتفاعات، فقال بأن السوق الصاعد ما هو إلا حالة ارتفاع أسعار الأصول بنسبة 20% بعد انخفاضين بنسبة 20% لكل منهما.
كما تتميز الأسواق الصاعدة بالتفاؤل وثقة المستثمر والتوقعات بأن النتائج القوية يجب أن تستمر لفترة طويلة من الزمن.
بينما يصعب التنبؤ باستمرار متى قد تتغير الاتجاهات في السوق.
حيث يتمثل جزء من هذه الصعوبة في أن التأثيرات النفسية والمضاربة قد تلعب أحيانًا دورًا كبيرًا في الأسواق.
وتحدث الأسواق الصاعدة بشكل عام عندما يكون الاقتصاد قويًا أو عندما يكون قويًا بالفعل.
حيث تميل إلى الحدوث بما يتماشى مع الناتج المحلي الإجمالي القوي وانخفاض البطالة وغالبًا ما تتزامن مع ارتفاع في أرباح الشركات.
وبسبب خصائص هذه السوق الإيجابية، فإن الطلب الإجمالي على الأسهم سيكون إيجابيًا أيضا، وهو ما يدفع المساهمين إلى الاندفاع والهجوم للشراء بما يشبه اندفاع الثور وهجومه الدائم.
ثانيا. سوق الدببة، للتعبير عن السوق الهابط:
أما للتكلم عن مفهوم سوق الدببة، فإننا سنتحدث عن السوق الهابط، حيث تتميز هذه السوق بانخفاض الأسعار وعادة ما يكتنفها التشاؤم.
كما يعرف البعض الأسواق الهابطة بأنها حالة انخفاض أسعار الأسهم بنسبة 20٪ أو أكثر لفترة طويلة من الزمن.
بينما تحدث الأسواق الهابطة غالبًا في فترات التباطؤ الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة.
وفي هذه الحالة يرغب المستثمرون في البيع، وغالبًا ما يفرون بحثًا عن سلامة النقود أو الأوراق المالية ذات الدخل الثابت، والنتيجة هي سوق البائع.
وهذه السوق يعبر عنها بأنها سوق الدب، الذي يلجأ إلى الدفاع والهروب، وأكبر الأمثلة على هذه الحالة ما حدث في فقاعة الانترنت والأزمة المالية العالمية 2008.
وفي النتيجة فإن هذين المصطلحين يمكن اختصارهما على النحو التالي:
حيث تعتبر الاسواق العالمية ساحة صراع بين الدببة و الثيران، فإذا تفوقت الدببة كانت النتيجة انخفاض الاسعار وإذا تفوقت الثيران كانت النتيجة ارتفاع الاسعار .
من اخترع هذا المصطلح ؟
اشتهرت كاليفورنيا أثناء خضوعها للحكم المكسيكي بمصارعة الثيران كوسيلة ترفيه لعمال المناجم فيها.
بينما كان كولومبوس أول من جلب الدببة إلى العالم الجديد، والتي كانت تستوطن الشاطئ الغربي لأمريكا.
وبمرور الوقت وعلى سبيل التغيير أضاف المكسكيين نزالاً جديداً مبتكر يسمونه (الدببة والثيران).
وعلى الرغم من أن هذه الأنواع من المعارك إتسمت بالشراسه فإنه كان معظم الأحوال قصيراً سرعان ما ينتهي بإحدى الحالتين:
إما أن يقوم الثور بنطح الدب بكل قوته وقذفه في الهواء.
أو بتمكن الدب من صد الهجوم القادم من الثور وطرحه أرضاً مستعملاً مخالبه الكبيرة في كسر رقبته والقضاء عليه.
وهذه المصارعة أوحت للكاتب الاسباني “دون جوزيه دي لافيجا” استخدام هذه الاصطلاح على المتعاملين المتناحرين في الأسواق المالية.
وقد استخدم هذا المصطلح لأول مرة عام 1688 لكي يعبر عن المشترين والبائعين، الذين يحاربون لفرض سيطرتهم على السوق وتحديد اتجاه الأسعار.
وتدريجياً إستقر الاصطلاح في لغة البورصة حتى صار من الكلمات الدارجة في حوارات المضاربين والمستثمرين.
المصادر:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية