حينما وصل جو بايدن إلى سُدة الحكم، كانت الشركات على علمٍ تامٍ بأنها ستواجه حربا ضريبية في ظل حكمه؛ حيث قال بايدن مرارا وتكرارا بأنه سيُعيد النظر في الضرائب المدفوعة وتحديدا من قبل كُبريات الشركات، وهو أمر يجده الكثيرون منطقيا، خاصة وان هناك شركات تهربت من دفع ضرائبها لأسباب سنذكرها في هذا التقرير المهم، والذي سيحمل عنوان: كيف تمكنت 55 شركة أمريكية عملاقة من التهرب الضريبي في أمريكا .
قبل الحديث عن جو بايدن وحربه على الشركات التي تمكنت من التهرب الضريبي في أمريكا سنعود بالذاكرة إلى قانون الضرائب الشامل الذي أقره ترامب عام 2017.
حيث خفّض ترامب ضرائب الشركات من 35% إلى 21%، بحجة دعم الاستثمار ودفع عجلة الاقتصاد لجعل أمريكا أولا من جديد.
إلا أن هذا القانون لم يدفع الشركات وتحديدا الكبيرة إلى الالتزام بالضرائب المفروضة عليها، وتحديدا شركات مؤشر Fortune 500.
حيث تمكنت الكثير من الشركات من التهرب التام من فاتورتها الضريبية خلال سنوات ما قبل بايدن، متذرعة بالعديد من حيثيات قانون ترامب نفسه، وأهمها الخصومات والإعفاءات القانونية.
وفي تقرير نشر قبل شهور على صحيفة النيويورك تايمز، بيّنت الكاتبة “باتريشيا كوهين”، أهم الشركات التي تهربت من دفع الضرائب، بالاعتماد على بيانات معهد الضرائب والسياسة الاقتصادية:
كان من بينها شركات ضخمة جدا مثل:
-
Salesforce
-
Archer-Daniels-Midland
-
Consolidated Edison
-
FedEx
-
Duke Energy
-
Nike
-
HP
وقد تجنبت هذه الشركات وغيرها دفع سنت واحد رغم أن 26 منها كان قد أعلن عن دخل يتجاوز 77 مليار دولار.
وحينما تمت مساءلة الشركات، كان رد البعض منها منطقيا؛ حيث قالت كاثرين بتلر المتحدثة باسم Duke Energy:
“شركتنا تلتزم تماما بالقوانين الضريبية الفيدرالية كجزء من جهودنا لإجراء استثمارات ستفيد عملائنا ومجتمعاتنا.”
حيث تذرعت بقوانين تشجيع الاستثمار وتخفيض أو تأجيل الالتزامات الضريبية بدعوى استخدام الشركة للطاقة المتجددة.
بينما تكرر هذا الادعاء من قبل شركات أخرى مثل شركة DTE Energy، والتي لم تدفع سنتا واحدا لمدة ثلاث سنوات بسبب طبيعة عملها في الطاقة الشمسية وطاقة لارياح.
كما تذرعت الشركات بما حدث معها أثناء الجائحة، وما أصدرته حكومة ترامب من قوانين.
حيث صدر عام 2020 قانون CARES الذي استهدف مساعدة الشركات على النجاة من الدمار الاقتصادي.
وقد سمح القانون للشركات باستخدام أرباح السنوات السابقة لتغطية الخسائر التي حدثت معها خلال عام 2020 ، مما مهد عدم دفع الضرائب.
وهذا ما حدث مع شركة ضخمة مثل FedEx، والتي استخدمت القانون بشكل مميز ساعدها على عدم دفع التزماتها الضريبية.
هذه الأحداث السابقة دفعت بايدن إلى الحديث عن الغلة الضريبية التي ستساعد جهوده في جمعها خلال 15 عاما.
حيث أعلن عن غلة ضريبية تساوي 2 تريليون دولار على مدى 15 عاما، بعد رفعه لمعدل الضريبة من 21% إلى 28%.
ولكن الانتقادات التي وُجهت إلى خطوة بايدن جاءت على شكل سؤالين رئيسيين هما:
-
هل ستنعكس خطوة بايدن على حجم الاعفاءات الضريبية التي تقدمها القوانين.
-
أما السؤال الآخر فيتعلق بأثر الإصلاح الضريبي على العدالة الضريبية الخاصة بالشركات والأفراد.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية