توقعات الدولار الأمريكي : هل ستقضي عملة البريكس على الدولار، وماذا عن الجمعة

تنعقد قمة البركيس واجتماعات جاكسون هول خلال هذا الأسبوع حتى نهايته، وهو ما سيلقي بظلاله على توقعات الأسواق، نعم! كتبتها جيدا، لقد قلت توقعات الأسواق، ولم اتحدث عن الأسواق نفسها، فذلك أن المحللين والمراقبين لا يعبروا عن مجريات السوق الحقيقية، خاصة في ظل المشاكل المختلفة هنا وهناك، ولكن، ما هو تأثير هذا الأسبوع على توقعات الدولار الأمريكي والأسواق الأخرى.

تأثير هذا الأسبوع على توقعات الدولار الأمريكي والأسواق الأخرى:

أولا. عملة البريكس الخطر القادم من العدم! وإلى العدم!

نبدأ مع أكثر الأمور التي تسبب صداعا لكل صاحب عقل، وهي مسألة انعقاد قمة البريكس.

فبحسب الجداول فنحن أمام أحد الاجتماعات السنوية التقليدية التي تعقدها هذه الدول منذ عام 2009 حينما كانت دول بريك، قبل أن تنضم لهم جنوب أفريقيا عام 2010.

وإذا استثنينا الاجتماع التاسع، فإننا أمام اجتماعات نسمع لها ضجيجا ولا نرى طحينا لها.

فعلى الرغم من قوة الصين تجاريا وصناعيا والهند صناعيا وتكنولوجيا، فإننا أمام دول أخرى ما زالت بحاجة لرعاية.

فجنوب أفريقيا وروسيا والبرازيل، دول لديها من المشاكل ما لديها، ومن المتطلبات الأخرى والضغوط ما لديها.

وهنا فإنني لا أنتقص وزن هذه الدول لما تمثله من قوة لا يُستهان بها سواء جغرافيا او عسكريا أو اقتصاديا.

فأنا أعلم تمام القوة النووية وحجم الجيوش لثلاثة دول منها، إضافة إلى علمي التام بالدول التي تنضم لبنكها التنموي الرائد.

ولكن وإحقاق للحقيقة، فإن عملة مثل اليوان الصيني أو اليورو نفسه، لم يستطع حتى الآن سوى سحب أقل من 2% من زعامة الدولار.

بل وحتى أن هذه الدول، التي تطلعت منذ عام 2017 لعملة موحدة، ونظام بديل لسويفت، فإنها ما زالت تتشبث بعلاقات مختلفة الأوجه مع الجانب الأميركي.

وهنا؛

فإنني لا أُمجّد بالجانب الأميركي، ولكنني لا أحب ابدا أن أضع الأمور في غير ميزانها الدقيق.

ولذا فإن هذا الاجتماع لا أجد له طعما راسخا، أو رائحة قوية، بل يمكن أن يؤدي إلى بعض القلائل في حالة بعض التصريحات وخاصة من الجانب الروسي، وأتحدث عن أنطوان سيلانوف، صاحب فكرة العملة الموحدة التي لم تبصر النور حتى الآن.

ثانيا. الاجتماع الأهم جاكسون هول!

أنتقل إلى الأهم، وهو اجتماعات جاكسون هول، والتي سيبدأ رئيس الفيدرالي الحديث فيها صباح الجمعة.

وهذا الاجتماع على عكس الاجتماع السابق العام الماضي، فإنني أجد بأن الرجل واضح جدا، في المضي قدما في السياسة النقدية المتشددة.

خاصة وأنه يأتي بعد الإعلان عن تفاصيل محضر اجتماع الشهر الماضي، والذي أجمع فيه الأعضاء على خطر التضخم.

كما يأتي بعد ريباوند Rebound للتضخم وارتفاعه عن حاجز 3% لأول مرة من عام ونصف.

لذا فإن تصريحات بأول، ستلقي بظلالها القوية على الدولار والأسواق المالية.

ففي حالة أكد واستمر في تأكيداته على خطورة  التضخم، فإن الدولار سيزداد ابتساما وفرحا.

بينما ستكون طامة كبرى على الأسواق المالية (الأسهم) التي تتنفس الصعداء بين الفينة والأخرى.

بينما قد يكون الأمر ضبابيا بالنسبة للذهب الذي ما زال في حالة تأهب لأية مشاكل اقتصادية هنا أو هناك.

في النتيجة؛

تابع، بشكل حثيث، وأعمل العقل، بعد القراءة المستفيضة، وليس الاكتفاء بالعناوين أو بعض المدّعين لما هم أقرب فيه إلى الجهل منهم للعلم.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية