أداء الذهب عام 2025 ! احذروا هذا السيناريو الهابط

يعد التساؤل عن توقعات أداء الذهب عام 2025 أحد أكثر الأسئلة شيوعا منذ ان انطلق هذا العام، وهل ما إذا كان قادرا على الارتفاع؟ خاصة بعد الارتفاع الذي كان قد حققه الذهب خلال عام 2024، حينما أغلق عند مستويات 2624 دولارا بارتفاع قدره 600 دولارا أميركيا مقارنة ببداية ذلك العام (شاهد اداء الذهب هنا)

وستجيب هذه المقالة باختصار على هذين السؤالين، من خلال استعراض أوضاع الأدوات الاستثمارية الأخرى، ومحاولة إلقاء الضوء على الظروف الاقتصادية الراهنة، دون أن يتم الاستناد إلى آراء المحللين أو المؤسسات المالية الكبرى، حتى وإن كانت النتيجة النهائية لهذه المقالة ستعكس رؤية أو جزءا من رؤية بعض تلك الجهات.

أداء الذهب عام 2025 : ما بين النظر إلى الوراء وتوقع السيناريو الهابط!

أولا. أداء الذهب لم يكن منافسا!

على الرغم من التألق الذي حصل مع الذهب خلال عام 2024، إلا أنه لم يكن الأداة المالية الأفضل، وذلك بمقارنة الذهب مع أداة تألقت بشكل لافت وكبير، وهي سوق الأسهم الأميركية ومؤشراتها.

حيث ارتفع مؤشر ناسداك التكنولوجي خلال عام 2024 بنحو 28.32% مسجلا ارباحا تجاوزت 4755 دولارا أمريكيا.

كما أن مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع خلال العام الماضي بنحو 20%، ليسجل ارتفاعات تخطت 7530 دولارا أميركيا.

بينما كان مؤشر S&P500 هو الأدنى في قيمة الارتفاع خلال العام 2024، حينما حقق 1256 دولارا كارتفاع.

وأما على صعيد الأسهم الفردية، فإنه يمكن وبسهولة النظر إلى الاسهم القيادية التي حققت جميعها قفزات تاريخية خلال العام الماضي، مثل انفيديا التي قفزت من 50 دولارا لملامسة 150 دولارا.

أو حتى سهم شركة كشركة ابل التي قفز سعر سهمها من أدنى مستوياته في ابريل 2024 من 160 دولارا إلى أكثر من 236 دولارا أميركيا، أو سهم تسلا الذي ارتفع من 230 دولارا لأكثر من 480 دولارا أميركيا.

ولتوضيح أسباب اختيار أداة الأسهم والمؤشرات كأدوات مقارنة بأداء الذهب، فإننا سننتقل إلى النقطة الثانية، والمتمثلة بالأسلوب الاستثماري المؤسساتي.

ثانيا. النمط الاستثماري المؤسساتي:

على الرغم من الجاذبية التي يتمتع بها الذهب، إلا أنه يبقى ملتزما بصفاته كأصل آمن وغير منتج للأرباح، على عكس الأسهم ومؤشراتها، والتي تعد أصلا يحب المخاطر ويقدم العوائد على مختلف أشكالها.

وقد لوحظ مدى انجذاب المستثمرين المؤسساتيين الذين يمثلون الحجم الأكبر من الاستثمارات للذهب أثناء العام الماضي، نظرا للفوائد التي استمرت مرتفعة والمشاكل السياسية التي كانت مرتفعة بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط.

لكن هذا الحال قد يتغير في وقت ما خلال العام 2025، لسببين اثنين:

الأول. وعد ترامب بانه سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة.

والآخر، الدعم الذي سيقدمه ترامب للشركات العملاقة وتحديدا في مجال التكنولوجيا، والحماية من المنافسة الخارجية، مع الحفاظ على لغة الهيمنة التي ستعزز تلك الحماية للشركات الأميركية.

ولهذه الأسباب، فإن المستثمرين المؤسساتيين وببساطة قد يقومون بتحويل أنظارهم إلى الأسهم، في حال انخفضت حدة المشاكل السياسية، واتضحت معالم سياسة ترامب وخاصة إذا كانت أكثر ليونة مما يتوقع منها.

في النتيجة؛

ما زال الذهب في إطاره الصاعد، ولكن المقالة الحالية تشير إلى ضرورة متابعة الأحداث السياسية والتحولات الاقتصادية وخاصة السياسات والمؤشرات الاقتصادية الأميركية والتي قد تعطي دفعا لأسواق الأسهم بشكل يسحب الجاذبية من الذهب، خاصة مع اقتراب نتائج أعمال الشركات العملاقة والتي ستبدأ نهاية الشهر الحالي مع شركة تسلا.

وتعد هذه المقالة امتدادا لمقالة سابقة بعنوان: آفاق الذهب لعام 2025، اضغط هنا لقراءتها

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية