الصين تفكك شركة علي بابا : سر قيام الصين بالقضاء على عملاقها في التكنولوجيا المالية

قامت الصين بتفكيك شركة علي بابا (عملاق التكنولوجيا المالية الصيني)، وذلك من خلال أمر شركة Ant Group التابعة للملياردير الصنيي جاك ما بتفكيك Alipay وهو التطبيق الفائق الذي يزيد عن مليار مستخدم، وإنشاء تطبيق منفصل لأعمال قروض الشركة المربحة للغاية، وفقا لما ذكرته وكالة الفاينانشال تايمز.

حيث أمر المنظمون الصينيون مجموعة آنت جروب بإجراء فصل نهائي لوحدتي الاقراض التالية اسماؤها عن عروضها المالية في جلب المستثمرين الخارجيين:

  • وحدة Huabei التي تشبه بطاقة الائتمان التقليدية.

  • وشركة Jiebei ، التي تقدم قروضًا صغيرة غير مضمونة.

ويريد المسؤولون الآن تقسيم هاتين الوحدتين وتحويلهما إلى تطبيق مستقل خاضع لسيطرة حكومية.

ماذا ستستفيد الصين من تفكيك عملاق التكنولوجيا المالي الصيني:

يبدو أن سر هذه القرارات يتمحور حول استراتيجية الدولة العامة في عملية السيطرة على بيانات المستخدمين.

حيث ستطلب الحكومة من مجموعة آنت تسليم بيانات المستخدم التي تدعم قرارات الإقراض الخاصة بها إلى مشروع مشترك جديد لتقييم الائتمان.

وهو المشروع الذي سيكون مملوكًا جزئيًا للدولة، وذلك وفقًا لشخصين مطلعين على العملية.

وقد قال شخص مقرب من المنظمين الماليين في بكين:

“تعتقد الحكومة أن قوة احتكار التكنولوجيا الكبيرة تأتي من سيطرتها على البيانات، وهو ما تريد إنهاؤه”.

بينما تؤدي هذه الخطوة إلى إبطاء أعمال الإقراض الخاصة بشركة Ant، خاصة مع النمو الهائل لشركة Huabei و Jiebei.

حيث تفوقت وحدة CreditTech، التي تضم الوحدتين، على أعمال معالجة المدفوعات الرئيسية لشركة Ant.

وذلك حينما شكلت 39% من إيرادات المجموعة للمرة الأولى في النصف الأول من عام 2020.

وقد أقلقت نتائج هذه الوحدة قلق المسؤولين الصينيين، خاصة وأنها ساهمت في إصدار حوالي عُشر القروض الاستهلاكية غير العقارية في البلاد العام الماضي.

وقد تراجعت أسهم شركة علي بابا بنسبة 5.9% في تعاملات هونغ كونغ يوم الإثنين.

بينما انخفض المؤشر الذي يتتبع أكبر مجموعات التكنولوجيا الصينية المدرجة بنسبة 3.4% تبعا لهذا القرار.

وتقوم الدولة منذ العام الماضي بتشديد الخناق على مؤسس علي بابا “جاك ما” على خلفيات سياسية داخلية.

وذلك من خلال تكوين مشاريع مشتركة مع مجموعته العملاقة مع شركات مملوكة للدولة.

حيث كانت حجة الدولة في هذا التشديد، تتمثل في الحفاظ على بيانات الملايين من المستخدمين الذين تمتلكها علي بابا وشركاتها التابعة لها.

ما الذي ستخسره علي بابا وشركاتها المالية؟

ستمثل هذه الخطوة خطورة على مستقبل الذراع المالي لعلي بابا “مجموعة آنت”؛ حيث ستنخفض قدرتها على الحفاظ على خصوصية المستهلك.

وذلك من خلال المشروع المشترك الذي تفرضه الحكومة عليها، بشكل ستفقد فيه المجموعة القدرة على تقييم الجدارة الائتمانية للمقترض بشكل مستقل.

حيث سيمرر مستخدم Alipay المستقبلي الذي يحتاج إلى ائتمان توجيه طلبه أولاً إلى شركة تسجيل ائتمان المشروع المشترك الجديد.

ليتم الاحتفاظ بملفه الائتماني ثم تمريره إلى تطبيق الإقراض Huabei و Jiebei الجديد لإصدار الائتمان.

كما لن تكون مجوعة Ant هو المقرض الوحيد في الصين عبر الإنترنت المتأثر بالقواعد الجديدة.

حيث قال أحد الأشخاص المطلعين:

“إن البنك المركزي أخبر اللاعبين في الصناعة هذا الصيف أنه يجب اتخاذ قرارات الإقراض بناءً على بيانات من شركة معتمدة لتسجيل الائتمان بدلاً من بيانات الملكية.”

بينما قال مسؤول تنفيذي كبير في بنك آخر للإقراض عبر الإنترنت:

“إن هذا يمكن أن يترجم إلى خفض معتدل في هامش الربح والعمل لأن الشركة لم تعد قادرة على استخدام بياناتها الخاصة لاتخاذ قرارات الإقراض.”

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية