سيشهد العالم تحولا جذريا نحو استخدام معدل التمويل الليلي المضمون SOFR بديلا لمعدل LIOBR قريبا.
حيث يعبر هذا المعدل عن سعر الفائدة المعياري للمشتقات والقروض مقومة بالدولار بدلا من استخدام خمسة عملات في LIBOR.
إضافة إلى أن هذا المعدل سيكون مضمونا بسندات الخزينة (يعتمد على المعاملات في سوق إعادة شراء الخزانة بدلات من الاعتماد على القروض المتبادلة بين البنوك)
ويأتي هذا التحول بعد الانتقادات الكبيرة لمعدل LIBOR الذي يعتمد على القروض المتبادلة بين البنوك والتي باتت منخفضة مع الزمن مما يقلل من موثوقيتها.
وفيما يلي جميع تفاصيل هذا المعدل والتي من المهم معرفتها قبل اقتراب تطبيقها بين ليلة وضحاها.
يعبر معدل التمويل الليلي المضمون SOFR عن سعر فائدة معياري للمشتقات والقروض المقومة بالدولار والتي ستحل محل سعر الفائدة المعروض بين البنوك في لندن (ليبور) قريبا.
ومنذ أكتوبر الماضي في العام الحالي تم تسعير أكثر من 80 تريليون دولار من الديون الافتراضية اعتمادا على معدل التمويل الليلي المضمون.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى زيادة السيولة طويلة الأجل ولكن يؤدي أيضًا إلى تقلبات تجارية كبيرة على المدى القصير في المشتقات.
ويعتمد سعر التمويل اليومي المضمون (SOFR) على المعاملات في سوق إعادة شراء الخزانة بدلا من الاعتماد على القروض المتبادلة بين البنوك كما هو الحال في تحديد سعر اللايبور.
كما يمثل سعر LIBOR قروضًا غير مضمونة، في حين أن معدل التمويل لليلة واحدة (SOFR) يمثل القروض المدعومة بسندات الخزانة (سندات الخزانة).
وقد بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك في نشر معدل التمويل المضمون (SOFR) في أبريل 2018 .
كجزء من محاولة لاستبدال LIBOR “وهو السعر المرجعي طويل الأمد والذي يستخدم في جميع أنحاء العالم حتى وقتنا الحالي”.
ويعد هذا المعدل (SOFR) ضروري في تداول المشتقات والمنتجات التي تعتمد على أسعار الفائدة مثل المنتجات البنكية.
أما عن طريقة استخدام هذا المعدل فتتم بنفس طريقة LIBOR حيث يتم تحديد هذا المعدل كسعر مرجعي.
فيستفيد الدافع في الاتفاقية في حالة ارتفعت أسعار الفوائد في السوق مقارنة بسعر SOFR، والعكس بالنسبة للطرف القابض.
أما عن تسعير القروض بأعلى أو أقل من SOFR فيتم بناءً على التصنيف الائتماني للطرف وشروط معدل الفائدة.
تاريخ سعر التمويل الليلي المضمون (SOFR):
منذ منتصف الثمانينيات، كان LIBOR هو سعر الفائدة الذي يربط به المستثمرون والبنوك، حيث يتألف سعر الليبور من خمس عملات وسبعة آجال استحقاق.
ويتم تحديده عن طريق حساب متوسط سعر الفائدة الذي تقترض به البنوك العالمية الكبرى من بعضها البعض.
أما عن العملات الخمس فهي:
-
الدولار الأمريكي (USD)
-
اليورو (EUR)
-
الجنيه الإسترليني (GBP)
-
الين الياباني (JPY)
-
الفرنك السويسري (CHF)
وأشهر سعر ليبور هو سعر الدولار الأمريكي لمدة ثلاثة أشهر، ويشار إليه عادة بسعر ليبور الحالي.
وفي أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، أصبح المنظمون قلقين من الاعتماد المفرط على هذا المعيار المحدد.
ووجهت له عدة انتقادات أهمها:
أولاً. يعتمد سعر ليبور إلى حد كبير على تقديرات البنوك العالمية التي تم مسحها وليس بالضرورة على المعاملات الفعلية.
ثانيا. اتضح الجانب السلبي لهذا المعدل وتحديدا عام 2012 عندما تم الكشف عن أن أكثر من اثنتي عشرة مؤسسة مالية قد زورت بياناتها من أجل جني أرباح أكبر من المنتجات المشتقة القائمة على ليبور.
ثالثا. أدت اللوائح المصرفية بعد الأزمة المالية إلى انخفاض الاقتراض بين البنوك.
وهو ما دفع بعض المسؤولين للتعبير عن قلقهم من أن الحجم المحدود للنشاط التجاري جعل سعر الليبور أقل موثوقية.
ولكن المنظم البريطاني تحدث عن بديل لسعر اللايبور كسعر مرجعي بديل أكثر أمانا.
وقد استجاب الاحتياطي الفيدرالي (Fed) عام 2017 لهذه الرؤية من خلال تجميع لجنة السعر المرجعي البديل، التي تضم العديد من البنوك الكبيرة، لتحديد سعر مرجعي بديل للولايات المتحدة.
وقد اختارت اللجنة سعر التمويل لليلة واحدة (SOFR)، وهو سعر الليلة، كمعيار جديد للعقود المقومة بالدولار.
وعلى عكس اللايبور فإن سعر التمويل الليلي المضمون (SOFR) سيكون موثوقا أكثر.
حيث أن هناك تداول واسع النطاق في سوق إعادة شراء الخزانة – حوالي 1500 مرة من قروض ما بين البنوك
واعتبارًا من 2018 فإن هذا المعدل سيكون أكثر دقة لتحديد تكاليف الاقتراض، كما سيعتمد معدل التمويل لليلة واحدة (SOFR) على بيانات من المعاملات التي يمكن ملاحظتها بدلاً من معدلات الاقتراض المقدرة كما هو الحال في لايبور.
أما عن تحديات الانتقال، فتتعلق بتريليونات الدولارات الأميكية من العقود القائمة على LIBOR.
خاصة وأن أشهر آجال الاستحقاق لسعر اللايبور يتعلق بثلاثة شهور، وهذه الفترة التي تتعلق بها عقود تقدر بحوالي 200 تريليون دولار أمريكي.
وقد سعت دول أخرى إلى إيجاد بدائل خاصة بها لـ LIBOR.
على سبيل المثال ، اختارت المملكة المتحدة متوسط مؤشر الجنيه الإسترليني (SONIA) ، وهو سعر إقراض لليلة واحدة، كمعيار للعقود القائمة على الجنيه الإسترليني في المستقبل.
فيما اختار البنك المركزي الأوروبي (ECB) استخدام متوسط مؤشر اليورو بين عشية وضحاها (EONIA)، والذي يعتمد على قروض ليلية غير مضمونة.
فيما ستطبق اليابان سعرها الخاص ، المسمى متوسط سعر التداول في طوكيو (TONAR).
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية