لماذا يعتبر تعليق الحكومة الصينية لأكبر اكتتاب عام في التاريخ بمثابة خطر أكبر من الانتخابات الأمريكية على اقتصاد الصين ؟
بل إنه أخطر من تحديد الرئيس الأمريكي المنتظر للتعامل مع الملف التجاري الصيني الأمريكي؟
حيث علقت حكومة بكين هذا الاكتتاب لعدة أسباب، منها:
الأول وهو ما أشارت إليه الصين وحرصها على استقرار أسواق المال بسبب عدم استكمال الملفات اللازمة لاستمرار الاكتتاب.
والآخر أشار إليه البعض بأن هذا التعليق يعود إلى قيام “جاك ما” بانتقاد تصرفات الحكومة الصينية مؤخرا.
في كتاب Alibaba’s World 2015 تحدث الكاتب بورتر إريسمان بأن “جاك ما” يقترب من تحقيق حلمه بامتلاك أكبر مؤسسة مالية في الصين.
وقد اقترب “جاك ما” من تحقيق هذا الحلم في هذا الشهر، وذلك من خلال أكبر اكتتاب في التاريخ للذراع المالية لشركة علي بابا التي يمتلكها وهي شركة Ant Group والتي وصل حجم اكتتابها العام إلى 37 مليار دولار أمريكي، إلا أن ذلك اصطدم مع قرار السلطات الصينية بتعليق هذا الاكتتاب، فما هي الأسباب الحقيقية لهذا الإيقاف، ولماذا يعتبر هذا الإيقاف بمثابة خطر أكبر من الانتخابات الأمريكية على اقتصاد الصين .
لقد فاجئت بكين العالمَ بإيقاف اكتتاب شركة التكنولوجيا المالية Ant group وذلك بعد وصولها لرقم تاريخي بقيمة 37 مليار دولار.
حيث هدفت بكين سابقا من إدراج هذه الشركة في بورصتي شنغهاي وهونغ كونغ إظهار أنها لم تعد بحاجة للأسواق الأمريكية.
بل ذهب البعض ليرى بأن إدراج هذه الشركة يعبر عن هدف صيني جيوسياسي، وتأكيدٍ على أن الصين قوة تكنولوجية عظمى.
ومع استدعاء جاك ما للصين وإيقاف اكتتاب الذراع المالية التكنولوجية لشركته، تحدث المحللون الصينيون إلى أن الحكومة الصينية قامت بإفشال هذا الاكتتاب لعدة أسباب أهمها:
تخوف الحكومة الصينية من القوة والمكانة السياسية المتعاظمة والمستقبلية ل “جاك ما”.
تخوف الحكومة الصينية من قدرة المجموعة على الحصول على بيانات العديد من الشعب الصيني بشكل مخيف.
أرجع البعض إيقاف الاكتتاب لانتقاد “جاك ما” للحكومة الصينية في خطاب له في أكتوبر الشهر الماضي.
فيما بررت السلطات الصينية إيقاف هذا الاكتتاب إلى ملفات غير مستكملة بشكل قانوني للاستمرار في عملية الاكتتاب.
وأضافت السلطات بأنها تحافظ على استقرار الأسواق المالية وضمان العمل على تنظيمها بشكل جيد.
وبالفعل فإن قيام السلطات الصينية بإيقاف هذا الاكتتاب التاريخي، سيكون بمثابة خطر أكبر من الانتخابات الأمريكية على اقتصاد الصين .
وتحديدا في مسألة تدفقات رؤوس الأموال للصين، وخاصة من قبل الشركات التكنولوجيا العالمية، وتخوفها من مسألة التدخل الحكومي بشكل كبير.
“إن ما قامت به السلطات الصينية يمثل خطرا على شركات التكنولوجيا المالية والتي قد تخضع لتدقيق وتحقيق في امورٍ كثيرة قد تعرقل تقدمها ونموها في الأسواق الآسيوية والصينية على وجه الخصوص”.
بينما لم يشر “مارك تشاندلر” إلى هذا الخطر وهو كبير استراتيجيي السوق في Bannockburn Global Forex، حيث قال:
” لا أعتقد أن تعليق الاكتتاب الأولي لشركة Ant سيؤثر على تدفقات الأموال الأجنبية إلى الصين”.
وعلى الرغم من أهمية هذه المجموعة المالية للحكومة الصينية إلّا أن الصين لديها الكثير من المجموعات المالية التي تهيمن عليها بشكل كبير وتعتمد عليها في تحقيق عوائد جيدة منها:
بنك الشعب الصيني.
البنك الصناعي الصيني.
ويبقى الحديث الآن عن مستقبل الصين واقتصادها، وردات فعل الشركات التكنولوجيا إزاء هذا التعليق لأكبر اكتتاب في التاريخ.
فهل تصدق التنبؤات حول انخفاض رغبة رؤوس الأموال الأجنبية في الدخول لاقتصاد الصين، أم هل ستقوم السلطات الصينية بإتخاذ إجراءات وتبني لوائح تنظيمية أقل صرامة وتدخلا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية