المركزي الاسرائيلي أمام معادلة معقدة: تحليل سعر صرف الشيكل

قدمت اليوم تحليلا عبر صفحة الفيس بوك (انقر هنا لمطالعته)، للخيارات الثلاث التي يمكن للمركزي الاسرائيلي اتخاذها إزاء الفوائد في ظل ظروف اقتصادية هي الأصعب للكيان منذ إقامته عام 1948، وهو ما قد ينعكس على سعر صرف الشيكل غدا الإثنين .

الخيار الأول: يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة.

وذلك بهدف تخفيف تكاليف الاقتراض بالنسبة لمختلف قطاعات الاقتصاد المعرضة لمخاطر كبير.

بينما يكمن الخيار الثاني برفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، وإنعاش العملة التي فقدت أكثر من 4.5% منذ اندلاع طوفان الأقصى.

فيما سيكون خياره الثالث إبقاء الأمور على ما هي عليه، وذلك لإتاحة الفرصة لقرارات مستقبلية بُعيد انتهاء الحرب الجارية.

تحليل الخيارات الثلاث:

أما الخيار الأول، فيعد خيارا خطيرا جدا، لم يتم اتخاذه منذ عام 2020، حينما انطلقت الجائحة، ولجأت مختلف البنوك المركزية لتخفيض أسعار الفائدة لإنعاش الاقتصاد وإنقاذه من براثن الركود.

ولكن هذا الخيار، سيعني نزيفا في الشيكل الضعيف مقابل الدولار الذي يمثل عملة قوية بالعائدات، وملاذا آمنا للمستثمرين أثناء الحروب.

بينما سيكون الخيار الثاني،  صعبا بشكل كبير على المركزي، ولكنه سيكون ضروريا، ليس بالنظر لواقع التضخم الحالي، ولكن بالنظر إلى التضخم الذي سيتجه نحو الارتفاع للعديد من الأسباب وأهمها:

  • تضرر العديد من القطاعات.

  • تعطل الإنتاج في العديد من القطاعات.

  • ارتفاع أسعار الطاقة بشكل عام.

  • بداية تضرر كبير بالنسبة لشركات التكنولوجيا التي تمثل خُمس الناتج المحلي الاجمالي الإسرائيل.

أما الخيار الثالث، فقد تعتبره الأسواق استسلاما بالنسبة للمركزي الاسرائيلي، إزاء هذه الظروف الراهنة.

وقد يخرج الإسرائيلي لتبير اتخاذه، في حال اتخاذه، أنه سيقدم الدعم للشركات المتضررة وللعاملين.

حيث أن سموترتيش وزير المالية الإسرائيلي قدم قبل يومين خطة لإنقاذ الشركات المتضررة.

كما تم تقديم خطة مالية تضمنت بعد الدعم للأفراد بقيمة ألف شيكل للفرد الواحد.

وهي الخطة التي وصفت داخل الأوساط  الإسرائيلية بأنها عبارة  عن دعابة سوداء، وأنها خطة متخبطة.

ولكن ما قد يمكن أن يخرج به المركزي الاسرائيلي، هو احتمالية تفعيل درع اسرائيل، الذي تم تفعيله أثناء الجائحة ونجح بالفعل.

ولكن وإذا استثنينا نقاشنا حول كل الخطوات المتاحة للمركزي، فإنه في موقف حرج وصعب، خاصة وأن هناك أصوات تتهمه بالقضاء على احتياطياته في حال استخدامها أكثر من مرة بأحجام كبيرة، كما فعل المرة الأخيرة حينما ضخ 30 مليار دولار في يوم واحد، ولم تؤت ثمارها.

أما فيما يتعلق بأداء سعر صرف الشيكل في السوق الفلسطيني مقابل الدولار، فإن السعر حتى وإن استجاب بعض الشيء لقرار ما، وارتد منخفضا عن 4 شيكل، فإنه قد لا يستطيع الصمود كثيرا، للعودة لاختبار مستويات مرتفعة.

في النتيجة؛

وهنا فإن من يمتلك الدولار يمكنه الاستفادة من المستويات الحالية، والاحتفاظ بكميات أخرى من الدولار للاستفادة من ارتفاعات قادمة، طالما استمرت الحرب دائرة.

أما بالنسبة لمواصلة نزيف الدولار، فإنها ستكون فرصة لمزيد من جني الأرباح على أجزاء، وعدم  التضحية بكل ما يمتلكه الشخص من كميات دولار مرة واحدة.

إخلاء مسؤولية:

المقال يقدم مساعدة، ولا يقدم نصيحة استثمارية معينة، وننصح بأن يقوم كل شخص بأمرين:

دراسة وضعه المالي.

تحديد احتياجاته المالية.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية