زادت حدة كارثة النقص العالمي في الرقائق بدرجة كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويبدو أن العالم سيكون أمام كارثة وشيكة في جميع المجالات.
من تكنولوجيا الحواسيب والسيارات وصولا إلى أبسط الأمور مثل مجففات الشعر، فإن أموراً كثيرة ستكون مهددة بخطر التوقف.
وعلى الرغم من أن شركات السيارات كانت أول من أطلق صافرة الإنذار من هذا النقص، إلا أن الشركات الأخرى في القطاعات المختلفة ستبدأ بالشعور بهذه المشاكل قريبا جدا.
حيث قال آلان بريستلي، المحلل في جارتنر ، لشبكة CNBC:
“إن الشخص العادي في الشارع لا بد أن يتأثر بنقص الرقائق بشكل أو بآخر.”
كما قال:
“المشكلة ببساطة ستتمثل إما في عدم الحصول على المنتجات، أو الحصول على ما تبقى منها بسعر مرتفع”.
بينما قالت شركة SAMSUNG الكورية الجنوبية:
“إن نقص الرقائق يؤثر على إنتاج التلفزيون والأجهزة”.
حيث قال بن سوه، رئيس علاقات المستثمرين بشركة Samsung :
“نظرًا لنقص أشباه الموصلات العالمي، فإننا نشهد أيضًا بعض التأثيرات، خاصة حول مجموعة منتجات معينة ونقص كبير محتمل في عرضها”.
كما أكد بن سوه على أن الشركة ستقوم بمناقشة إنتاج السلع ذات الأولوية الأعلى للبدء فيها.
بينما أكد الرئيس التنفيذي لشركة Samsung “كوه دونج جين”، بأن الشركة قد تتخطى إطلاق هاتف Galaxy Note الذكي التالي.
أما شركة LG فلم تكتم مخاوفها، وقالت بأنها تشعر بمخاطر عالية جدا نتيجة هذا النقص العالمي في الرقائق.
المصائب في النقص ستتعدى المعدات الذكية والمعقدة إلى أمور بسيطة جدا!
تشير التقديرات إلى أن معدات تستخدم معالجات بسيطة مثل الغسالات أو آلات تحميص الخبز، ستكون الشركات غير قادرة على تأمينها.
وأشارت تقارير بأن الصين قامت وبسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها بزيادة مخزونها من الرقائق المطلوبة في إنتاج سلعها، في ظل حربها التقنية مع الجانب الأمريكي.
حيث أكد المحللون على أن هذه الزيادة في المخزون ستزيد من صعوبة الحصول على الرقائق بالنسبة للشركات الأخرى.
القطاعات الأكثر تضررا في الوقت الحالي:
لا يزال قطاع السيارات ، الذي يعتمد على الرقائق في كل شيء بدءًا من إدارة الكمبيوتر للمحركات إلى أنظمة مساعدة السائق ، هو الأكثر تضررًا.
ومن أبرز الشركات التي قامت بإغلاق بعض مصانعها وتسريح العمال هي:
Ford
Volkswagen
Jaguar Land Rover
بينما قال المدير المالي لشركة Stellantis، (رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، وهي التي تم إنشاؤها من خلال اندماج Fiat Chrysler و Peugeot المصنعة PSA ):
“إن الاضطراب في قطاع السيارات قد يستمر حتى عام 2022.”
بينما قامت شركات نيسان ورينو بتخفيف بعض الميزات المتطورة نتيجة نقص الرقائق، وفقا لصحيفة بلومبيرغ.
ولا يقف الأمر عند قطاع السيارات وإنتاجها، حيث تستشعر شركات تأجير السيارات بخطورة الموقف.
حيث قال متحدث باسم شركة Hertz العالمية لتأجير السيارات:
“لقد أثر النقص العالمي في الرقائق الدقيقة على قدرة صناعة تأجير السيارات بأكملها على تلقي طلبات السيارات الجديدة بالسرعة التي نرغب فيها”.
وترتفع وتيرة خطورة نقص الرقائق حول العالم، وتسارع الشركات المصنعة للرقائق لطمئنة العالم على رأسها شركة TSMC، وشركة Intel.
إلا أن المراقبين يتحدثون عن أن هذه الخطط التي تبديها الشركات، ما هي إلا خطط طموحة كثيرا، وأن الأمور قد تتفاقم حتى نهاية عام 2022.
وما زالت الأمور حتى وقتنا الحالي قيد الانتظار لمعرفة المستجدات الفعلية من قبل الشركات والدول،،، يتبع
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية