بزعامة الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم وكأكبر قوة اقتصادية في آسيا، تم تشكيل أكبر تكتل للتجارة الحرة في العالم اليوم الأحد، وهو التكتل الذي يعتقد المحللون بأنه يعبر عن أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ قد تمكن الصين من إزاحة أمريكا عن العرش الاقتصادي.
وبخمسة عشر اقتصادا في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ تشكل هذا التكتل ليمثل أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ، في صورة تعكس مستقبلا مغايرا لما هو عليه المشهد الاقتصادي الحالي.
حتى لا نستبق الأحداث ونضخم الأمور فإننا سنعرض لكم محورين قد يسمحان لهذا التكتل من أن يصبح أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ قد تمكن الصين من إزاحة أمريكا عن عرش الاقتصاد؛
وهذان المحوران هما على النحو التالي:
أولا. مكانة الصين في هذا التكتل في ظل عدم تواجد أمريكا:
تعتبر هذه الاتفاقية والتي تحمل اسم RCEP (الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة) بمثابة ضربة للولايات المتحدة الأمريكية التي خسرت موقعها في هذا التكتل بعدما قام ترامب بالانسحاب منه عام 2017.
إن هذه الاتفاقية ستضمن للصين مكانة متقدمة بصفتها أقوى شريك اقتصادي مع جنوب شرق آسيا واليابان وكوريا.
وهو ما سيدفع الصين لاحتلال موقع متميز وفريد كصانعٍ للتشريعات التجارية في المنطقة الآسيوية.
ثانيا. المنطقة الجغرافية المتميزة لهذه الاتفاقية التجارية:
ستغطي هذه الاتفاقية منطقة جغرافية متميزة باعبتارها صاحبة النمو الاقتصادي الأفضل في الوقت الحالي وهي المنطقة الآسيوية.
وهذا المحور سيكون كفيلا في تمكين الصين من تقليص اعتمادها على الأسواق والتكنولوجيا الخارجية.
كما ستستفيد الصين من ميزة تخفيض الرسوم الجمركية تدريجيا بصفتها أكبر منتج ومُصدر رئيسي.
وهذا ما أكد عليه إيريس بانج ، كبير الاقتصاديين في ING للصين الكبرى.
وتضم هذه الاتفاقية رابطة دول جنوب شرق آسيا، أبرزهم:
الصين ، واليابان ، وكوريا الجنوبية ، وأستراليا ، ونيوزيلندا.
وقد أشار الرئيسي الفيتنامي بأن هذا التكتل سيشكل 30٪ من الاقتصاد العالمي و 30٪ من سكان العالم.
ولم ترد تفاصيل عن المنتجات والبلدان التي ستشهد تخفيضات فورية في الرسوم الجمركية.
وقد قالت الصين من جهتها في بيان صادر عن وزارة التجارة:
“للمرة الأولى، توصلت الصين واليابان إلى ترتيب ثنائي لخفض التعريفة، وحققتا اختراقا تاريخيا”
وتهدف في السنوات القادمة إلى خفض الرسوم الجمركية تدريجياً في العديد من المجالات.
وقد أكد وزير التجارة الإندونيسي على أن الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ بمجرد تصديق عدد كافٍ من الدول المشاركة على الاتفاقية محليًا خلال العامين المقبلين.
أما عن موقف بايدن من هذه الاتفاقية؛
فيشير المحللون بأنه يجدر على بايدن أن ينشغل بمعالجة الأوضاع الصحية في أمريكا وعدم الانخراط في أي أمرٍ آخر وتحديدا في الوقت القريب القادم.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية