نشرت الفاينانشال تايمز تقريرا يشير إلى أن البنوك الاستثمارية جمعت 125 مليار دولار بسبب كورونا ، وعلى رأسهم جولدمان ساكس وبانك أوف أمريكا وغيرها، وذلك نقلا عن بيانات مؤسسة Refinitiv -المتخصصة بجمع البيانات المالية.
حيث قال التقرير عن هذه المكاسب المفاجئة:
“إن هذه المكاسب المفاجئة للبنوك الاستثمارية جاءت من الرسوم العالية على خدمات الاكتتاب بالديون وعروض الأسهم لعملاء مهمين أبرزهم:
-
مجموعة بوينج للطيران
-
موقع تأجير العقارات Airbnb
-
مجموعة الاتصالات SoftBank
ويبدو أن هذه الأمور جاءت نتيجة منطقية في ظل اهتمام الشركات بالسيولة، ولجوئها إلى الأسواق المالية والاكتتابات وإصدار الديون.
وهو ما انعكس بشكل طبيعي على إيرادات البنوك الاستثمارية حول العالم.
كما قال جيسون جولدبيرج ، المحلل في باركليز:
” لقد كان عامًا قويًا للغاية للاكتتاب في كل من الديون والأسهم”.
وأضاف:
“لقد تطلعت الشركات إلى الوصول إلى أسواق رأس المال لدعم ميزانياتها في مواجهة حالة عدم اليقين المرتبطة بالوباء.”
وأشار إلى أن الشركات جمعت أكثر من 5 تريليونات دولار من الديون، وهو مستوى تاريخي لم يسبق له مثيل.
بل ذهب إلى التأكيد على أن الشركات متعددة الجنسية تحولت من الاقتراض التقليدي إلى سوق السندات لتأمين التمويل طويل الأجل.
وقد أشارت بيانات Refinitiv بأن البنوك الاستثمارية استطاعت كسب 42.9 مليار دولار من خدمات الاكتتاب التي قامت بها لصالح هذه الشركات، أي بزيادة 25% عن العام السابق.
أما عن حجم هذه الرسوم للعام القادم، فيشكك المحللون والمسؤولون التنفيذيون في جميع أنحاء وول ستريت بأن تتكرر السنة القادمة.
وذلك لأن الشركات مليئة الآن بالديون وبحاجة إلى إصلاح ميزانياتها العمومية الضعيفة بدلا من البحث عن السيولة.
وبدوره قال ديفيد كونراد ، المحلل في DA Davidson:
“إن القصة الحقيقية كانت في عروض الأسهم التي أنجزتها البنوك للشركات، وهذا أمر واضح بعدما أصبحت بعض الشركات عالية القيمة.”
وأضاف:
“لقد جمعت الشركات ما يقرب من 300 مليار دولار على مستوى العالم في عام 2020 ، وهي أعلى نسبة إلى جانب عام 2007.”.
وقد كشفت بيانات Refinitiv أن رسوم الاكتتاب العام الأولي ارتفعت بنسبة 90% لتصل إلى 13 مليار دولار، وهو أعلى رقم منذ عام 2000 على الأقل.
وهو ما قاد إيرادات البنوك من خدمة الاكتتابات العامة فقط للإرتفاع عند قيمة 32 مليار دولار مقارنة ب18.3 مليار عام 2019.
وأشار المحللون إلى أن هذه الرسوم عوضت انخفاض إيرادات البنوك من الاستشارات والاندماجات بنسبة كبيرة.
وقد قال غولدبيرغ:
لقد حققت أكبر البنوك الأمريكية معًا ما يقل قليلاً عن 37 مليار دولار من عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية، وهي أعلى حصة منذ 2013.
مقابل انخفاضها لدى المنافسين الأوروبية، حيث انخفضت إيراداتها من هذا الجانب بأقل نسبة منذ عام 2000.
Majde Nouri
مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية