كثيرا ما نسمع بمصطلح سوق تداول الفوركس للعملات بشكل رئيسي ، وعلى الرغم من شهرة هذا المصطلح فإن البعض قد لا يدرك تاريخ ومعنى هذا المصطلح، وفي المقالة الحالية سنتحدث عن تاريخ الفوركس وتفاصيله.
معنى مصطلح فوركس:
لأتى هذا المصطلح المختصر من اول ثلاثة حروف من الكلمة الأولى والحرفين الأولين من الكلمة الثانية للجملة الانلجيزية سوق الصرف الاجنبي Foreign exchange
وهو سوق عالمي لامركزي أو خارج البورصة (OTC) لتداول العملات، حيث يحدد هذا السوق أسعار صرف العملات الاجنبية جميعها.
وتعتبر هذه السوق الأكبر من حيث حجم التداول تليها سوق الائتمان المصرفي.
كما قد يعرف سوق الفوركس على أنه السوق الذي لا ينام أبداً، ولا يكف عن تداول العملات بتريليونات الدولارات كل يوم.
بينما لا تعتبر كلمة تداول العملات لفظا حديثا، بل هي مصطلح جرى عبر العصور القديمة.
حيث تشير الأدلة التاريخية إلى أن تداول وتبادل العملات بدأ في مصر القديمة منذ 259 قبل الميلاد.
بينما تذهب المصادر أبعد من ذلك لتشير إلى ان هذا السوق يعود إلى ما كان يسمى بالمقايضة في بلاد بين النهرين في 6000 قبل الميلاد.
إلا أنه وفي عهد ما قبل الميلاد، تم انتاج العملات الذهبية الأولى، التي كانت قابلة للنقل والتداول والتجزئة والاحتفاظ بالقيمة.
ملامح سوق تداول الفوركس الحديثة:
بدأت ملامح المصطلح الحديث بدأت بحلول نهاية العصور الوسطى، وتوسع رقعة التجارة الدولية.
حيث أنه وفي القرن الخامس عشر، افتتحت عائلة ميديشي في فلورنسا بنوكا في مواقع أجنبية لتسهيل تجارة الانسجة الخاصة بها.
وهو ما أدى إلى ظهور ما يسمى بحساب النيسترو الذي يحتوي على عامودين من العملات المختلفة.
وهو ما أدى إلى ولادة سوق الفوركس الحديث التي قامت لاحقا على فكرة تداول عملتين وفق سعر صرف متغير بينهما.
وقد حافظت أمستردام بالفعل على ما يمكن أن يُسمى بسوق فوركس نشط خلال القرنين السابع والثامن عشر.
حيث جرت عمليات تبادل وتداول العملات بشكله البسيط بين وكلاء التجارة من انجلترا وهولندا.
إلا أن جذور التجارة الحديثة للعملات والتي نعرفها اليوم، فقد بدأت تتشكل في القرن التاسع عشر.
لتصبح شركات مثل الكسندر براون آند صن رائدة في تجارة العملات في حوالي خمسينيات القرن التاسع عشر.
كما بدأ المشاركون الجدد في الانخراط في تجارة العملات الاجنبية بعد ذلك بعقود بسيطة.
إلا أن الحدث الأكبر الذي شكل منعطفا تاريخيا في تاريخ تداول العملات، فقد حدث في عام 1880 ميلادية.
حيث تم انشاء النظام النقدي المعياري للذهب الذي يسمح بتبديل العملات بالذهب، والذي تم التخلي عنه بسبب أحداث الحروب العالمية.
وقد تم انشاء اتفاقية بريتون وودز لخلق بيئة مستقرة عالميا، يتم من خلالها انشاء سوق صرف أجنبي مرتبط قابل للتعديل.
وسعر الصرف المربوط القابل للضبط هو سياسة سعر الصرف التي بموجبها يتم تثبيت العملة بعملة أخرى.
لتقوم الدول الاجنبية بإصلاح عملتها مقابل الدولار المرتبط بالذهب، وهو ما أعطى الدولار قيمة بعدما كان عملة فاشلة بعد الكساد العظيم.
إلا أن هذه الاتفاقية فشلت في ربط الذهب بالدولار الأمريكي بسبب عدم وجود ما يكفي من الذهب لدعم كمية الدولار الهائلة المتداولة.
ليأتي ريتشارد نيكسون في عام 1971 وينهي هذه الاتفاقية التي أدت إلى تعويم حر للدولار الأمريكي مقابل العملات الاجنبية.
حيث أدى ذلك إلى خلق نظام عملة معوم، سمح لسعر الصرف بالتذبذب وفقا لمعطيات قوى السوق.
الاتفاقية التي سرّعت من الانتقال للشكل الحديث لسوق الفوركس:
جاءت اتفاقية سميثسونيان في عام 1971 والتي سمحت بمجال تذبذب أكبر للعملات.
ليُسمح للعملات الرئيسية التقلب بنسبة 0-2.25% مقابل الدولار، والذي كان مرتبطا بالذهب بقيمة 35 دولارا للاونصة.
إلا أنه وفي عام 1972 حاول المجتمع الاوروبي الابتعاد عن اعتماده على الدولار، فتم انشاء جسد اوروبي مشترك بين كل من:
المانيا الغربية وفرنسا وايطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.
ولكن كل الاتفاقيات التي جرت خلال هذه الفترة باءت بنفس الفشل فيما يخص الاستقرار النقدي، وتم التحول رسميا إلى نظام التعويم الحر.
حيث ارتفع الدولار في اوائل الثمانينات بشكل كبيرمقابل العملات الرئيسية الأخرى، وهو ما أدى إلى تدهور في الحسابات الجارية الأمريكية.
كما تسبب الدولار القوي آنذاك بحدوث ما يسمى بالركود التضخمي، مما تسبب في انخفاض تنافسية أمريكا في السوق العالمية.
بينما تدهور الاقتصاد الأمريكي ومعه دول العالم الثالث بسبب ديونها الدولارية الضخمة، لتحدث خطوة مهمة في مستقبل سوق الفوركس.
حيث قامت مجموعة الخمسة (امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا الغربية واليابان) بعقد اجتماع سري في فندق بلازا في نيويورك.
ثم لتتسرب أنباء الاجتماع، ويُجبر المجتمعون على الادلاء ببيان يشجع على رفع قيمة العملات غير الدولارية، ليتسبب ذلك في انخفاض حاد في الدولار.
ومع هذا الانخفاض والارتفاع، قام تجار العملة بالعديد من الحركات التي تسببت في ارباح هائلة لهم حتى مع تدخل الحكومة.
وفي التسعينيات ومع قيام الاتحاد الاوروبي وانشاء عملة اليورو، تم اعطاء البنوك والشركات الاوروبية فائدة مميزة تتمثل في ازالة مخاطر الصرف في اقتصاد دائم العولمة.
وهو ما أدى إلى نمو اسواق العملات بشكل أكثر تطورا وأسرع من أي وقت مضى بسبب النمو الاقتصادي وتنامي التجارة الدولية، وتطور امر سيحدث فرقا في هذا السوق الذي شهد تطور الكمبيوتر في السبعينيات، ثم الهاتف والتلكس في الثمانينات من قبل رويترز.
بينما شهد العالم تطور الانترنت في التسعينيات، وهو ما سمح بزيادة الاتصال والتواصل الذي أعطى دفعة جيدة لسوق الفوركس.
ليتغير كل شيء بالنسبة للفوركس وتصبح المضاربة على العملات أمرا شائعا ومنتشرا في كل أصقاع الأرض.
حجم السوق والمتعاملين معه:
بحسب الأرقام والإحصائيات فإن سوق الفوركس يعتبر من أكبر إن لم يكن الأكبر بين الأسواق المالية العالمية، بتداول يتراوح بين 4-5 تريليونات دولار.
أما عن المتعاملين في هذا السوق الضخم، فيلاحظ أبرزهم على النحو التالي:
الشركات التجارية:
البنوك المركزية:
التي تمثل جزءاً مهما من سوق الصرف الأجنبي من الأنشطة المالية للشركات التي تسعى للنقد الأجنبي لدفع ثمن السلع أو الخدمات.
التي تلعب دورًا مهمًا في أسواق الصرف الأجنبي، من خلال السياسات النقدية المتمثلة بأسعار الفوائد بشكل كبير.
شركات إدارة الاستثمار:
التي تدير جزءا من سوق الصرف الأجنبي لتسهيل المعاملات في الأوراق المالية الأجنبية.
تجار صرف العملات الأجنبية:
الذين يشاركون بشكل غير مباشر من خلال السماسرة أو البنوك.
بينما تجدر الإشارة إلى أن هناك نوعان رئيسيان من وسطاء الفوركس الأفراد الذين يقدمون الفرصة لتداول العملات على أساس المضاربة: الوسطاء والتجار أو صناع السوق.
شركات الصرافة الأجنبية غير المصرفية:
وهي الشركات المختصة والمرخصة للقيام بخدمات صرف العملات والمدفوعات الدولية للأفراد والشركات.
وهناك العديد من الشركات العابرة للقارات والتي تتداول في اسواق الفوركس، وواحدة من هذه الشركات وأبرزها والمعتمدة من قبل الاتحاد الاوروبي تأتي شركة AVAFX و تستطيع التسجيل فيها بشكل مجاني و بدء التداول.
" لا شيء اكثر صعوبة مثل ان تصف نفسك للاخرين "
ساهر علاونة ريادي اعمال الكترونية صغيرة و صانع محتوى رقمي بسيط بالاضافة الى عمله الاساسي في مجال الهندسة المدنية