ربما تكون قد طلبت من مديرك أكثر من مرة للسماح لك بالعمل من المنزل قبل فترة الكورونا، إلا أن واحداً من طلباتك لم يُستجاب لها! لكن الأمر اختلف هذه المرة في الجائحة الحالية؛ حيث أتاح فايروس كورونا الفرصة الحقيقة أمام الجميع لكي يجربوا هذا الامر، وسمحت لهم بتقييم تجربة العمل من المنزل في الكورونا أو غيرها، ومعرفة المشاكل التي ستواجههم أثناء ممارسة هذه التجربة الفريدة .
سأستعرض فيما يلي سرداً لأهم مشاكل العمل من المنزل بالمقارنة مع ممارستك لنفس العمل من مكتبك في مقر الشركة:
اولا. مشاكل الاتصال، والحديث هنا يدور عن الاتصال بشقيه المادي والمعنوي، ففي الغالب تحتوي الشركات على نظام خاص لإرسال و استقبال الملفات و المشاريع مثلا، ويكون هناك مبرمجين على استعداد دائم للتدخل إلى جانب سيرفر خاص مصمم للحد من أية مشاكل ممكنة، و هذا ما لم تجده في البيت ففي أغلب الأحيان و خاصة في بدء العمل من المنزل، فأنت بحاجة لبناء النموذج الأمثل للتواصل مع زملاء العمل و الزبائن، أما على صعيد الجانب المعنوي لمفهوم التواصل؛ فالتباعد الاجتماعي لا يسمح بأيِّ نوع من التواصل إلا عن طريق الهاتف او البريد الالكتروني، وما يزيد الامر صعوبة انعدام اي فرصة لعقد اجتماعات عمل طارئة، سواء مع الادارة او الزبائن المباشرين، خاصة إذا كنت تعمل بوظيفة تحتاج مثل هذا النوع من التواصل.
ثانيا. تضارب وقت العمل مع وقت الاستراحة او الوقت العائلي؛ فعلى الرغم من حُبك لمساحة الوقت المتاح لك في المنزل، إلا أنه يشكل تحديا كبيرا وخاصة في إدارته وقدرتك على منع تداخل وقت العمل المتاح في كل شأنٍ من شوؤن الحياة الاجتماعية.
ثالثا. عدم قدرتك على استخدام العبارة الأشهر وهي ” آسف ! انا في العمل”؛ ففي الكثير من الأحيان كنتَ تستطيع تجنب اي تواصل غير ضروري أثناء انشغالك بعملك من خلال الجملة الأشهر والأكثر استخداما ” آسف، أنا في العمل “، كما أن المحيط المادي الذي تراه من كل جانب يؤكد لك بأنك في البيت حتى وإن كنت في ذروة انتباهك وتركيزك في العمل مما يؤدي إلى حدوث التضارب، فعلى سبيل المثال لو طلب أحدهم منك شيئا يخص أمراً اجتماعيا بعيدا عن العمل، فإنك ستقوم بالاستجابة له والرد عليه وكأنك في منزلك في ظل إجازة وهنا سيحدث التضارب وبالتالي سيزداد تشتت الذهن عن القيام بالعمل.
رابعا. الازعاج المنزلي، فانت في المنزل مهما حاولت ان تعزل نفسك عن المحيط و التركيز فقط في العمل، و خاصة اذا كان عملك ذا طابع بحاجة الى درجة عالية من التركيز .
خامسا. التعود و الاعتياد، عند البدء في العمل في أي شركة فسيلزمكَ الكثيرَ من الوقت لتتعود على ظروف العمل الجديدة، والاعتياد على مكتبك مثلا، وهذا الأمر ينطبق على وضعك وأنت تعمل في المنزل، ففي الوقت الذي ستحتاجه في التعود على العمل من المنزل، ستجد نفسك بحاجة لوقت للعودة وتقبل العمل في مكانه الطبيعي في الشركة أو المؤسسة.
سادسا. تضارب مشاعر الشغف، وهذا يتعلق بالعامل النفسي؛ فأنت في مكان عملك ستكون منتظراً لساعة خروجك من العمل لكي تصل بيتك، وهذا الأمر أيضا يتعلق بانتظارك لنهاية الاسبوع بفارغ الصبر، إلا أن العمل من المنزل سيعمل على إضعاف هذا الشغف شيئا فشيئا، وسيقضي على حلاوة تحقيق الانتظار التي تكون دافعا ذا معنى إيجابي تجاه استمرار حلقة العمل و الراحة.
سابعا. الخوف من القادم، هذه المشكلة نتجت تحديدا بعد جائحة الكورونا، فأنت تعمل في المنزل لمدة غير معروفة و الوضع الصحي المحيط بك غير آمن، وهذا النوع من الشعور سيؤثر سلبا على سير العمل.
كانت هذه أهم مشاكل العمل من المنزل في ظل الكورونا أو غيرها و من الجدير ذكره بأن هناك من سبقنا الى العمل من المنزل ممن يعملون في الاعمال الحرة و غالبا فإنهم وجدوا حلولا ناجعة للتعامل مع هذا النوع من المشاكل و غيرها.
للمزيد من المواضيع ذات العلاقة بجائحة الكورونا
" لا شيء اكثر صعوبة مثل ان تصف نفسك للاخرين "
ساهر علاونة ريادي اعمال الكترونية صغيرة و صانع محتوى رقمي بسيط بالاضافة الى عمله الاساسي في مجال الهندسة المدنية