هل سينخفض الدولار مقابل الشيكل بشكل كبير جدا، الأسواق المالية تقرر

لقد كان رد فعل الأسواق المالية العالمية صعوديا بشكل كبير إزاء بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم الخميس، والتي أظهرت أنه مستمر في الانخفاض بعدما كان قد وصل لأعلى مستوياته في الصيف (9.1%)، وهو ما يدفع للتساؤل من جديد هل سينخفض الدولار مقابل الشيكل.

وفي النتيجة، وقبل الدخول في تفاصيل هذه المقالة؛

فإن المستثمرين والأسواق المالية تتجه نحو المخاطرة مرة أخرى، وغض النظر عن الفوائد المرتفعة على الدولار.

كما أنهم يغضون النظر عن تصريحات رئيس الفيدرالي الأخيرة في محاربة التضخم.

وهذا السلوك سيؤثر بشكل سلبي على الدولار الأمريكي، وفقا للتحليل الأساسي، الأمر الذي قد يدفع الدولار لمستويات هابطة تذكر بما حدث خلال شهري 7 و8 الماضيين.

ولكن هذه المستويات الهابطة، ستكون تحت المجهر حتى تاريخ 14/12/2022 وهو موعد قرار الفائدة وتصريح رئيس الفيدرالي مرة أخرى.

كما أنها ستكون تحت مجهر قراءة التضخم في اسرائيل بتاريخ 15/11/2022، وما سيترتب عليه من قرار المركزي الاسرائيلي بتاريخ 21/11/2022.

حيث إن قراءة منخفضة في التضخم الاسرائيلي، سيعني أن المركزي لن يكون مضطرا لرفع الفائدة بشكل كبير على الشيكل.

بينما وفي حال جاء التضخم الاسرائيلي مرتفعا أو أقل من التوقعات عند 4.5%.

فإن المركزي الاسرائيلي سيعمل على رفع الفائدة على الشيكل، وإلحاق ضرر آخر بالدولار الأمريكي.

التفاصيل: هل سينخفض الدولار مقابل الشيكل بشكل كبير؟

حيث حظي مؤشر الداو جونز وناسداك وS&P500 ومؤشر Russell 2000 عند أفضل يوم لها منذ أدنى مستوياتها في عام 2020.

بينما شهدت سندات الخزانة لمدة 5 و 10 سنوات أكبر انخفاض لها في يوم واحد في العوائد منذ أن قام رئيس الفيدرالي آنذاك بن برنانكي بزيادة التيسير الكمي مرة أخرى في مارس 2009.

ويمكن أن يُعذر أي مراقب عرضي على الاعتقاد بأن الفيدرالي قد ضرب التضخم وقام بتخفيضه بشكل جيد.

ففي حين أن الولايات المتحدة بعيدة عن هدف التضخم البالغ 2% إلا أن الأسواق تتعامل مع انخفاض قراءة التضخم ولا تتعامل مع حجم التضخم مقارنة بالمعدل المطلوب أساسا.

بل إن الأسواق المالية غضت الطرف بشكل كبير عن تأكيدات باول على مواصلة حربه ضد التضخم برفع الفوائد.

وهنا يسارع المحللون إلى التساؤل عما إذا كانت هذه القراءة ستثني الفيدرالي عن رفع الفوائد، بل هل سيدفع الفيدرالي للإعلان عن موعد للتوقف عن رفع الفوائد، ومن ثم تحديد موعد للبدء في تخفيضها.

حيث يمكن سماع أصداء “Powell pivot” أو تراجع جيروم باول عن سياسته عبر تغريدات كثيرة عبر موقع Twitter.

حيث يسارع المستثمرون الآن إلى بدء المخاطرة مرة أخرى في الاسواق المالية، وهو ما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالدولار الأمريكي إلى مستويات غير منطقية.

والمقصود بكلمة “مرة أخرى” هو ما حدث نهاية شهر 7 وما استمر خلال شهر 8 الماضيين.

وذلك حينما ظن المشاركون في السوق أن الفيدرالي سيعلن توقفه عن رفع الفوائد، ومن ثم التراجع عنها.

وهو الخطأ الذي قاد الدولار إلى مستويات 3.26 وأدنى أمام الشيكل الاسرائيلي، قبل أن يعود باول في اجتماع جاكسون هول لللتأكيد على المضي قدما في حرب التضخم.

وقد قال ألفونسو “ألف” بيكاتيلو ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ماكرو كومباس عبر موقع ياهو فاينانس يوم الخميس:

“كل العلامات والبيانات الاقتصادية الحالية تحث المستثمرين على تحمل المزيد من المخاطر ، على الأقل في المدى القصير”.

كما قال أيضا:

“مع هذا التضخم يعتقد المستثمرون أن الاحتياطي الفيدرالي سيبقى على المسار أقل وأقل.”

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية