عملية رفع أسعار الفائدة الأمريكية : حدث مهم الاربعاء والخميس قد يحدد القادم للدولار

ارتفعت توقعات عملية رفع أسعار الفائدة الأمريكية من ثلاث مرات العام الحالي إلى ست مرات حتى نهاية العام 2022، ومن ربع نقطة مئوية إلى نصف نقطة مئوية كأول عملية رفع للفوائد، إلّا أن الفيدرالي لن يتخذ قراره الحاسم إلا في اللحظات الأخيرة من منتصف الشهر القادم بحسب الخبراء.

وفي كل الأحوال فإن رفع أسعار الفائدة حسب أدنى التوقعات، سيدفعها لتسجيل 1.5% لهذا العام، مرتفعا عن 0.25% الحالية، وهو ما سيدفع الدولار الأمريكي للارتفاع بشكل أبطئ مما كان متوقعا، وذلك بسبب الآثار السلبية للتوترات السياسية التي ستدفع الجميع إلى التمهل وعدم الثقة بمستقبل اقتصادي أفضل، كما أن المركزي الاسرائيلي لن يسمح بارتفاع الدولار بشكل كبير في ظل ارتفاع الاسعار التي سيشعر بها الاسرائيلي في ظل نقص الامدادات التي تتسبب وستتسبب بها التوترات السياسية.


التفاصيل:

تزداد حالة عدم اليقين فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية بسبب استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

إلا أنه من غير المرجح لتلك العمليات أن تعرقل عملية رفع أسعار الفائدة الأمريكية بدءا من الشهر القادم، وذلك في ظل مكافحة الفيدرالي الأمريكي لمعدلات التضخم الأعلى منذ 40 عاما.

حيث تتجه الجهود الرسمية في الفيدرالي إلى المضي قُدما في غضون الأسبوعين القادمين للبدء في عملية رفع أسعار الفائدة الأمريكية لأول مرة منذ عام 2018.

وذلك بهدف الإسراع في التعامل مع مخاوف تفاقم ارتفاع الأسعار مع ارتفاع وتيرة الصراع.

قال ديفيد ويلكوكس، الذي كان يقود قسم الأبحاث والإحصاءات في الإحتياطي الفيدرالي لوكالة الفاينانشال تايمز:

“الصراع الروسي الأوكراني سيعمل على تخفيف وتيرة النمو الاقتصادي، وهو ما يجب أن نتعامل معه”.

بينما أكد على أن مسألة تحديد حجم أسعار الفائدة، سيعتمد على تحليل البيانات والمعطيات الآتية:

  • تفسير حجم التوترات الجيوسياسية.

  • ضبط ومراقبة بيانات التوظيف الأمريكية وأسعار المستهلك المحدثة أولا بأول قبل اجتماع الفيدرالي في منتصف آذار القادم.

ما هو الحدث المهم هذا الأسبوع الذي قد يعطي اشارات على حجم الفائدة القادمة؟

أما عن حجم سعر الفائدة فإنه ما زال الحديث يدور عن نصف نقطة مئوية، وهي الزيادة التي لم تحدث منذ مايو 2000.

قال أندرو ليفين ، الذي عمل في المركز المركزي مجلس إدارة البنك لمدة عقدين من الزمان:

“أدعم اختيار البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، ولكننا أمام أحداث جيوسياسية غير متوقعة”.

كما أكد على أن ملامح هذه الزيادة قد تتضح ملامحها هذا الأسبوع بينما يتوجه رئيس الفيدرالي إلى الكابيتول هيل للإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب يوم الأربعاء ومجلس الشيوخ يوم الخميس.

كما أنه من المرجح أن يتم استجواب باول بشأن التداعيات الاقتصادية للغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط.

فيما سيواجه أسئلة حول مدى قوة احتياج البنك المركزي لتشديد السياسة النقدية لضبط الأسواق.

أما عن مخاوف رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، فقد تتعلق بإرباك الأسواق خاصة في ظل التوترات.

حيث حذرت بريا ميسرا ، رئيسة استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في TD Securities قائلة:

“حينما يحدث التحول السريع في السياسة النقدية تأتي العديد من الأخطاء”.

ولا يزال المتداولون يسعون زيادات بمعدل ست نقاط ربع نقطة تقريبًا هذا العام ، مما سيرفع معدل الأموال الفيدرالية إلى 1.5%.

بينما من المتوقع أن يحدث المزيد من رفع أسعار الفائدة عام 2023.

إلا أن رئيس الفيدرالي رفض فكرة إجباره على رفع اسعار الفائدة بنصف نقطة أو رفع الفائدة في كل اجتماع من الاجتماعات السبعة المتبقية.

وقد قال أحد خبراء معهد بيترسون للاقتصاد الدولي وبلومبيرج إيكونوميكس:

“مع البدء التدريجي بوتيرة منخفضة لرفع أسعار الفوائد، فإن الفيدرالي يمنح نفسه المرونة”.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية