الدولار الأمريكي والتضخم :المسؤولون يصرحون،والاسبوع القادم حدث ضخم!

ياهو فاينانس: أشار العديد من مسؤولي الفيدرالي إلى تفاؤلهم بسبب قراءة التضخم الجديدة، والتي تظهر علامات على أن التضخم قد يكون معتدلا، رغم تأكيداتهم أن هذه القراءة لا تعني أن الوقت قد حان لبدء التخفيف في حملة البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة، وهو ما يفتح الباب لقصة معتادة عن الدولار الأمريكي والتضخم ليس فقط في أمريكا وإنما أيضا لدى الطرف الآخر في معادل الدولار- شيكل، حيث سنكون مع قراءة أخرى للتتضخم لدى اسرائيل.

الدولار الأمريكي والتضخم : هل انتهت المعركة، أم أنها مستمرة!

وصف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوجان يوم الخميس بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر وقال:

“إنها مصدر ارتياح مرحب به”

لكنه قال أيضا:

“لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه”.

بينما قالت لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند:

“إن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر يشير إلى بعض التراجع في التضخم”.

فيما وصفت ماري دالي ، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ، رقم مؤشر أسعار المستهلكين وقالت:

“إنها أخبار جيدة بالفعل للجميع”.

كما اقترح رئيس فيلادلفيا باتريك هاركر أن وتيرة رفع أسعار الفائدة قد تتباطأ قريبا.

وقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في شهر أكتوبر / تشرين الأول وهو ما يزال مرتفعا بالنسبة للنسبة المطلوبة، ومنخفضا بالنسبة للأرقام التي كانت أعلى من 8% طيلة شهور سبعة تقريبا.

كما انخفض مقياس التضخم، باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة (ما يسمى بالقراءة الأساسية)، بنسبة 0.4٪ على أساس شهري ، وجاء أقل من التوقعات عند 0.5٪ وأقل من الارتفاع بنسبة 0.6٪ في شهري سبتمبر وأغسطس.

وعلى أساس سنوي، بلغ مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 6.3٪ مقارنة بـ 6.6٪ في سبتمبر و 6.3٪ في أغسطس و 5.9٪ في يوليو.

ويفضل بنك الاحتياطي الفيدرالي استبعاد أسعار المواد الغذائية والطاقة لأنها يمكن أن تكون متقلبة للغاية.

وبدوره فقد قالت ميستر في خطاب ألقاه يوم الخميس في جامعة برينستون:

“هناك علامة إيجابية هي أن التغييرات التي دامت ثلاثة أشهر في إجراءات التضخم الأساسية هي الآن أقل مما كانت عليه في يونيو ، على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة”.

كما قالت أيضا:

“من ناحية أخرى ، لم يظهر تضخم الخدمات ، الذي يميل إلى أن يكون ثابتًا ، علامات التباطؤ بعد.”

وتقول ميستر أيضا:

“أتوقع أن يبدأ التضخم في التباطؤ “بشكل ملموس” في العام المقبل والعام التالي، ليصل إلى هدف التضخم 2٪ للاحتياطي الفيدرالي في عام 2025″.

فيما رشحت رفع اسعار الفائدة بعض الشيء من جانب بنك الاحتياطي للتسريع في المضي قدما نحو هذه الأرقام.

يذكر أن الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع الماضي للاجتماع الرابع على التوالي.

الآن ، تقول ميستر:

“إن تركيز الاحتياطي الفيدرالي يتحول من مدى سرعة رفع أسعار الفائدة إلى تحديد مستويات محددة لرفع الفائدة لتخفيض التضخم”.

حيث قالت صراحة:

“بالنظر إلى المستوى الحالي للتضخم، وطبيعته العريضة، واستمراره، أعتقد أن السياسة النقدية ستحتاج إلى أن تصبح أكثر تقييدًا وأن تظل مقيدة لبعض الوقت من أجل وضع التضخم على مسار هبوطي مستدام إلى 2%” 

وقالت ميستر:

“نحتاج أن نعرف المعدلات الأعلى التي ستصل إليها الفوائد، والمدة التي يجب أن تبقى فيها الفوائد مرتفعة لتخفيض التضخم بشكل أكبر”.

حيث أكدت على أن هذا سيعتمد على مدى تباطؤ الطلب ، وحل تحديات العرض ، وتخفيف ضغوط الأسعار.

ورددت العضوة الفيدرالية دالي ما قالته ميستر للتركيز على أن يصبح أكثر تقييدًا، مما يشير إلى أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية سينتهي أعلى من توقعات 4.6% في سبتمبر.

حيث قالت دالي يوم الخميس:

“أفضل أن نرتفع باسعار الفوائد قليلا، أفضل من أن نخبر الناس أننا سنتوقف عن رفع الفوائد، ثم نخبرهم بأننا يجب أن نرفع الفوائد مرة أخرى بسبب قراءة تضخم مرتفعة مفاجأة”.

بينما قالت رئيسة بنك دالاس لوري لوجان:

“أعتقد أنه قد يكون من المناسب قريبًا إبطاء وتيرة زيادات الأسعار لتقييم تأثير الزيادات المكتملة في الأسعار على الاقتصاد”.

ولكنها قالت:

“إن ابطاء الوتيرة في رفع الفوائد، يجب ان لا تعني للجميع ان السياسة النقدية أصبحت أسهل، فنحن ما زلنا نرفع الفوائد”

واكدت لوجان على أن قراءة التضخم ما زالت لا تعطي نمطا معينا في الانخفاض أو مؤشرا واضحا على وتيرة هذا الانخفاض.

في النتيجة؛

فإن انخفاض التضخم إلى مستويات 7.7% وهو اقل من توقعات 7.9% يذكرنا بما حدث خلال شهر آب.

وذلك حينما انخفض التضخم إلى 8.5% بدلا من انخفاضه إلى 8.7%، وهنا ظن الجميع بأن الفيدرالي سيوقف عملية رفع الفوائد.

كما أن الأسواق والمستثمرين والمحللين اندفعوا نحو تفسير أن رقما واحدامنخفضا للتضخم، سيكون دفاعا للفيدرالي للتراجع.

وهو الأمر الذي نفاه جيروم باول رئيس الفيدرالي نفسه، حينما اكد على ضرورة متابعة البيانات بشكل موسع.

أي أن الفيدرالي سيكون بحاجة إلى أكثر من قراءة للتأكد من وصول التضخم لمستويات 2% او قريبة منه.

كما أن انخفاض التضخم إلى 7.5% هو إعادة المشهد لعام قبل الآن، حيث إن هذه المستويات هي تلك التي كان قد بدأها التضخم عام 2022.

وبذلك ستكون هذه القراءة دافعا لأن يقوم الفيدرالي بالاستمرار في رفع الفوائد بشكل مدروس لتخفيض التضخم بشكل أكبر.

أو أنها ستكون دافعا للتمسك بالفوائد المرتفعة على الدولار للحفاظ على قدرته في تخفيض مستويات الاسعار.

فيما سنبقى هذا الاسبوع على موعد جديد مع قراءة التضخم في اسرائيل وتحديدا 15/11/2022 الساعة 6:30 مساء بتوقيت القدس.

لننتقل بذلك إلى سؤالين مهمين آخرين:

هل سينخفض التضخم لدى اسرائيل عن مستوياته الحالية (4.6%) إلى مستويات أقل من المتوقع (توقع انخفاض إلى 4.5%)، مثلما حدث مع الولايات المتحدة؟

وكيف ستؤثر قراءة التضخم لدى اسرائيل على قرار الفائدة على الشيكل الذي سيتم اتخاذه بتاريخ 21/11/2022 الساعة 4 عصرا؟

وحتى ذلك الوقت،

فإن الدولار الأمريكي سيبقى متذبذبا في مستوياته التي ستتأثر سلبا مع التصريحات من جانب وتحسن المؤشرات المالية الأمريكية، التي تحسنت بأعلى مستوى منذ عامين تقريبا.

وهو ما سيكون جيدا لانشاء المراكز على الدولار الأمريكي بمستويات مدروسة حتى تتضح الصورة بشكل أكبر حتى اجتماع الفيدرالي القادم في 14/12/2022.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية