ياهو فاينانس: تحدث العضو المنتدب والمستشار لشركة اكستنتشر PLC (الشركة الايرلندية الأمريكية والمتخصصة في خدمات واستشارات تكنولوجيا المعلومات) عن توقعات اسعار الغاز الطبيعي للعام الحالي والقادم، وذلك في ظل زيادة الشحنات من الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين.
حيث رأى أوغان كاوس أن قيام روسيا بزيادة شحناتها من الغاز الطبيعي إلى الصين قد يساعد في تحقيق التوازن وتخفيض بعض اسعار تكاليف الطاقة.
وذلك حينما قال:
“ستقدم روسيا الغاز إلى الصين، وهو ما قد يخفف من الطلب على الغاز الطبيعي بشكل عام، نظرا لأن الصين أهم مشترٍ للطاقة في العالم، وهو الأمر الذي قد يساهم في تحقيق التوازن السعري العام”.
كما قال أيضا:
“إن إيجاد منافذ جديدة للغاز الروسي ستؤدي إلى انخفاض أسعار الغاز على المدى المتوسط”.
وقد ارتفعت اسعار الغاز إلى مستويات غير مسبوقة في أوروبا بعد تخفيض روسيا لإمداداتها للسوق الاوروبي الأكبر بالنسبة لها بسبب حربها في اوكرانيا.
كما أدت العقوبات الاقتصادية إلى قيام شركة غازبروم الروسية بشحن كميات كبير عبر خط الأنابيب إلى الصين.
فيما تسعى الدول الأوروبية للحصول على مزيد من امدادات الغاز الطبيعي المسال مع سعيها لخفض اعتمادها على الغاز الروسي.
وهو ما دفع الكثير من منتجي الغاز الطبيعي المسار من حول العالم إلى إعادة توجيه طاقتهم نحو أوروبا.
وما تزال صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى الصين تشكل حاليا جزءا بسيطا من مبيعاتها إلى أوروبا.
ولكن الحكومة الروسية تسرع من وتيرة ضخ غازها إلى الصين من خلال خط انابيب Power of Siberia، وخطط بناء روابط جديدة مع الصين.
حيث سيتم ربط أكبر الحقول في سيبيريا، التي تغذي أوروبا حاليا، بالصين، مما سيمنح روسيا منفذا بديلا لمواردها الهائلة.
وعلق كاوس على مسألة جاذبية الغاز الطبيعي قائلا:
“إذا لم يتم بيع الغاز الروسي في أوروبا، فإن آسيا ستكون جاهزة، دائما سيكون هناك مشتر آخر لهذا الغاز”.
إلا أن الأوضاع الاقتصادية والصحية في الصين، قد تؤثر كثيرا على قدرتها على الطلب بكميات جيدة.
ولذلك فإن خروج الصين من مشاكلها وعمليات الاغلاق التي فرضتها منذ فترة بسبب فايروس كورونا، سيكون مصدر قلق لأوروبا.
حيث قال محللو بنك جولدمان ساكس في مذكرة صدرت الاسبوع الماضي:
“مع تعافي النشاط الاقتصادي الصيني، سيبدأ الطلب على الغاز الطبيعي المسال”.
إلا أن كاوس عاد علق على مسألة ارتفاع او انخفاض اسعار الغاز الطبيعي قائلا:
“إنه وإذا فرضت روسيا وقفا كاملا لتدفقات الغاز إلى أوروبا، فقد ترتفع الأسعار إلى خمسة أضعاف المستوى الحالي”.
كما قال أيضا:
“هذه الارتفاعات السعرية لن تستمر إلى ما بعد الشتاء المقبل، حيث أتوع أن يكون متوسط سعر الغاز الطبيعي عام 2023 أقل من هذا العام”.
بينما قالت التقارير الصادرة عن شركة اكستنتشر PLC:
“ستؤدي مخاطر الركود العالمي إلى كبح استهلاك الغاز، مع تقلص الطلب بنسبة تصل إلى 16% في الاتحاد الاوروبي العام المقبل”.
فيما حث الاتحاد الأوروبي بالفعل على خفض نسبة استهلاك الغاز بخطة تنطلق من شهر آب وحتى آذار عام 2023 بنسبة 15%.
حيث قالت شركة المرافق الفرنسية Engie SA في مذكرة لهم:
“إن العملاء يخفضون استخدام الغاز بالفعل”.
ليعود كاوس ويؤكد على ان الشتاء القادم سيكون صعبا، ولكن الاسعار لن تستمر في الارتفاع على المدى الطويل.
حيث قال:
“إذا كان الشتاء أسوأ مقارنة بالشتاء السابق، فسوف يحافظ على ارتفاع الأسعار لفترة من الوقت، لكن بيئة الأسعار المرتفعة ليست مستدامة على المدى الطويل.”
ويمكن تفسير رأي كاوس بأن الصين ستسرع الخطى في إعادة فتح ابوابها من جانب، وأن الارتفاع السعري سيكون مرهونا بشهور الشتاء القادم.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية