في العشرين من يوليو من عام 2024، حدث ما وُصِف بالفشل التكنولوجي العالمي التاريخي، وذلك بعدما انقطعت ملايين الأجهزة عن الاتصال بالانترنت، وتحديدا الأجهزة الخاصة بمايكروسوفت، ليتبين لاحقا بأنها مشكلة طالت شركة CrowdStrike للأمن السيبراني حينما قامت بتحديث معين لديها، ولكن في المسألة أمرٌ غاية في الغرابة، يدفع إلى التساؤل عن حادثة انقطاع الانترنت حول العالم هذه المرة، فيما إذا كان صدفة أو أنه مؤامرة عالمية، وخاصة أن المتسبب هذه المرة فيها شخص ضالع في التسبب بنفس كارثة مشابهة قبل عقد ونصف تقريبا، وحديثنا اليوم عن جورج كورتز.
لقد تسببت المشكلة الأخيرة بالعديد من المشاكل، كان أهمها:
-
تعطيل العمليات في البنوك الكبرى.
-
حدوث اضطرابات لدى شركات الطيران.
-
التسبب بمشاكل تقنية لدى تجار التجزئة.
وهو ما قاد العديد من المحللين إلى التأكيد على أن كلفة تبعات هذه المشكلة ستحتاج إلى وقت كبير ليتم تحديدها بشكل دقيق.
مشكلة الانقطاع عن الانترنت حدثت على يد نفس الرجل!
حدثت مشكلة الانقطاع عن الانترنت قبل 14 عاما وتحديدا عام 2010، على يد شركة Mcafee.
ولكن الحادثين يجمعهما أمر واحد مريب للغاية، يتمثل في شخص المدير التنفيذي للشركتين المسؤولتين عن نفس الحادثة.
حيث إن المدير التنفيذي لشركة CrowdStrike كان أحد المسؤولين الرئيسيين السابقين لدى شركة McAfee وهو جورج كورتز.
إذ كان كورتز يتولى منصبا إداريا رفيعا حينما حدث نفس الانقطاع على يد McAfee في أبريل من عام 2010.
حيث تحدث بعض المحللين عن شكوك تحوم حول المدير التنفيذي كورتيز ودوره في تكرار حدوث المشكلة التكنولوجية مرة أخرى.
فقد قال أنشيل ساج، محلل صناعة التكنولوجيا عبر بيزنس انسايدر:
“هذه ليست المرة الأولى التي يلعب فيها كورتز دورًا رئيسيًا في انفجار تاريخي لتكنولوجيا المعلومات”.
ففي 21 من ابريل من عام 2010، أصدرت شركة مكافحة الفيروسات McAfee تحديثًا لبرنامجها الذي يستخدمه عملاؤها من الشركات.
وقد أدى هذا التحديث إلى حذف ملف ويندوز رئيسي، ما تسبب في تعطل الملايين من أجهزة الكمبيوتر حول اعالم وإعادة تشغيلها بشكل متكرر.
وتماما مثل إصلاح خطأ CrowdStrike، تطلبت مشكلة McAfee إصلاحًا يدويًا.
وقد كان كورتز كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة McAfee في ذلك الوقت، وبعد أشهر، استحوذت إنتل على شركة McAfee .
وبعد عدة أشهر ترك كورتز الشركة أسس شركة CrowdStrike في عام 2012 وتولى منصب الرئيس التنفيذي لها منذ ذلك الحين.
أمر غريب آخر في المشكلة يتكرر!
الغريب في الأمر، أنه وبعد خطأ CrowdStrike، دار الحديث عن احتمالية استحواذ شركة جوجل العملاقة اليوم على جزء من سوق الأمن السيبراني.
وذلك لتقوم سحب حصة سوقية جيدة من مايكرسوفت، التي تحتل مركزا متقدما في سوق الأمن السيبراني.
وهو يشبه إلى حد ما بما قامت به انتل منتصف تسعينيات القرن الماضي مع الأمن السيبراني، ولكن هذه المرة من قبل العملاق جوجل الذي يتسيد المشهد التكنولوجي بامتياز على غرار سيادة انتل سابقا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية